لا بد من أنك دخلت إحدى المستشفيات سابقًا ولاحظت وجودَ حديقة محيطة ببناء المستشفى؛ فما الغرض من وجودها؟ أهو إعطاء منظر جمالي فقط أم لها فوائد أكثر من ذلك؟

تملك الحدائق الموجودة في المستشفيات تأثيرات إيجابية تنعكس على المرضى، إضافة إلى الأشخاص الآخرين بالطبع؛ فقد أظهرت العديد من الدراسات أن النظر إلى البيئات التي تُهيمن عليها المساحات الخضراء والزهور أو الماء أكثر فعالية في تعزيز التعافي والشفاء، ثم إنه يُفيد في التخلص من التوتر؛ وذلك عند المقارنة بالغرف أو المباني؛ أي بالمشاهد التي تفتقر إلى الطبيعة.

إذ تظهر التأثيرات الإيجابية تغيرات نفسية عند النظر إلى تلك البيئات فترة تتراوح ما بين ثلاث دقائق إلى خمس دقائق، فتزيد المشاعر الإيجابية كالرضى والهدوء، وتخفض المشاعر السلبية كالغضب والخوف والحزن. إضافة إلى التأثيرات التي تنجم عن زوال التوتر، والتغيرات الفيزيولوجية الإيجابية؛ إذ تؤثر في كلٍّ من ضغط الدم ونشاط القلب وتوتر العضلات ونشاط الدماغ الكهربائي.

ولا تقتصر فوائد الحدائق الموجودة في المستشفيات على المرضى فحسب؛ بل تتعداها لتؤثر إيجابيًّا أيضًا بالعاملين في المجال الصحيِّ؛ إذ إن مِهَن الرعاية الصحية مرهقة، فيجد طاقم العمل في هذه الحدائق وسيلةً للهروب من ضغوط العمل. 

ومن ناحية أخرى؛ تتيح هذه الحدائق مكانًا لممارسة نشاطات أخرى كالقراءة والمشي في الخارج، أو ممارسة التمارين الرياضية التي ترتبط بدورها بمجموعة متنوعة من المزايا البدنية والنفسية كتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض مستويات الاكتئاب عند البالغين والأطفال، وأيضًا توفر بيئة تُمكِّن طاقمَ العمل من إجراء العلاج الفيزيائي للمرضى. 

وانتقالًا إلى داخل المستشفى؛ بيَّنت إحدى الدراسات التأثيرَ الإيجابيَّ لرؤية المرضى نباتات في أثناء فترة التعافي من العمل الجراحي، وارتبطت هذه التأثيرات مباشرة بصحتهم؛ فعند إجراء تجربة سريرية عشوائية على 90 مريضًا بعد العمليات الجراحية؛ أظهر المرضى الموجودون في الغرف المزودة بنباتات وزهور استجاباتٍ فيزيولوجيةً أكثر إيجابية مثل انخفاض ضغط الدم الانقباضي وانخفاض درجات الألم والقلق والتعب، وهذا مقارنةً بالمرضى في الغرف الأخرى التي لا تحوي النباتات، إضافة إلى شعورهم بإيجابية وراحة أكبر. 

ختامًا؛ لا بد من ذكر وجود دراسة أكَّدت تناقصَ التوتر عند المرضى القلقين في العيادات السنية عندما عُلِّقت لوحةٌ كبيرةٌ لمنظر طبيعي على جدار غرفة الانتظار.

المصادر:
1- هنا
2-هنا
3-هنا
4-هنا