كيف يمكن أن تتحول الغابات من مخازن للكربون إلى أحد مسبِّبات انبعاثه؟
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> ورقو الأخضر شهر أيلول
يوجد الكربون في عدَّة مخازن في الغابات؛ منها الغطاء النباتي (الكتلة الحيوية النباتية الحية التي تتكون من الخشب والمواد غير الخشبية)، والنفايات الخشبية والنباتية الميتة والدبال الناتج عن تحلُّل المواد العضوية، وأيضًا تُعدُّ التربة أيضًا مخزنًا مهمًّا للكربون.
على المستوى العالمي؛ يُخزَّن 19% من الكربون في المحيط الحيوي للأرض في النباتات، و81% في التربة. في جميع الغابات -المداريّة والمعتدلة والشماليّة مجتمعة- يُخزَّن قرابة 31% من الكربون في الكتلة الحيوية و69% في التربة. أما في الغابات المدارية فيُخزَّن نحو 50% من الكربون في الكتلة الحيوية و50% منه في التربة.
يمكن أن تؤدّي حرائق الغابات المتكرِّرة والشديدة إلى حرق الكربون القديم المخزّن في تربة الغابات الشمالية، وهو الذي يعود إلى أجيال، ويمكن لإطلاق هذا الكربون المخزَّن إلى الغلاف الجوّي أن يغيّرَ من توازن كسب الكربون وخسارته في هذه الغابات؛ ممّا قد يؤدّي إلى تسارع ارتفاع درجة الحرارة؛ فعندما تعرَّضت أراضي كندا الشمالية الغربية لحرائق هائلة عام 2014، وأخذ فريقٌ من الباحثين من الولايات المتحدة وكندا عيِّناتٍ من التربة من أكثر من 200 موقع في المنطقة؛ وجدوا أنه لدى الغابات القديمة (أكثر من 70 عامًا) والغابات في المناطق الرطبة فإن طبقةً سميكة من المادّة العضويّة في التربة تحمي الكربون الأقدم (المُسمّى الكربون القديم)، وهو الذي لم يُحرق في دورات الحرق وإعادة النمو السابقة. ومع ذلك؛ ففي الغابات الأصغر والأكثر جفافًا سمحت طبقة المواد العضوية الضحلة في التربة للحرائق بالوصول إلى الكربون القديم وإطلاقه في الجو.
نظرًا إلى أن المناطق الشمالية من الأرض تزداد دفئًا وجفافًا بسبب تغيُّر المناخ؛ فإنّ مواسم الحرائق تزداد مدةً وتصبح الحرائق أشد. منذ فترة طويلة يُعتقد أن الغابات الشماليّة تمتصّ من الغلاف الجوّي كمية كربون أكبر مما تطلق فيه، ولكن إذا بدأت الحرائق الأكبر والأكثر تكرارًا بحرق الكربون القديم؛ فقد تبدأ هذه الغابات بإطلاق الكربون بكمياتٍ أكثر مما تخزِّنه. وثاني أكسيد الكربون هو أحد أهم الغازات الدفيئة؛ لذلك فإن إطلاق المزيد منه في الغلاف الجوي يمكن أن يؤثر في توازن دورة الكربون العالمية ويُسهم في تغير المناخ.
المصادر:
هنا
هنا