مزارع عمودية عائمة، تصاميم تتحدى تلاشي المساحات الزراعية
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عمارة وأرض
أخذت الشركة على عاتقها مهمة تصميم نظام من الأبراج المتقابلة تطفو في موانئ سنغافورة لتتم زراعتها بالمحاصيل على مدار العام. استُوحي التصميم من المزارع السمكية العائمة التي تم استخدامها من قبل السكان المحليين في سنغافورة منذ العام 1930. يبدو الشكل الفريد للمزارع العمودية، كبنائين بواجهتين متعاكستين يلتقيان في الأعلى، ليشكلا وحدة بنائية على هيئة حلقة مؤنـّفة، مصممة بهدف التقاط أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس من قِبَل النباتات، وأيضاً لتوفير المساحة والاستفادة القصوى منها. يستند التصميم أساساً على الشمس، فشكل الحلقة يمكّن الهيكل الرأسي من تلقي المزيد من الضوء دون وجود ظلال كبيرة.
من المخطط أت يتم تزويد الأبراج بأجهزة استشعار داخلية، مهمتها مراقبة المحاصيل وإرسال البيانات لمختلف الشبكات المسؤولة عن المراقبة والتسجيل. سيتم أيضاً تتبع بيانات المحاصيل حتى بعد توزيعها وشرائها بهدف تعديل إنتاجية المواد الغذائية وفقا لحاجة الناس لها، بحيث يكون معدل فضلات الطعام صفراً.
قد يكون هذا التصميم مجرد فكرة في الوقت الراهن، إلا أن المهندسين المعماريين قاموا بعرض مجموعة من النماذج المصغّرة لتكون نقطة انطلاق جيدة لاختبارات وتطبيقات أخرى، ويتم البحث حالياً في مقدار الطاقة التي سوف تحتاجها المزارع، ومقدار الطعام والمحاصيل الزراعية التي تنتجها، تتم أيضاً دراسة إمكانية نقل الفكرة إلى بلدان أخرى مكتظة بالسكان كالصين مثلاً.
قد يكون بالإمكان تطبيق هذا النوع من المشاريع في المراكز المدنية الجديدة الناشئة للمساعدة في التخفيف من أزمة الغذاء في المستقبل، بما يضمن أيضاً إمكانية تحويل الأراضي المجاورة للمدن إلى مناطق تحاكي البيئة الزراعية، وقادرة على إنتاج نفس النوعية من الغذاء من أجل تجنب الواردات الضخمة من الخارج.
بالنسبة للسنغافوريين، قد لا يكون تنفيذ هكذا مشروع خياراً في ظل التحديات التي تواجههم، وبالنسبة لبقية العالم فنخشى مما نخشاه أن نحتاج إلى مشاريع مماثلة في ظل منافستنا للزراعة على الأراضي والموارد.
المصدر:
هنا