الأنسولين البشري أو الأنسولين الصنعي؟
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة جينية
فبعض مرضى السكري يحتاج استخدام الأنسولين لضبط مستويات السكر الدموية، ويكون في هذه الحال أمام خيارين؛ إمَّا استخدام الأنسولين البشري أو نظائر الأنسولين المُصنَّعة الحديثة، فأيُّهما أفضل؟
فكثيرًا ما تُستخدم مشابهات الأنسولين البشري الصنعية بأنواعها المختلفة؛ كالأنسولينات سريعة التأثير (rapid acting insulin analogs) ومثالها الأنسولين أسبارت، والأنسولينات طويلة مدة التأثير (long acting insulin analogs) ومثالها الأنسولين غلارجين.
وفي دراسة أُجريت على مجموعة من مرضى السكري من النمط الثاني ممَّن تناولوا الأنسولين علاجًا قرابة 1.7 سنة، تبيَّن أنَّ الأنسولين البشري آمن وفعَّال كليًّا للمصابين بداء السكري من النمط الثاني كالأدوية الجديدة الغالية الثمن والنظيرة للأنسولين تمامًا.
وبالممارسة الطبية والملاحظة ضمن المشافي أو من تردُّد زيارات حالات انخفاض سكر الدم إلى غرف الطوارئ، تبيَّن أنَّ استخدام المرضى نظائر الأنسولين المُصنَّعة لم يُبدِ أمانًا أفضل من الأنسولين البشري، ولا حتى نتائج أفضل في السيطرة على مستويات السكر في الدم؛ ولهذا، يُقترَح أن يستخدم المرضى غير القادرين على تحمُّل تكاليف الدواء المادية الأنسولين البشري بدلًا من نظائر الأنسولين الصنعية.
ومن الجدير بالذكر أنَّ 25% من مرضى السكري النمط الثاني يحتاجون الأنسولين لضبط غلوكوز الدم لديهم.
فالاختلاف الرئيس يكمن في التكلفة؛ إذ يبلغ ثمن الفيال الواحد من نظائر الأنسولين في الولايات المتحدة مايقارب 200 إلى 300 دولارًا، في حين يكون سعر فيال الأنسولين البشري قرابة 25 دولارًا، وهكذا، نرى أنَّ الفرق في التكلفة بين نظائر الأنسولين المصنَّعة والأنسولين البشري هائل، وقد يصل إلى عشرة أضعاف.
وقد ذكر أحد العلماء المشاركين في الدراسة أنَّ الأشخاص المحتاجين للمعالجة بالأنسولين استخدموا الأنسولين البشري على مدى عقود إلى أن ظهر الجيل الجديد من نظائر الأنسولين طويلة مدة التأثير عام 2000، والمُصنَّعة لتقلِّد الأنسولين البشري.
وقد بيَّنت إحدى الدراسات السابقة أنَّ التكلفة المرتفعة للعلاج تجعل المرضى أقل التزامًا بأخذ العلاج الموصوف لهم (أقل مطاوعة)، في حين أنَّ القسم الآخر من المرضى قد يجد الفوائد المحتملة لاستخدام نظائر الأنسولين التي تستحق هذه التكلفة الإضافية.
وأنت عزيزي القارىْ، هل سيؤثر اختلاف التكلفة في قرار اختيارك لدوائك؟
المصادر:
هنا
هنا
هنا