ما يجب معرفته قبل استعمال معطر الهواء
الكيمياء والصيدلة >>>> كيمياء
1) ما معطرات الهواء؟
تعدُّ معطرات الهواء منتجات عطريَّة ذات رائحة مميَّزة، وتستخدم إما لإضفاء رائحة زكيّة على جو المكان وإمّا لإخفاء رائحة معينة فيه وإمّا للغرضين معًا. ولها كثير من الأشكال؛ فقد تكون بخاخات، مواد هلاميَّة، زيوت، محاليل، مساحيق، أقراص، حبيبات، أو بشكل بتلات ورد مجففة أو شموع مُعطَّرة.
ذات نظامَي تعطير: أحدهما مستمر على نحو منتظم، والآخر متقطع عند الحاجة فقط. ويمكن أن تضمَّ أيضًا أنظمة الهواء المعطَّرة التي يوصل فيها نظام التعطير بنظام التدفئة والتهوية أو التكييف.
2) أين تُستخدم معطرات الهواء؟
تُستخدم معطرات الهواء في كلِّ مكان تقريبًا من مبانٍ ومرافقَ عامةٍ كالمكاتب، والمدارس، والمستشفيات، ودور العبادة، والمسارح، والمخازن، والفنادق، والنوادي الرياضيّة، والمطاعم، ودورات المياه؛ ثم إنها تُستخدم في محطات النقل ووسائله من طائرات، ومطارات، وسيارات خاصةً سيارات الأجرة، والحافلات، والقطارات، ومحطات القطار، وحتّى القوارب. وتستخدم أيضًا في أماكن السكن ومرافق الرعاية من منازل، وشقق، وملاجئ، ومراكز الاحتجاز، ودور رعاية المسنين، وروضات الأطفال وغيرها.
3) ما مكوِّنات انبعاثات معطِّرات الهواء؟
ينطلق عن معطّرات الهواء أكثر من مئة مادة كيميائيّة مختلفة، تشمل موادَّ عضوية متطايرة (التربينات كالليمونين، ألفا بينين وبيتا بينين، التربينوئيدات كاللينالول ألفا تربينول، الإيثانول، الفورمالدهيد، البنزن، التولوين، والزايلين) ومواد عضوية شبه متطايرة (مثل الفثالات). ويمكن أيضًا أن تتفاعل بعض مكوّنات هذه الانبعاثات مع المواد المؤكسدة داخل الأبنية كالأوزون وجذور الهيدروكسيل، وجذور النترات منتجةً مجموعةً متعددةً من نواتج الأكسدة، فمثلًا يُمكن أن تتفاعل التربينات بسهولة مع الأوزون لتولِّدَ ملوثات ثانوية كالفورمالدهيد والأسيت الدهيد، وأسترات الغليكول، وعدد من الجذور الحرَّة، وجزيئات أخرى متناهية الصغر.
بَيّنت عدة دراسات أُجريت في الولايات المتّحدة وبعض دول أوروبا أنَّ جميع معطِّرات الهواء التي اختُبِرت تُصدر واحدًا أو أكثر من المركبات التي تصنّف باحتمالية أن تكون سامَّة أو خطيرة بموجب القانون.
4) كيف تؤثر انبعاثات معطّر الهواء في البيئة الداخلية؟
يمكن أن تُؤدي معطّرات الهواء دورًا في تلويث هواء البيئات الداخليّة المغلقة إما بالمواد الموجودة مباشرة في هذه الانبعاثات وإما بالمواد الناتجة عن تفاعل بعض مواد هذه الانبعاثات مع مواد معينة في الهواء؛ إذ يرتبط استخدام هذه المعطِّرات ارتباطًا قويًّا بمستويات عالية من التربين والبنزن والتولوين وعدّة مركبات عضويّة أخرى متطايرة، منها ما قد يكون عديم الرائحة ويُشكِّل ضررًا دون أن نشعر بذلك.
يمكن للانبعاثات الصادرة عن معطّرات الهواء المستخدمة أن تنفذ إلى الهواء الطلق، مؤثرةً بذلك على نوعيَّة هذا الهواء، ومساهمة في تشكيل الضباب الدخانيِّ الكيميائيِّ الضوئيِّ.
5) كيف يمكن أن تؤثّر معطّرات الهواء في صحة الإنسان؟
يمكن أن تسهم معطّرات الهواء في تعريض الإنسان لملوثات الهواء الأوليّة والثانويّة؛ إذ رُبِط التعرُّض لمعطِّرات الهواء -حتى ولو بمستويات منخفضة- بمجموعة من الآثار الجانبية الضارّة كتحريض نوبات الشقيقة والربو، وبعض المشكلات التنفسية، وأعراض اضطرابات مخاطية، والتهابات جلديّة، والإسهال والآلام الأذنيّة عند الرضع، واضطرابات عصبيّة، ورجفان بطيني. وقد ارتبطت بعض المواد الكيميائية (الأسيت الدهيد، الفثالات، والجزيئات فائقة الدقة) المنبعثة من معطّرات الهواء بآثار ضارّة في الجهاز العصبي والقلب والأوعية الدمويّة والجهاز التنفسي والمناعي والغدد الصم ومع السرطان أحيانًا؛ على سبيل المثال: يرتبط الأسيت ألدهيد بمخاطر حادة أو مزمنة على الجهاز التنفسي.
6) هل يعدُّ الكشف عن مكوِّنات معطّر الهواء أمرًا ملزمًا للمصنِّعين؟
كغيرها من المنتجات التجاريّة؛ لا يُطلب من معطّرات الهواء أن تكشف عن جميع مكوناتها، وعادةً لا يحدث ذلك، ولكن في عدّة دراسات أُجريت لتحرّي المواد المعلنة وغير المعلنة لستة من المنتجات المعطرة للجو؛ كُشِف عن نسبٍ عالية من المواد غير المصرَّح بها بنسبة تصل إلى 90%.
غالبًا ما تكون المكوّنات المذكورة من النمط العام أو المحايد، كأن يُذكر مثلًا ضمن المحتويات عطر أو زيوت عطرية، ماء، عطور عضويّة وغيرها. إضافةً إلى أنّ ادعاءات بعض الشركات بأنَّ منتجاتها عضويّة وطبيعيّة تمامًا قد لا يكون صادقًا مئة بالمئة؛ إذ أوردت نتائج فحوصات بعض هذه المستحضرات احتواءها على مواد صنعية من نمط الفثالات.
7) هل تختلف الانبعاثات الصادرة عن معطّرات الهواء العضويّة (صديقة البيئة) عن معطّرات الهواء العادية؟
كانت المنتجات العضويّة -ولا تزال- تجتاح المجتمع عن طريق المصطلح الأخضر (أو صديق البيئة)؛ إلّا أنّ هذا المصطلح يفتقر إلى تعريف تنظيميّ أو كيميائيّ عندما يتعلّق الأمر بمُعطرات الهواء. وبالرجوع إلى اختبارات قارنت الانبعاثات الصادرة عن مجموعة من معطرات الهواء متضمنة تلك "العضويّة" أو "غير السامّة" أو "الطبيعيّة بالكامل"؛ تبيّن أنّ جميعها تطلق مركبات يحتمل أن تكون خطرة؛ إذ قد تكون بالفعل الجزيئات العطريّة المستعملة طبيعيّة تمامًا، ولكن المواد المساعدة المستخدمة معها هي ما يٌشكِّل الخطر.
8) ماذا عن التعرّض غير الطوعي لمعطّرات الهواء؟
يتعرّض الناس لمعطّرات الهواء إمّا عن طريق استخدامهم لها شخصيًّا، وإمّا في الأماكن العامة من مؤسسات عامّة وخاصّة أو مطارات وغيرها، وبذلك قد يواجهون بعض التأثيرات الضارّة دون وعيهم أو موافقتهم.
إضافة إلى المخاطر الصحية؛ قد تكون معطِّرات الهواء سببًا يحول دون ارتياد بعض الأشخاص غرف الاستراحة أو حتّى دورات المياه، خصوصًا أولئك الذين يعانون نوبات ربو محرضةً بمعطرات الهواء، وحتّى بعض الشركات التي تستخدم معطّرات الهواء قد تفقد بعض زبائنها أو تثير انزعاجهم وتحرّضهم على المغادرة سريعًا فقط للارتياح من رائحة المعطّر؛ إذ تبيّن -استنادًا إلى نتائج استطلاعات الرأي- أنّ العملاء يفضّلون الهواء الخالي من العطور بدلًا من الهواء المعطّر.
9) ما الحلول الممكنة أو البدائل؟
إنَّ الهدف من معطّرات الهواء هو توفير بيئة أكثر جماليّة واستحسانًا، أو إخفاء مشكلة ما في نوعيّة الهواء الموجودة عن طريق ضخّ روائح عطريّة مميّزة وجذابة. يستخدم غالبيّة الناس في العديد من البلدان معطّرات الهواء بشكل شائع مما يشير إلى شعبيتها وفعاليتها في الأغراض المستخدمة لأجلها، ومع ذلك يمكن أن يؤدي استعمال معطرات الهواء إلى تأثيرات ومخاطر غير متوقّعة على بيئة الأماكن التي يستعمل بها وعلى صحة الإنسان.
إنَّ الحلّ الأمثل والأكثر منطقيّة للحدّ من استعمال هذه المنتجات يكمن فقط في التخلّص من مصدر أو مسبِّب هذه الروائح إن كان ذلك ممكنًا، أو في زيادة تهوية المكان بفتح النوافذ أو منافذ التهوية المتوفرة.
المصادر:
هنا