الاكتئاب: إضاءة زواياه المظلمة؛ اكتئاب المراهقين والتكنولوجيا
علم النفس >>>> الصحة النفسية
الاكتئاب هو مرض مسجل طبيًّا يمكن أن يؤثر في قدرتك على أداء نشاطاتك اليومية كالنوم والأكل وإدارة مهامك المدرسية.
الاكتئاب أمر شائع ولكنّ ذلك لا يعني أنه غير خطير، فقد يحتاج الشخص إلى العلاج كي يتحسن.
وهو يصيب أيَّ عمر ولكن غالبًا ما تبدأ الأعراض في سن المراهقة أو من العشرينات حتى الثلاثينات.
ترى على مواقع التواصل الاجتماعي -بوصفك مراهقًا مصابًا بالاكتئاب- أشياءَ مثل رؤية الآخرين ينشرون أحداثًا أنت لم تُدعَ إليها، وإحساسك بالضغط كي تنشر محتوىً إيجابيًّا وجذابًا عن نفسك، والحصول على الإعجابات والتعليقات على منشوراتك، أو أن ينشر شخصٌ أشياءَ عنك؛ إذ لا يمكنك أن تتحكم أو تغير ذلك، فهل هي المسؤولة عن اكتئابك؟!
وفقًا لدراسة أُجريت مؤخرًا؛ فإن الإعلام قد يؤدي دورًا في زيادة معدلات الاكتئاب والقلق لدى المراهقين. كذلك أجهزة الحاسوب وأجهزة اللابتوب والهواتف الذكية.. كلها تؤدي دورًا مهمًّا في حيوات مراهقينا؛ دون أن نشمل استخدامَ التقنية من أجل التعليم داخل الصف فهي للتعاون والتواصل من أجل المشاريع، ولكنّ الأمر خارج الصف؛ إذ إن كثيرًا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يقود إلى مشكلات اجتماعية، فهم يشاهدون الآخرين على الإنستغرام لكنهم لا يشاركونهم ذلك، لذا فهم يخسرون ذلك الرابطَ الاجتماعي.
كذلك فإن الشاشات الإلكترونية تؤثر في النوم، ويمكن لقلة النوم الجيد أن تقود إلى مزاج كئيب، إضافة إلى إمكانية تأثر هرمونات الدماغ عن طريق الضوء الأزرق الصادر من الشاشات.
وقد لاحظت دراسات أخيرة تزايدًا خطيرًا في الأفكار الانتحارية في خلال السنوات الأخيرة لدى المراهقين، لا سيما أولئك الذين يقضون عدةَ ساعات في اليوم أمام الشاشات -وخاصة الفتيات- ولكنّ الضغوط التي يشعر بها المراهقون من وسائل التواصل الاجتماعي تتفق في الواقع مع المخاوف الطبيعية التنموية عن المكانة الاجتماعية والتعبير عن الذات، فما الرابط بينهما؟
وصفَ عديدٌ من الخبراء تزايدًا في قلة النوم والوحدة والقلق والاتكالية لدى المراهقين تزايُدًا تزامنَ مع ظهور أول جهاز أيفون منذ عشر سنوات مضت.
ووجدت دراسة أن نسبة 48% من المراهقين الذين يقضون خمسَ ساعات في اليوم على جهاز إلكتروني لديهم على الأقل عاملُ خطر واحد للانتحار مقارنة بـ 33% من الذين يقضون ساعتين في اليوم.
تقول ليندسي جيلر؛ معالجة نفسية عيادية في (Child Mind institute): إنهم يحصلون عن طريق "الإعجابات" و"المتابعات" على بيانات فعلية عن مقدار إعجاب الناس بهم وبمظهرهم، في حين أنك لا تحصل على شيء من هذه التقنية، فقد رأت مراهقين يعانون القلقَ وعدم احترام الذات وعدم الثقة بالنفس والحزن المنسوب -ولو جزئيًّا- لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على نحو مستمر.
ولأن الارتباط لا يعني السببية؛ فإن الاكتئاب والقلق بطبيعة الحال يقودان إلى زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
على أيّة حال، فإن كلًّا من تقليص ساعات استخدام التقنيات، والتواصل الفعال مع النفس والآخرين أكثر له تأثير كبير في تخفيف الشعور بالاكتئاب والمقارنة بالآخرين.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا