تُصيب الإعاقة الجزئية أو الكلية صاحبها باليأس والإحباط، وقد يرى أنَّ حياته انتهت وهو لا يزال حيًّا، ولكن في عصر العلم وتطوُّره لم تعد مثل هذه الإعاقات مشكلةٍ كبيرة؛ إذ إنَّ قرابة 20% من إصابات الحبل الشوكي والعنق  تؤدي إلى الشلل النصفي أو الكلي، وفي سبيل تحسين حياة المريض الجسدية والنفسية؛ ابتكر العلماء في مركز أبحاث Clinatec التابع لمشفى جامعة غرينوبل Grenoble University Hospital في فرنسا هيكل خارجي Exoskeleton يرتدونه المرضى المصابون بالشلل الرباعي ويتفاعل مع دماغ المريض لاسلكيًا ليساعده على الحركة مجددًا! 

كيف يعمل هذا الهيكل؟ 
اُختبر الروبوت لمدة سنة كاملةٍ على رجُلٍ يبلغ من العمر 28 سنة أُصيب بمرض الشلل الرباعي جراء إصابةٍ في النخاع الشوكي؛ إذ زُرِعَ جهازين من أجهزة التسجيل اللاسلكية فوق الجافية، يحتوي كلٌّ منهما على 64 قطب كهربائي وُزِّعت فوق مناطق القشرة الحسية والحركية للدماغ، ومن ثم استخدمت خوارزمية لمعالجة إشارات تخطيط قشرة الدماغ (ECoG) عن طريق الإنترنت وفك التشفير من أجل إرسال الأوامر إلى المستجيبات (أي الهيكل الروبوتي أو الشخصية الافتراضية Virtual Avatar).

Image: Clinatech/AFP/Gett

نجح المريض في الفترة ما بين 12حزيران/ يونيو 2017 و21 تموز/ يوليو 2019 في التحكم بالإشارات التي أرسلها الدماغ بواسطة برنامج افتراضي يُحاكي طريقة المشي عند الإنسان بنسبة نجاح 70%، وعلى نحوٍ مماثل؛ عندما أجرى المريض التجربة في المنزل نجح بتحريك الأطراف العلوية بحركات ثنائية ومتعددة وأداء مختلف المهام؛ مثل الوصول واللمس ودوران المعصم بنسبة نجاح وصلت إلى 64%.

أظهرت نتائجُ الدراسة في أثناء 24 شهرًا فعالية الهيكل رباعي الأطراف في الحركة عن طريق نظام واجهة الآلة - الدماغ Brain-machine interface، وباستخدام الأنموذج السابق يمكن التحكم بحركة الأطراف حتى ثمان درجاتٍ من الحرية في الوقت نفسه، إضافةً إلى ذلك؛ يمكن تكرار استعماله دون الحاجة إلى إعادة ضبط ومعايرة لمدة تصل إلى قرابة 7 أسابيع.

إذ يقول ثيبولت Thibault -المريض الذي أُجريت عليه التجربة- : إنَّ التجربة قدَّمت "رسالة أمل لأمثالي.. وعلى الرغم من إعاقتنا؛ سيكون هذا ممكنًا".
الآن؛ يُعطي العلم الأمل لـ Thibault (ثيبولت)، وغيره من المقعدين.
برأيكم كم ستستغرق هذه التقنية كي تكونَ متاحةً للجميع؟.

المصادر:
1- هنا
2- هنا