الأطفال وتشكيلهم لبيئتهم التعليمية الخاصة: كيف يتعلم الأطفال المُصابون بالتوحد الكلام؟
التعليم واللغات >>>> اللغويات
وفي دراسة بجامعة (آرهوس) في الدانمارك، يقول أحد باحثيها (إيثان ويد): "درسنا البداية طبيعة جلسات اللعب بين الوالدين والطفل وتابعنا نحو 70 طفلًا -نصفهم مُصاب باضطراب طيف التوحد- تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات". وأرْدفَ قائلًا: "لقد كنا مُهتمين بكيفية تأثر تطور لغة الطفل بالفوارق الفردية في القدرات المعرفية والبيئة اللغوية، أي كمية اللغة المُستخدمة من قِبَل آبائهم عند التفاعل معهم، وتركيب تلك اللغة". وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلةCognitionبعنوانHearing me, hearing you "اسمعني، أسمعك" وهي تُعدُّ تكرارًا وامتدادًا لأبحاثٍ سابقةٍ قائلةٍ بأن تطور اللغة لدى الأطفال المُصابين باضطراب طيف التوحد يتغير وفقًا لقدرات الطفل المعرفية وبطريقة مُستمرة (مِن تطور اللغة لديهم بأقل إلى أعلى بكثير من الأطفال الذين تنمو لغتهم طبيعيًّا). وحتى إنْ لم يُظهر هؤلاء الأطفال قدرًا كافيًا من المشاركة، فإنهم يتعلمون من بيئتهم اللغوية بنسبة تُضاهي أقرانهم ممن تتطوَّر لغتهم بصورة طبيعية. وعلى وجه الخصوص، يستفيد الأطفال جميعهم من مُدخلات الوالدين المُعقدة مِثل الجُمل التي لها صياغة نحوية مُفصَّلَة واستخدام العديد من الكلمات المختلفة. ويشرح باحثٌ آخر بهذه الدراسة (ريكاردو فوسارولي) قائلًا: "لقد سلطنا الضوء على التأثير المُتبادل بين الطفل والوالدين، فنجد الطفل يتعلم من لغة والديه ولكنه أيضًا يؤثر فيها؛ إذ يُعدِّل الآباء لغتهم طِبقًا لما يتناسب مع مشاركة أطفالهم وإنتاجهم اللغوي".
وتُلقي هذه الدراسة الضوء على التنوع الكبير في التطور اللغوي لدى الأطفال المُصابين باضطراب طيف التوحد، فهي تُبرز أهمية قدرات الأطفال المعرفية وكذلك أهمية البيئة اللغوية المُنخرطين فيها، وتؤكد الدراسة بصورة أساسية أهمية الدور النشط الذي يؤديه الأطفال في تشكيل بيئتهم اللغوية وتأثيرها على المدى الطويل في تطوير لغتهم.
المصادر:
هنا
الدراسات المرجعية:
هنا
هنا