يوم حقوق الإنسان العالمي؛ دور الشباب في الحركات الاجتماعية والتغيير المجتمعي
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> علم الاجتماع
في العاشرِ من كانون الأوّل من كل عام؛ يحتفلُ العالم بإعلان أوّل وثيقة تضم حقوق الإنسان الأساسية الصادرة عام 1948، وهي حقوق غير قابلة للانتهاك، ويجب أن يتمتَّع بها كل إنسان دون استثناء. وانطلاقًا من دعوة الأمم المتحدة للعمل على الدفاع عن حقوق الإنسان؛ حدَّدت موضوع يوم حقوق الإنسان العالمي لهذا العام ب (الشباب يدافعون عن حقوق الإنسان) لتسليط الضوء على الدور القيادي للشباب في الحركات الاجتماعية المختلفة، واحتفاءً بإمكانيات الشباب بوصفهم عناصر بنّاءة في التغيير الاجتماعي.
لطالما كانت لحقوق الإنسان والحركات الاجتماعية علاقات متبادلة ووثيقة، فمن الواضح أن معظم الحركات الاجتماعية المهمة منذ القرن الماضي كانت ذات توجه إنساني أو سياسي، وفي خلال العقود الماضية بدأ الشباب يؤدّون فيها دورًا فاعلًا ورئيسًا وخصوصًا في الحركات التقدمية منها، مثل حركة الحقوق المدنية والحركات النسوية وحركات حقوق العمال، إضافةً إلى الحركات المناهضة للحرب والداعمة للمهاجرين، وغيرها.
عادة ما يحشد الشباب جموعهم بنشاط في خلال فترات الأزمات، وقد دفعتهم عدة أسباب ليكونوا المحرِّك الأوَّل لحركات التغيير الاجتماعي، أهمها حماسهم ووجود الحافز لديهم لتغيير واقعهم الحالي وشعورهم بأنهم معنيون تجاه العالم والمستقبل، فضلًا عن أنّ المشكلات الحياتية والمادية كالبطالة وعدم القدرة على تأمين المسكن وغيرها؛ تُعدُّ دافعًا لكثير من الشباب للانضمام لهذه الحركات، إضافةً إلى أنّ الشباب لهم مسؤوليات أقل ووقت فراغ أكبر من نظرائهم البالغين؛ جعلتهم أكثر قدرةً على مواجهة مخاطر أكبر في المظاهرات والاحتجاجات التي تتسم بتوجهها السياسي أو بمناهضتها للقمع.
تواجه الحركات الشبابية عدة تحديات تجعل من نضال الشباب مهمة غير سهلة في سبيل تحقيق أهدافهم و مطالبهم، ويمكن أن تتلخَّص في ثلاث نقاط أساسية:
أولًا؛ حركات الشباب الاجتماعية غير مرئية بسبب غياب التمثيل الإعلامي لحِراكهم، ونادرًا ما تعدُّهم الوكالات المعنية بهم قادةً حقيقيين للتغيير المجتمعي.
ويتمثَّل السبب الثاني بعدم قدرة جميع الشباب على إنشاء شبكات تواصل رقمية؛ لقلة خبرتهم أو انعدامها في هذا المجال، ويردُّ ذلك إلى تفاوت (المعرفة الرقمية) عند بعض فئات الشباب.
ثالثًا وأخيرًا؛ الحرب على الشباب وخصوصًا الأقليات منهم؛ مثل ذوي البشرة السوداء، إضافةً إلى النساء، إذ يُستهدفون سواء بالقوانين أو المراقبة المشددة أو بالقمع أو بالتجريم.
يمكن للمعلمين والبالغين دعم الشباب بطرائق عديدة، أهمّها:
- الاحترام والتقدير لمطالب الشباب وأهدافهم ووجهات نظرهم دون توصيف نشاطاتهم بالمثالية أو غير الفعالة.
- تَمثيلهم؛ عبر دعم الشباب الذين ينخرطون في حركات التغيير الاجتماعي وإِعطائهم الفرصة لنشر تجاربهم مع أقرانهم، ومحاربة أي شكل من أشكال حركات الكراهية الشبابية أينما وجدت أيضًا.
- فتحُ حوارٍ جادٍّ وإجراء محادثات مفتوحة مع الشباب دون محاولة لفرض اتجاه واحد صحيح عن مواضيع جادة كأنظمة الحكم والاضطهاد والمقاومة والتحرر والرأسمالية والعنصرية والمجتمع الأبوي.
- تشجيع الحديث عن المواضيع الحساسة عوضًا عن كبتها؛ كالحديث عن العِرق والدين والقمع والجنس.
غالبًا ما يتجاهل صنّاع القرار الشبابَ، ويعرّضونهم أحيانًا للهجوم بتهمة تعطيل النظام العام، ولكن مع ذلك؛ نجد أنَّ تعطيل القوانين والقواعد والممارسات القمعية لا يزال عاملًا حاسمًا في جميع أشكال الحركات التحررية، عوضًا عن ذلك؛ يجب أن يُعترَف بالشباب ممثلين فاعلين في الحركات الاجتماعية، وأن تُخصَّص موارد لدعم نطاق تأثيرهم وتوسيعه في سبيل تحقيق أهدافهم.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا