هل يمكن لإبرة ديكلون أن تسبب الموت؟
الكيمياء والصيدلة >>>> محاربة الشائعات الخاطئة
يعد الديكلوفيناك واحداً من أقدم مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs التي تعود إلى السبيعنيات 1970s، وهو يعمل على إيقاف إنتاج المادة المسببة للألم والحرارة والالتهاب في الجسم المدعوة البروستاغلاندين. (1+2) يستخدم لتخفيف الآلام الخفيفة و المعتدلة الشدة، والتورم والتصلّب الناتج عن التهاب المفاصل الروماتوئيدي (Rheumatoid Arthritis) والفُصال العظمي (Osteoarthritis) ولعلاج آلام الحيض والصداع النصفي، ويسوّق بأسماء تجارية عدّة منها (ديكلون) و(فولتارين) و(كاتافلام) (1)
ما هي الآثار الجانبية المحتملة لدى تناوله؟
يمكن أن يرتفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى الذين يتناولون الديكلوفيناك بنسبة 40% مقارنة بأولئك الذين لا يتناولون هذا النوع من الأدوية؛ إضافة إلى أن احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية أعلى لديهم أيضاً.(2) ويمكن للديكلوفيناك أن يسبب القرحات، ونزوفاً أو ثقوباً في المعدة أو الأمعاء، وهذه الأعراض قد تظهر في أي وقت في أثناء العلاج، ويمكن أن تحدث دون أية أعراض مسبقة وقد تؤدي إلى الموت. وتزداد الخطورة لدى الأشخاص الذين يتناولونه فترة طويلة، ولدى الكبار في السن، أو من لديهم حالة صحية سيئة، أو الذين يتناولون كميات كبيرة من الكحول في فترة تناول الديكلوفيناك. (1)
وقد يسبب الديكلوفيناك حالات حساسية سواء أُخذ فمويّاً، أو حقناً عضليّاً أو عن طريق الشرج، وعلى الرغم من ندرة حوادث الحساسية عموماً -وبالطريق الوريدي خصوصاً-؛ فقد أُبلِغ عن حالة صدمة تآقية أصابت فتاة في الخامسة والعشرين من العمر بعد حقن الديكلوفيناك وريديّاً. (3)
ما هي الأدوية التي يتداخل معها؟
- الأسبرين ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية الأخرى مثل الإيبوبروفين والسيلوكوكسيب والكيتورولاك؛ لأنها مشابهة للديكلوفيناك ويمكن أن تزيد خطورة الآثار الجانبية إذا أخذت معاً، إلا إذا وصف لك الطبيب تناول الأسبرين بجرعة منخفضة (81 أو 135 مغ باليوم) للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات فينبغي أن تستمر بتناوله. (1+5)
- مضادات التخثر مثل الوارفارين، ومضادات تكدس الصفحيات مثل الكلوبيدوغريل، لأنها تزيد خطر النزف. (1+5)
- الستيروئيدات الفموية مثل الديكساميتازون أو البريدنيزون، مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل السيتالوبرام والفلوكسيتين، مثبطات إعادة التقاط السيروتونين والنورإبنفرين( SNRIs) مثل الدولوكستين. (1)
- مثبطات الأنزيم المحوّل للأنجيوتنسين ACE inhibitors مثل الإينالابريل، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين مثل اللوزارتان؛ ففي حالة الحاصرات؛ تنقص الـ NSAIDs عموماً تأثيرها الخافض للضغط؛ فيزداد ضغط الدم مسبباً صداعاً ودواراً وتشوش رؤية، ويمكن أن تؤثر في الكلية أيضاً. (1+6)
متى يجب إيقاف تناول الديكلوفيناك أو طلب المساعدة الطبية؟
اطلب المساعدة الطبية الطارئة إذا واجهت أيّاً من الأعراض التالية: وجود زيادة غير مفسرة في الوزن، ألم في الصدر، قصر التنفس أو صعوبة فيه، الشعور بضعف جزء من جسدك أو جانب منه، صعوبة في النطق، ألم في المعدة أو حرقة فيها، إقياء دموي أو ما يشبه طحل القهوة، ووجود دم في البراز أو براز أسود قطراني. (1)
ماذا عليّ أن أفعل لتجنب الحوادث الضارة؟
عليك إخبار طبيبك -قبل تناول الديكلوفيناك- إن كنت تعاني من نزف في المعدة أو الأمعاء أو عانيت منه فيما مضى، أو في حال وجود أية اضطرابات نزفية أخرى. وإن كان لديك -أنت أو أحد أفراد عائلتك- مرض قلبي أو نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وإن كنت مدخناً، وإن كان لديك ارتفاع -حالي أو سابق- للكولسترول، أو ارتفاع في الضغط أو سكر الدم.
هل هناك بدائل أكثر أماناً؟
لم يُعرف حتى الآن -على نحو أكيد- أي مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية الأكثر ضرراً من غيرها؛ ولكن تُعِد بعض الدراسات الحديثة النابروكسين الأكثر أماناً بينها؛ على الرغم من أنه يشكل قرابة 10% من مبيعات السوق فقط.(4+2)
إذاً؛ هل يجب أن نتجنب استخدام الديكلوفيناك (والـ NSAIDs عموماً) مهما كانت الظروف؟
ليس بالضرورة؛ فعلى الرغم من امتلاك هذه الأدوية مخاطر قلبية كما ذكرنا؛ فهي لاتزال واحدة من أهم الاستراتيجيات المستخدمة لتخفيف الآلام وضبطها لدى الملايين من المرضى، فإذاً يجب ألا نجعل الخوف من أخذ هذه المسكنات هاجساً لدينا، مع الانتباه -بالطبع- إلى ضرورة استشارة مدى مأمونيتها مع الطبيب المختص في حال كنت تمتلك خطورة عالية للمشاكل القلبية، ومناقشة الحلول البديلة في حال وجودها.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا