لماذا يبدأ الألم بالتهاب الزائدة حول السّرّة ثم ينتقل إلى الخاصرة اليمنى؟
الطب >>>> معلومة سريعة
لما كان الشّدّ والتّمطّط هما المنبّهين الوحيدين اللذَين تلتقطهما الأعصاب الحشوية؛ ينتج الألم الحشويّ النّموذجيّ في المنطقة البطنيّة العلويّة على الخطّ النّاصف عن تمطّط الزائدة، وهي التي تنشأ جنينيّاً من منطقة منتصف البطن، فتَنقل الأليافُ الحشويّةُ ذلك الألم لتدخل النّخاع الشّوكي، وهنا يبدأ الألم حول السّرّة المعتاد في بداية التهاب الزّائدة الدوديّة. وعلى الرغم من أن الزّائدة يمكن أن تُوجد في أيّ مكانٍ في التّجويف البطني أو الحوض -بسبب تنوّع طولها ودوران المعي الأوسط في المرحلة الجنينيّة-؛ إلّا أنّه من المهم أن ندرك أنّ الألم الحشويّ الناتج عن التّمطّط سيكون دائماً في الموقع نفسه على الخط الناصف أعلى البطن.
ويبدو جليّاً أنه عندما يصل الضغط ضمن لمعة الزّائدة الدوديّة إلى المراحل التي يضغط بها على الشّرايين المغذيّة لها؛ يبدأ تَموّت جدار الزّائدة مترافقاً مع تَموّت المستقبلات الميكانيكيّة الحسّاسّة للتّمطّط الموجودة فيه، مما يؤدي إلى اختفاء الألم العميق الشّديد المتوضع أعلى البطن ومنتصفه، وهو الذي يُنقَلُ عبر هذه النّهايات العصبيّة.
فبعدَ حدوث التَّموّت وتمادي الاستجابة الالتهابيّة؛ يبدأ ألمٌ جديدٌ معتمدٌ على نحوٍ كاملٍ على الموقع التّشريحي للزّائدة -للزائدة عديد من الأماكن التّشريحيّة التي تُوجد فيها؛ لكن أشيعها الحفرة الحرقفيّة اليُمنى- في هذه الموقع يؤثّر التهاب الزّائدة المتقيّحة في البريتوان الجداري (طبقة الخلايا المبطنة لجدار البطن) الملامس لها، ويكون هذا الألم جديداً ومختلفاً كلّياً عن الألم الحشويّ في المراحل الأولى، ويتوسّطه سبيلٌ عصبيٌّ مختلفٌ كلياً أيضاً، ويتّصف بأنّه ألمٌ حاد -أكثر توضعاً- ناتجٌ عن تخريش البريتوان الجداري، ويُنقَل إلى الجذور الخلفيّة للنّخاع الشّوكيّ عن طريق الأعصاب الوربيّة؛ إذ يشير المريض بإصبعٍ واحدٍ إلى مكان الألم، ويزداد عند حدوث أيّ شدٍّ كأخذ نفسٍ عميقٍ.
نستنتج مما سبق أنّ ألم التهاب الزائدة لا ينتقل من مكان إلى آخر، وإنما له نوعان من الألم مختلفان عن بعضهما، فالألم البدئيُّ هو ألمٌ حشويٌّ (visceral) يُمثّل ألماً ناتجاً عن التعصيب الحشويّ للمعي الأوسط، أما الألم الموضع هو ألمٌ جسديٌّ (somatic) يُسبّبه تدخّل البريتوان الجداري بعد تفاقم عمليّة الالتهاب.
المصادر:
1- هنا
2-هنا
3- هنا