الصداف هو مرضٌ جلديٌّ شائع وغير معدٍ يحدث فيه تغيير في دورة حياة خلايا الجلد مما يؤدي إلى فرط نمو الخلايا الكيراتينة(Keratinocytes) في أدمة الجلد ونتيجة لذلك تتراكم هذه الخلايا على سطح الجلد بسرعة لتشكل قشوراً فضيةً سميكةً وطبقاتٍ حمراء وجافةً تثير الحكة و وتسبب الألم أحياناً.
يعتبر الصداف من الأمراض المزمنة و يستمر لفترةٍ طويلةٍ يمر فيها المريض بفتراتٍ تتحسن فيها الأعراض وتخف، بينما تشتد في فتراتٍ اخرى.
يظهر المرض عادةً على الجلد في منطقة المرفقين والركبتين وفروة الرأس وفي المنطقة القطنية العجزية (lumbosacral) وفي الفَلْحُ (الشق) بين الأَلْيَتَين (intergluteal clefts) وحشفة القضيب، وقد تتأثر المفاصل أيضاً عند 30% من المصابين.

أسباب الإصابة بالصداف:
لايُعرف تماماً سبب حدوث هذا المرض حتى الأن، ولكن يعتقد الأطباء أنه مرض وراثيٌّ ومرتبطٌ باضطرابات المناعة الذاتية ويحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة -وتحديداً الخلايا اللمفاوية التائية- لخلايا الجلد السليمة (عن طريق الخطأ) كما لو أنها تشفي جرحاً أو تحارب عدوى.
تنمو خلايا الجلد الطبيعية عادةً في الطبقات العميقة من الجلد وترتفع تدريجياً إلى السطح خلال الشهر. أما بالنسبة لمرضى الصدفية، فإن هذه العملية تتم بسرعةٍ كبيرةٍ-خلال أيام بدلاً من أسابيع- مما يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد الميتة على سطح الجلد.
وهناك عدة عوامل تثير الصدفية وتحفزها منها:
• العدوى والالتهابات البكتيرية والفيروسية كالعدوى التنفسية.
• جفاف الهواء أو جفاف الجلد.
• الإصابات الجلدية كالجروح والحروق والخدوش ولسعات الحشرات .
• بعض الأدوية كالأدوية المضادة للملاريا وحاصرات بيتا المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم ومادة الليثيوم.
• التوتر والإجهاد.
• التدخين، حيث يزيد التدخين من إحتماية الإصابة بالمرض ويجعل الأعراض أكثر شدة.
• قلة التعرض لضوء الشمس وخصوصاً عند الأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات المناخ البارد.
• التعرض الشديد لضوء الشمس.
• الإفراط في تناول الكحول.

وقد تزداد حالات الصدفية سوءاً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة كالمصابين بالإيدز أو الذين يتناولون العلاج الكيميائي للسرطان أو المصابين بالأمراض المناعية كالتهاب المفاصل الروماتيزمي.

الأعراض والعلامات:
تتفاوت الأعراض من شخصٍ إلى آخر، وتبعاً لذلك تُصنَّف الصدفية إلى عدة أنواع:
• الصدفية المحمِّرة للجلد (Erythrodermic psoriasis) وهي أقل أنواع الصدفية شيوعاً، تظهر على شكل احمرارٍ شديدٍ في الجلد وتغطي مناطق واسعةً وقد يرافقها إحساس بالحكة والحرق.
• الصدفية القَطْرَوِيَّة ( Guttate psoriasis) يصيب هذا النوع عادةً الأطفال والبالغين ويحدت بسبب عدوى بكتيرية، ويظهر على شكل بقعٍ صغيرةٍ تشبه قطرة الماء تنتشر على الجذع والذراعين والساقين وفروة الرأس وتكون مكسوَّة بقشورٍ رقيقةٍ .
• صدفية الثنْيَات (Inverse psoriasis) وتكون على شكل احمرار وتهيج للجلد في منطقة الإبطين والمنطقة الأربية-بين الفخذين- وتحت الثديين وحول الأعضاء التناسلية، وتتميز بوجود مناطق حمراء وملتهبة في الجلد. وهي اكثر شيوعاً لدى الأشخاص البدناء، وتزداد سوءاً نتيجة الاحتكاك والتعرق
• الصدفية اللويحية (plaque psoriasis) وهي أكثر الأنواع شيوعاً، تسبب تكون طبقاتٍ من الجلد الجاف وتكون محمرة ومغطاة بقشورٍ فضيةٍ وتكون مؤلمةً ومسببة للحكة وقد تصيب أي مكان في الجسم بمافيها
الأعضاء التناسلية والأنسجة الرخوة داخل الفم.
• الصدفية البثـرية (Pustular psoriasis) -غير شائعة- وتحدث على شكل بقعٍ واسعة النطاق(صدفية بثرية شاملة) أو في مناطق صغيرة من اليدين والقدمين أو الأصابع، وتتطور بسرعة مسببة ظهور بثورٍ(حويصلات) مملوءة بالقيح تظهر بعد ساعاتٍ قليلةٍ من احمرار الجلد وتحسسه. كما يمكن للصدفية البثرية أن تسبب الحمى، القشعريرة، الحكة الشديدة والإسهال.

• صدفية الاظافر (Nail psoriasis)يمكن أن تظهر على أظافر اليدين والقدمين مسببةً ندوباً ونمواً غير طبيعي وتغيراً في لون الأظافر.

• صدفية فروة الرأس(Scalp psoriasis) وتظهر في فروة الرأس على شكل بقعٍ حمراء تثير الحكة ومغطاةٍ بقشورٍ فضيةٍ مائلةٍ إلى البياض وغالباً ماتمتد المناطق المتقشرة إلى مابعد خط الشعر فيلاحظ المصاب وجود قشورٍ من الجلد الميت على الشعر أو على الكتفين وخاصة بعد حك فروة الرأس.

• التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic arthritis) يسبب هذا النوع-بالإضافة إلى احمرار الجلد وتقشره- التهاباً في المفاصل مصحوباً بألم وتورم، وتتفاوت أعراضه بين خفيفة وحادة. كما يمكن أن يسبب هذا النوع من الصدفية تصلباً وضرراً جسيماً في المفاصل، وقد يؤدي إلى حدوث تشوهات دائمة في الحالات الخطيرة.

التشخيص:
يمكن للطبيب تشخيص الصدفية، عادةً، من خلال النظر إلى الجلد المصاب و لكن قد يكون من الضروري في بعض الاحيان أخذ عينة من الجلد (خزعة - biopsy) ) وفحصها تحت المجهر، من أجل تحديد النوع الدقيق من المرض واستبعاد غيره. تؤخذ خزعة الجلد في عيادة الطبيب، تحت تخدير موضعي. وإذا كان المريض يشكو من آلام في المفاصل ايضاً قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية.

العلاج:
الهدف من العلاج هو السيطرة على الأعراض ومنع حدوث العدوى وذلك عن طريق إيقاف النمو السريع لخلايا الجلد وإزالة الحراشف الصدفية وتنعيم الجلد .
وتتوفر ثلاثة خيارات للعلاج:
• العلاج الموضعي.
• العلاج بالضوء.
• العلاج بالأدوية الفموية.

العلاج الموضعي ويشمل:
• الكريمات والمراهم التي تحتوي على الكورتيزون.
• الكريمات والمراهم الحاوية على الأنثرالين.
• الكريمات الحاوية على حمض الساليسيليك أو حمض اللاكتيك، والغرض منها إزالة طبقات القشور المتراكمة.
• المستحضرات المخصصة لعلاج قشرة الرأس (لاتحتاج وصفة طبية)
• كريمات الترطيب.
• الأدوية الحاوية على فيتامين أ (الريتينوئيدات).
• الأدوية الحاوية على نظائر فيتامين د.
العلاج بالضوء (phototherapy) :
هو العلاج الطبي الذي يتم فيه تعريض الجلد إلى الأشعة فوق البنفسجية UV. وذلك يؤدي إلى موت الخلايا التائية T النشطة في الجلد مما يبطئ من دورة إنقسام خلايا الجلد ويقلل من الالتهابات وإنتشار الصداف.
العلاج بالأدوية الفموية:
في حالات الصدفية الحادة أو في الحالات التي لاتجدي فيها العلاجات الأخرى قد يصف الطبيب أدويةً فمويةً(عن طريق الفم) أو عن طريق الحقن فتقوم بتثبيط جهاز المناعة كالسايكلوسبورين (Cyclosporin) والميثوتريكسات (Methotrexate) والريتينوئيدات كالأسيتريتين (Acitretin) بالإضافة إلى الأدوية البيولوجية.

العلاجات المنزلية:

على الرغم من أن العناية الشخصية لن تعالج الصداف ولكنها قد تساعد على تخفيف الأعراض وتحسين مظهر الجلد المتضرر ومنها:

• أخذ حمام يومي. حاول أن لا تفرك الجلد بقوة لكيلا يؤدي إلى تهيجه.
• حافظ على جلدك نظيفاً ورطباً وتجنب التعرض للعوامل التي قد تثير الصدفية.
• قد تساعد أشعة الشمس على تخفيف الأعراض ويكن يجب الحرص على عدم التعرض الشديد حتى لاتصاب بالحروق.
• الاسترخاء والابتعاد عن الإجهاد والحد من تناول الكحول والتدخين يساعد في تخفيف الأعراض ومنع ازديادها.

المصادر:
هنا
هنا
هنا