بعدسة علم النفس - الانتقام
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
هو من أقدم الرغبات الإنسانية وأشدِّها ظلمة، ويوجد مدرستان من الأفكار عن الانتقام؛ أولها الدعوة إلى تقديم حياة مقابل حياة، وعين مقابل عين، وسن مقابل سن، ويد مقابل يد لمعاقبة مُسيء.
والثانية تكون بردِّ (مارتن لوثر كينغ) بأنَّ قانون العين بالعين القديم سيترك الجميع عميانًا في النهاية.
يرى علماء النفس أنَّ الآلية العقلية خلف الانتقام تتعلق بالشخص نفسه ومكان إقامته، فإذا كان الشخص ساعيًا إلى السلطة سيساعده الانتقام على تذكير الناس بألَّا يعبثوا معه، وإذا كان الشخص يعيش في مجتمع يكون فيه حكم القانون ضعيفًا؛ فإن الانتقام يؤمِّن طريقةً للحفاظ على النظام.
نظريات الانتقام:
أغلب الناس لا يشعرون بالسعادة بعد الانتقام، ولكن هذا لا يعني أنَّ الانتقام لا يمكن أن يسبب شعورًا جيدًا.
يقول عالم النفس الألماني (Mario Gollwitzer): "أعتقد أنَّ الأخذ بالثأر فيه فرصةٌ ضعيفة في جعل المنتقم راضيًا".
فقد اكتشف العالم الألماني نظريتين عن كيفية كون الانتقام مرضيًّا للمنتقم:
تقول النظرية الأولى أنَّ رؤية المُسيء -وهو يعاني- كافية، ففي هذه الحالة يجب على ضحايا الإساءة -الذين يعلمون أنَّ المسيء يعاني مكروهًا- أن يشعروا بالرضا سواء كانوا مسؤولين عن هذا المكروه أم لا.
في حين تعتقد النظرية الثانية أنَّ معاناة المسيء لوحدها غير كافية لتحقيق انتقام مُرضٍ لهم.
هل الانتقام حلوٌ أم مُر؟
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة واشنطن، فإنَّ عواقب الانتقام العاطفية تكون مختلطة، ذلك أنَّنا نشعر بكلتا المشاعر الجيدة والسيئة عندما نأخذ بالثأر من طرف آخر، ويُعتقد أنَّ سبب الشعور بالسعادة من الانتقام يعود إلى كونه يعطي الأشخاص الفرصةَ لتصحيح الغلط وتنفيذ العقاب بحق الأشخاص السيئين.
أما سبب مشاعر عدم الرضا عن الانتقام فيعود إلى أنَّه يُجبر المنتقم على التركيز على انتقامه ولا يسمح له بالمضي في حياته.
إذا عمدَ الجميع إلى الانتقام من مُسيئيهم؛ فسيكون من الصعب إيجاد نهاية لعملية الانتقام، لذلك يُنصح باللجوء إلى المسامحة لأنها تؤدي إلى العيش بسلام.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا