كيف للنوم أن يُقاوم العدوى؟
الكيمياء والصيدلة >>>> الصحة العامة
وكثيرٌ من الناس ينامون أقل من ست ساعات في الليلة الواحدة، وقرابة 75% منَّا على الأقل يعانون من صعوبات النوم لبعض ليالٍ أسبوعيًّا، وبينما تكون فترات الأرق القصيرة غير مقلقة، ولكنَّ الأمر يصبح مثيرًا للقلق عندما يتحول إلى أرقٍ مزمن. (2)
ويُعرَّف الأرق المزمن بأنَّه اضطرابٌ في النوم طويل الأمد، يمتد ثلاث ليالٍ على الأقل أسبوعيًّا ومدة ثلاثة أشهر أو أكثر. (4)
ويمكن للأرق المزمن أن يساهم في عديدٍ من المشكلات الصحية؛ مثل: زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وغيرها. (2)
وبالإضافة إلى هذه الفوائد المعروفة للنوم كلها، تبيَّن أنَّ للنوم تأثيرًا في محاربة العدوى وتقوية الجهاز المناعي أيضًا؛ إذ يُحسِّن القدرة المحتملة لبعض خلايا الجسم المناعية (الخلايا التائية) على الالتصاق بأهدافها.
وتُعرَّف الخلايا التائية (T-cells) بأنَّها أحد أنواع خلايا الدم البيضاء المهمة في عملية الاستجابة المناعية للجسم. فعندما تتعرَّف الخلايا التائية إلى هدفها (الذي قد يكون خلية مصابة بالفيروس مثلًا، تنشِّط عددًا من البروتينات اللصوقة تدعى الإنتغرينات (integrins)، والتي تساعد الخلايا التائية في الارتباط بهدفها وقتلها.
ويُعرَف كثيرٌ من الإشارات التي تنشط هذه الإنتغرينات، ولكنَّ الإشارات التي قد تثبِّط قدرة الخلايا التائية على الارتباط بأهدافها ما تزال غير معروفة تمامًا.
لذا، بدأ العلماء بدراسة مجموعة مختلفة من جزيئات الإشارة المعروفة باسم شادات مستقبلات Gas Gαs-coupled receptor agonists والتي يستطيع كثيرٌ منها كبح الجهاز المناعي؛ إذ تمنع الخلايا التائية من تنشيط الإنتغرينات بعد تعرُّفها إلى الهدف.
ونذكر من هذه الجزيئات الشادة لمستقبلات Gas كلًّا من الأدرينالين والنورأدرينالين والبروستاغلاندينات E2 وD2والأدينوزين.
وقد رُوقِبَت المستويات اللازمة من هذه الجزيئات لتثبيط تنشيط الإنتغرينات في عديدٍ من الحالات المرضية؛ منها نمو الأورام والملاريا ونقص الأكسجة والإجهاد، وبناءً على ذلك يمكن القول إنَّ هذا التثبيط لنشاط الإنتغرينات يسهم في تثبيط المناعة المرافق لهذه الحالات المرضية.
ولكن؛ ما علاقة جزيئات الإشارة هذه بالنوم؟
إنَّ مستويات الأدرينالين والبروستاغلاندينات تنخفض في أثناء النوم، وبمقارنة الخلايا التائية المأخوذة من أشخاص أصحاء بعضهم في أثناء النوم وبعضهم في أثناء استيقاظهم طيلة الليل، وُجِد أنَّ مستويات تفعيل الإنتغرينات كانت أعلى في الخلايا التائية المأخوذة من الأشخاص النائمين مقارنةً بالخلايا التائية المأخوذة من المستيقظين ليلًا، وهذا يؤكِّد أنَّ التأثير المفيد للنوم في إنتغرينات الخلايا التائية مُسببٌ بانخفاض تنشيط مستقبلات Gas؛ (أي انخفاض الأدرينالين والبروستاغلاندين).
وبذلك نخلص إلى أنَّ للنوم قدرةً على تعزيز كفاءة استجابة الخلايا التائية، وهو أمرٌ مهم في ظل ارتفاع معدلات انتشار اضطرابات النوم والاضطرابات التي تساهم في حدوثها؛ مثل: الاكتئاب والإجهاد المزمن وغيرها. (3)
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا