الحجر والعزل الصحي، دورهما في احتواء الأمراض المعدية
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد؛ فرضت معظم البلدان نظامَي العزل والحجر الصحي، وقبل البدء بمناقشة أهميتهما لا بُدّ من توضيح الفرق بين المصطلحين أولًا.
يدل مصطلح العزل الصحي (Isolation) على فصل وتقييد حركة الأشخاص المصابين بمرض معدٍ لمنع انتقاله إلى الآخرين، ويُجرَى عادة في محيط المشفى، ولكن يمكن تطبيقه في المنزل أو في منشأة خاصة، وعادةً ما يُعزَل الأفراد، لكن يمكن أن يُطبَّق على مجموعات أكبر (2).
أما الحجر الصحي (Quarantine) فيشير إلى تقييد حركة أو فصل الأشخاص الأصحاء الذين تعرضوا لمرض معدٍ، وذلك قبل أن يُعرَف ما إذا كانوا سيُصابون بالمرض. ويُطبَّق الحجر الصحي عادة في المنزل، علمًا أنه قد يُطبَّق على المستوى الفردي أو على مجموعة أو على مجتمع من الأشخاص المُعرَّضين (2).
إن الهدف الرئيسي من الحجر الصحي الحديث هو الحد من انتقال العدوى عن طريق زيادة "التباعد الاجتماعي" بين الأشخاص؛ أي تقليل عدد الأشخاص الذين يتواصل معهم كل شخص (2)، فهو يساعد على حماية الأفراد عن طريق منع تعرضهم للأشخاص الذين من المحتمل -أو من المؤكد- أنهم يعانون مرضًا معديًا (1). وقد تبين أن الحجر والعزل الصحي يمكن أن يكونا فعّالَين للغاية في حماية الصحة العامة، فعلى سبيل المثال؛ أظهرت تجربة تفشي السارس SARS في عام 2003 بأن الأمراض المعدية مثل السارس يمكن احتواؤها في بعض الأحيان إذا نُفِّذت سلسلة من الإجراءات في الوقت المناسب؛ بما في ذلك الكشف المبكر عن الأشخاص المصابين وتحديد الأشخاص الذين تواصلوا أو تعاملوا معهم، إضافة إلى إجراءات العزل والحجر الصحي في الوقت المناسب (3).
تتراوح إجراءات الحجر الصحي من حظر التجوال القصير الأمد، وصولًا إلى إلغاء التجمعات العامة، أو إغلاق وسائل النقل العام، أو ربما تنصيب حاجز حول منطقة جغرافية معينة، مع تطبيق قانون صارم يمنع الحركة داخلًا أو خارجًا في الظروف الشديدة، حتى أنه من الممكن أن تُغلَق المدارس ومواقع العمل أو يُقيَّد الوصول إليها، علمًا أنه من الممكن أن تقصر مدة الحجر إذا كان يوجد لقاح فعال أو علاج وقائي متاح يمكن توصيله في الوقت المناسب (2).
أخيرًا، يمكن للحجر أن يكون أكثر نجاحًا عندما يمتلك الأفراد معرفةً مسبقة بخطر المرض وفهمًا واضحًا لدور الحجر الصحي والعزل الصحي في احتواء الوباء (2).
المصادر: