ضخامة الطحال (Splenomegaly)
الطب >>>> مقالات طبية
إن ضخامة الطحال هي الحالة التي يزداد فيها حجم الطحال إلى حدٍّ كبير؛ فقياس الطحال الطبيعي قرابة 11 سم، ومن 11 سم حتى 20 سم يشير إلى ضخامة طحالية، أما أكثر من 20 سم فيشير إلى ضخامة عرطلة في الطحال. يبلغ وزن الطحال الطبيعي لدى الشخص البالغ من 70 غ حتى 200 غ، ويشير الوزن من 400 غ حتى 500 غ إلى ضخامة، أما أكثر من 1000 غ فيشير إلى ضخامة عرطلة في الطحال(1).
ولا يمكن جسّ الطحال في الحالة الطبيعية؛ لكن يُمكن جسّهُ عندما يتضخم، فهو يوجد في الجهة اليسرى تحت القفص الصدري(2).
يُعدّ الطحال أكبر الأعضاء اللمفاوية الثانوية، وله دورٌ مساعدٌ لجهاز المناعة في إنتاج الأضداد ونضج الخلايا التائية والبائية وتخزينها، كذلك يخزّن قرابة ثلث صفيحات الدوران الجهازي(1,3)، وهو مسؤول عن تصفية كريات الدم الحمراء الهَرِمة والمحطمة، وإعادة استعمال الحديد الموجود في الهيموغلوبين(2,4).
أمّا العَرَض الشائع للضخامة الطحالية فهو الشعور بالألم أو عدم الارتياح أعلى الجانب الأيسر من البطن -وقد تكون الضخامة لا عرضية تُكشَف صدفة-، ونتيجة ضغط الطحال المتضخّم على المعدة؛ يشعر المريض بالشبع بعد تناول كميةٍ قليلةٍ من الطعام، كذلك يسبب الطحال المتضخّم نقصاً في كريات الدم الحمراء مسبباً فقر الدم، إضافة إلى النقص في عدد كريات الدم البيضاء مسبباً نقص المناعة والمقاومة للإنتانات، وزيادة في قابلية النزف والتكدّم بسبب نقص الصفيحات(1,4).
ويصبح الطحال أكثر عرضةً للنّزف بعد إصاباتٍ بسيطةٍ(2). وفي حال وجود تعب مع نقص وزنٍ وتعرّقٍ ليليٍّ؛ نَشكُّ بالخباثة(1). أمّا في حال ترافق الضخامة مع مرضٍ كبدي فنلاحظ اليرقان وتضخّم الكبد والحبن والعنكبوت الوعائي. و في حال ترافقه مع أمراضٍ رئويةٍ؛ فقد نُلاحظ ألماً مفصليّاً مع تورّمٍ واندفاعاتٍ جلديّةٍ إضافةً إلى وظائف رئويةٍ غير سليمة(1).
عادةً يُكتشف الطحال المتضخم في أثناء الفحص الفيزيائي، ولكن نحتاج واحدةً أو أكثر من هذه الاختبارات لتأكيد التشخيص؛ مثل: الاختبارات الدموية (CBC - CT) والأمواج فوق الصوتية (لتحديد حجم الطحال وفيما إذا كان يضغط على أعضاء مجاورة)، والرنين المغناطيسي (MRI) لدراسة تدفّق الدم ضمن الطحال(5).
بعد أن تحدّثنا عن مفهوم ضخامة الطحال وأعراضها، تابعوا معنا لنكمل الحديث عن أسبابه وعلاجه.
أسباب تشظّي الطحال:
1- الإنتانات:
- الفيروسية مثل داء وحيدات النّوى الخمجي infectious mononucleosis (1).
- الطفيلية مثل الملاريا(2) والتوكسوبلاسموز(6).
- الإنتانات الجرثومية كالسفلس والتهاب الشّغاف (2).
2- الأمراض الكبدية: مثل التشمّع والتليّف الكيسي cystic fibrosis (4).
3- أمراضٌ التهابية: مثل التهاب المفاصل الرثياني الشبابي (4)، والذئبة والساركوئيد(6).
4- فقر الدم الانحلالي(2).
5- أسباب احتقانية: مثل خثرة الوريد الطحالي، وارتفاع توتّر وريد الباب، وقصور قلبٍ احتقاني(1).
6- سرطانات الدم: مثل لمفوما هودجكن، واللوكيميا(2).
7- الاضطرابات الاستقلابية: مثل داء غوشر، وداء نيمان بك(2).
أحياناً نحتاج عدّة اختباراتٍ لإيجاد سبب تضخّم الطحال متضمنة: اختبارات الوظيفة الكبدية، وخزعة نقي العظم، أمّا خزعة الطحال بالإبرة فهو إجراءٌ نادرٌ جداً بسبب خطورة النّزف(5).
وأمّا العلاج فيكون وفق الأسباب المؤديّة إلى الضخامة؛ لكن قد يكون استئصال الطحال هو الحل الوحيد في بعض الحالات، ويُمكن للمريض أن يعيشَ حياةً طبيعيةً بعد استئصاله؛ لكن ترتفع احتمالية إصابته بالإنتانات(4)، لذلك يُعطى مجموعةً من اللّقاحات ضد العضويات المُمحفظة بعد العملية؛ وهي: لقاح المكوّرة الرئوية pneumococcal ، والمكوّرة السحائيةmeningococcal، والمستدمية النزلية haemophilus influenzae، ويجب تكرار لقاح المكوّرة الرئوية مرّةً كل خمس سنوات. إنّ هذه اللقاحات تعطي دعماً ووقايةً للمريض من ذات الرئة، والتهاب السحايا، وإنتانات الدم والعظام والمفاصل(5).
إن تمزّق الطحال هو أكثر اختلاطات الضخامة خطورةً؛ إذ يُسبّب نزفاً داخلياً شديداً مهدّداً للحياة(4)، لذلك على المريض الابتعاد عن الرياضات مثل كرة القدم والهوكي خوفاً من رضوضٍ تؤدّي إلى تمزّق الطحال، والانتباه لارتداء حزام الأمان عند القيادة(5).
أمّا الأزمة الطحالية الاحتجازية (Splenic sequestration crisis SSC)؛ فهي حالةٌ مهدِّدةٌ للحياة لدى الأطفال المصابين بالداء المنجلي والبيتاتلاسيميا. ويطوّر قرابة 30% من الأطفال المصابين أزمةً طحاليّةً احتجازية، وتبلغ نسبة الوفاة 15%؛ ويكون سببها انسداد الأوعية الطحالية؛ مما يؤدي إلى احتجاز كميةٍ كبيرةٍ من الدم فيه. وتشمل العلامات السريرية تناقصاً سريعاً وحاداً في الهيموغلوبين قد يصل إلى صدمة نقص الحجم والموت، ويكون التدبير عادةً بنقل الدم أو تبديله(1).
المصادر: