من المعروف بأنّ الحاملَ تتعرّضُ خلالَ حملِها لتغيّراتٍ نفسيّةٍ وهرمونيّةٍ وتغيّراتٍ في نمطِ حياتِها وغذائِها قد تؤثّر سلباً على صحّة أسنانها، خصوصاً مع إهمال العناية الفموية، ولكنّ معظمَ النساء يتجنّبْنَ معالجةَ المشاكلِ السنيّة خوفاً من تأثير التخدير الذي يستخدمه الطبيب قبل البدء بالعلاج، مما يزيدُ الأمرَ سوءاً.
فهل يؤثر التخدير حقّاً على الحمل؟ أم أنّ تلك المخاوف ليس لها أيّ دليلٍ علمي تستند إليه؟

------------------------------
بيّنت دراسةٌ جديدةٌ نُشِرَت في مجلة جمعيةِ طبّ الأسنانِ الأمريكيةِ (ADA) عدمَ وجودِ أيِّ دليلٍ على أنّ التخديرَ الموضعيّ في العلاج السنيّ يسبّب الضررَ خلالَ الحمل، وعلى الرغم من هذه النتيجة لا تزالُ العديدُ من النساء يتجنّبْنَ زيارةَ طبيب الأسنان أثناء حملهنَّ.

قام فريقُ البحث بتحليل نتائجِ الحمل لمجموعةٍ من النساء (تضمّنت 210 امرأةً حاملاً تعرّضت للتخدير الموضعي، 53% منهنَّ خلال الثلث الأول من الحمل) مع مجموعةٍ أخرى (تضمّنت 794 امرأةً حاملاً لم تتلقَّ أيَّ علاجٍ ولم تتعرضْ للتخدير). أظهرت نتائجُ الدراسة بأنّ استخدامَ المخدّرِ الموضعي مع وجود العنايةِ السِّنيّة لدى المريضةِ لن يزيدَ من خطر المشاكل الطبيّة عند حديثي الولادة.

بحث الفريقُ خلال الدراسةِ في بعض المشاكلِ الخِلْقيّة ومنها الشللُ الدماغي وانشقاقُ الشفة وعيوبُ القلب، كما بحثوا أيضاً في خطورة حدوثِ الإجهاضِ والولادة المبكّرةِ ومشاكلِ وزن الوليد وقارنوها بين المجموعتين السابقتين. كانت النتائجُ متشابهةً، فالإجراءاتُ السنيّةُ تحت التخديرِ لا تؤثّر على الحمل.

كما سبقَ وأوضحت دراساتٌ أخرى بأنّ العديدَ من النساء لا يَسعَيْنَ إلى علاج مشاكل أسنانِهِنَّ حتى وإنْ كانت هناك مشكلةٌ سنيةٌ واضحة. ولكنّ الصحّةَ الفمويةَ أثناء الحمل دائمةُ التغيّر، فالحامل أكثرُ عرضةً لخطر نخرِ الأسنان (التسوس) الذي يعود إلى الاستهلاكِ المتزايدِ من الكاربوهيدرات (أهم مصادر الغذاء التي تؤمن الطاقة للمرأة الحامل) وكذلك صعوبةُ تفريشِ الأسنان بسبب الغثيان الصباحيّ ومنعكسِ التهوّع (الغثيان) وتزايدِ النزف اللثوي.
لذا كان من الضروري على أطبّاء الأسنان بذلُ قصارى جهدِهم في تشجيعِ المحافظةِ على الصحّة الفموية خلال فترة الحمل لمنعِ أيّ مشكلةٍ من الظهور.

المصادر:
هنا
هنا
هنا00433-X/fulltext

حقوق الصورة:
Denmark Dental- Flickr