متلازمة الجمال (متلازمة ستندال)
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
يختلف تقدير الجمال من شخص إلى آخر حسب الأثر الذي تتركه تجربةُ المشاهدة في أنفسهم، وقد تكون بعض هذه التجارب نادرةَ التأثير بعظمتها في صحة الأشخاص النفسية، لتسبب لهم ما يُعرف بمتلازمة ستندال (Stendhal's Syndrome) أو متلازمة الجمال.
لم تُعرف هذه المتلازمة بوصفها اضطرابًا نفسيًّا بعد، حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders)، لكن سببها ناتج من رؤية قطعة فنية جميلة؛ أي تحفة أو عمل معماري شديد الروعة (2,1).
سبب التسمية وتاريخها:
تُعدُّ هذه الفكرة قديمةً قِدَم أفلاطون؛ بسبب هواجسه تجاه قوة جمال الطبيعة، لكنها عُرفت باسمها نسبةً إلى الشاعر الفرنسي ماري هنري بيل (Marie Henri Beyle) -المعروف بـ ستندال- بعد زيارته لكنيسة سانتا كروتش في فلورنسا (Basilica of Santa Croce in Florence)، واصفًا شعوره في هذه التجربة بالسعادة العارمة، والنشوة أمام جمال القطع الفنية التي رآها (1).
أعراض متلازمة ستندال:
أجرت الطبيبة النفسية الإيطالية غرازييلا ماغريني (Grazeilla Magherini) في مشفى سانتا ماريا نوفا، فلورنسا (Santa Maria Nouva Hospital) عام 1989، محاولةً لتقييم العلاقة بين النفس والفن، ومن خلال ملاحظةٍ دامت أكثر من 20 سنة عن حالات مماثلة لأشخاص زاروا فلورنسا بهدف السياحة؛ وجدت أنَّهم عانوا الأعراضَ الآتية: الدوار، وخفقان القلب، والهلوسة البصرية والسمعية، والارتباك، والإرهاق العميق، والقلق (3,1).
و لم يتوقف الأمر عند هذه المدينة؛ إذ وُصِفَت أعراض مماثلة عند زيارة أشخاص لمدن أخرى مثل باريس (3)، وكان العلاج هو مغادرة هذه المدن بأقرب وقت والعودة إلى واقعهم وحياتهم الطبيعية (3).
وحسب الدراسات، بينت الطبيبة ماغريني ثلاثَ فئات مختلفة من الأشخاص حسب استجابتهم لهذه الظاهرة وفق الآتي:
الفئة الأولى: 66% من الفئة أظهروا أعراضًا عصبية.
الفئة الثانية: 29% أظهروا اضطراباتٍ مزاجيةً حادة.
الفئة الثالثة: 5% عانوا نوباتِ هلع واضطرابًا في عمل القلب (3).
أما عن بعض الحالات الأكثر خطورة حسب وصفها، فقد ظهرت لديهم الرغبة في تدمير الأعمال الفنية التي أثارت إزعاجهم (3).
ومن هنا عُدَّت مثل هذه التجارب المؤثرة في العواطف -والتي يجب أن تُعدَّ إيجابية- أنها يمكن أن تكون ذات أثر مماثل للأحداث التي تؤثر سلبًا في الصحة النفسية، وخاصة لدى من يعانون أو قد عانوا مسبقًا اضطراباتٍ نفسيةً معينة (2).
وبناءً على ذلك؛ اتُّفقَ على تقديم النصح أو الاستشارة وخاصة للأشخاص الذين عانوا اضطراباتٍ نفسيةً مسبقةً قبل زيارة مثل هذه الأماكن (2)، وأن يحصل المسافرون على راحة وتغذية كافية في أثناء هذا النوع من الرحلات (3)؛ تجنبًا لظهور الأعراض الآنف ذكرها وانتهاء رحلاتهم بالحزن والكآبة.
المصادر: