مرض الذئبة الحمامية الجهازية SLE
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة سريرية
وقد يكون من الصعب تشخيص المرض؛ وذلك بسبب تشابه الأعراض الناتجة عنه مع أمراض أخرى، ولكنَّ العرض الأكثر تميزًا هو الطفح الوجهي الذي يشبه جناحي الفراشة ممتدًّا على الخدين؛ ويظهر في عديد من أنواع الذئبة، ولكن؛ ليس جميعها.
لم تُعرف أسباب المرض المباشرة، ولكن؛ يُعتقَد بأنَّه ناتج عن اجتماع العوامل الجينية والبيئية، ويولد بعض الأشخاص ولديهم أهبة أو استعداد للإصابة بالذئبة، وقد تحرض الإنتانات تطورها أو بعض الأدوية أو ضوء الشمس حتى، ولا يوجد علاج شافٍ للذئبة حتى الآن، وإنما تُستخدم بعض الأدوية لتدبير الأعراض (1).
تصيب الذئبة الأشخاص بالأعمار كافة، ولكن؛ تُعدُّ النساء في سن الإنجاب بين (15-45) سنة الأكثر عرضة للإصابة، وتصاب النساء بالمرض أكثر من الرجال بمعدل 4 إلى 12 امرأة مقابل كل رجل واحد.
ولا يُعتقد أنَّ المرض يسري ضمن العائلات؛ أي إنَّه غير موروث، لكنَّ هناك خطورة أكبر تكمن في أن يتطور المرض عند الأفراد الذين لهم قريب مباشر مصاب بالذئبة (2).
ولا توجد حالتان من الإصابة بالذئبة متطابقتان بالأعراض تمامًا، فقد تظهر أعراض وتختفي أخرى وقد تتطور بسرعة أو ببطء، وتختلف شدتها، وقد تكون مؤقتة أو دائمة، وأبرز هذه الأعراض بالإضافة إلى الطفح الجلدي على الوجه: التعب والحُمَّى وآلام المفاصل والآفات الجلدية؛ التي قد تزداد سوءًا بالتعرُّض إلى أشعة الشمس، وقد يتحوَّل لون أصابع اليدين والقدمين إلى أبيض أو أزرق عند التعرُّض إلى البرد (ظاهرة راينود)، ومن الأعراض ضيق التنفس وآلام الصدر وجفاف العين أيضًا، بالإضافة إلى آلام الرأس وفقدان الذاكرة (1).
ويمكن الوصول إلى التشخيص عن طريق تجميع نتائج اختبارات الدم والبول وصور الأشعة والأعراض مع الفحص الجسدي، أما العلاج فيعتمد على الأعراض والعلامات لتحديد الدواء المناسب والجرعة المناسبة، وأكثر الأدوية استخدامًا:
- مضادات الالتهاب غير الستروئيدية NSAIDs: التي تُعطى دون وصفة طبية؛ كالأيبوبروفين، ويمكن استخدامها لتخفيف الألم والتورم والحمَّى المرافقة للمرض، ولكن؛ تشمل أعراضها الجانبية نزيف المعدة ومشكلات الكلية وازدياد خطورة الإصابة بأمراض القلب.
- الأدوية المضادة للملاريا: كالهيدروكسي كلوروكين، الذي يؤثر في جهاز المناعة، وقد يساعد في تخفيف مخاطر نوبات الذئبة، وآثاره الجانبية قد تتضمن اضطرابات في المعدة، وقد تسبب ضررًا لشبكية العين بوصفه عرضًا نادرًا، ويُطلب فحص دوري للعين في حال استخدام هذا النوع من الأدوية.
- الستيروئيدات القشرية: غالبًا ما تستخدم بجرعات عالية للتحكم بالمرض عندما تزداد خطورته ويصل إلى الكلى والدماغ، وآثارها الجانبية تشمل زيادة الوزن وسهولة الإصابة بالكدمات وارتفاع خطورة الإصابة بالإنتانات، وتزداد خطورة التأثيرات الجانبية بارتفاع الجرعات وزيادة مدة العلاج.
- مثبطات المناعة: قد تكون ذات نفع في الحالات الخطيرة من المرض، وآثارها الجانبية: زيادة خطورة الإصابة بإنتانات وأذية كبدية، وانخفاض في الخصوبة، وارتفاع خطورة الإصابة بالسرطانات(1).
- الأدوية البيولوجية: وافقت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية FDA في شهر نيسان/أبريل عام 2019 على استخدام دواء (Benlysta (belimumab لعلاج الأطفال المصابين بالذئبة، ويُعدُّ أول دواء يُوافق عليه للاستخدام لدى الأطفال (3)، في حين كان يُستخدم لعلاج البالغين منذ عام 2011؛ فالمرض عند الأطفال -على الرغم من ندرته- يكون أشد، ويسبب أذية أكبر للأعضاء.
ويُعطى الدواء حقنًا، وهو أضداد بشرية وحيدة النسيلة نوعية تمنع الفعالية البيولوجية للبروتين المحرض للمفاويات البائية BLyS، ويوجد هذا البروتين في الجسم طبيعيًّا، وتؤدي ارتفاع كمياته إلى إطالة عيوشية اللمفاويات البائية التي قد تساهم في إنتاج الأضداد الذاتية؛ إذ أُثبت أنَّ لهذا الدواء القدرة على تقليل الأضداد الذاتية والمساعدة في التحكم بالمرض.
أما أبرز الأعراض الجانبية التي أُبلغ عنها شملت إقياء وإسهالات وحُمَّى والتهابات الأنف والحلق والقصبات وآلام الأطراف واكتئابًا وصداعًا نصفيًّا، ولكن؛ على الرغم من هذه الأعراض فإنَّ تحمل الجسم له يُعدُّ جيدًا، ويُرشِد الطبيب إلى وجوب استخدامه حسب درجة تقدُّم المرض ونتائج التحاليل (4).
المصادر:
2- Cdc.gov. 2018. Systemic Lupus Erythematosus (SLE) | CDC. [online] Available at: هنا [Accessed 26 April 2020].
3- U.S. Food and Drug Administration. 2019. FDA Approves First Treatment For Pediatric Patients With Lupus. [online] Available at: هنا [Accessed 26 April 2020].
4- Lupus Foundation of America. 2013. Benlysta: What You Need To Know. [online] Available at: هنا [Accessed 26 April 2020].