اضطراب التحدي المعارض (Oppositional defiant disorder - ODD)
علم النفس >>>> الصحة النفسية
إنَّ الأطفال والبالغين الذين يعانون الاضطراب غالباً ما يكونون مُتعبين بالنسبة للآخرين أكثر من كونهم متعبين بالنسبة لأنفسهم (1) (2).
أسباب هذا الاضطراب:
هناك نظريتان أوليّتان تقدمان شرحاً عن تطوّر الاضطراب، تقترح النظرية التطورية أن المشكلة قد بدأت عندما كان الأطفال صغاراً -منذ بداية المشي- فربما كان لديهم صعوبة بالانفصال والاستقلال عن الشخص الأول الذي تعلقوا به، إضافةً إلى أنَّ السلوكيات السيئة التي يتميز بها الاضطراب تظهر بكونها استمراراً لمشكلات النمو الطبيعية التي لم يُتعامل معها مثلما يجب في مرحلة الطفولة. أما نظرية التعلم تقترح أن سلوكيات الرفض التي يتميز بها الاضطراب هي سلوكيات قد تعلمها الطفل وهي تعكس آثار تقنيات التعزيز السلبية التي استخدمها الآباء (1).
إضافةً إلى مزيجٍ من العوامل الوراثية والبيئية التي تساهم في حدوثه وتتضمن ما يأتي:
- العوامل الوراثية: عواملٌ تتعلق بوضع الطفل الطبيعي والاختلافات المتعلقة بطريقة عمل الخلايا العصبية الدماغية.
- عوامل بيئية: غياب الرعاية، والإهمال، والاعتداء الجسدي، والمعاقبة القاسية (3).
الأعراض:
أحياناً تصعب ملاحظة الفرق بين الإرادة أو الطفل الانفعالي وبين الطفل المصاب بهذا الاضطراب، فمن الطبيعي أن يُظهر الطفل سلوكاً عنيداً في مرحلة معينة من نموه.
تبدأ علامات الاضطراب عامةً في السنوات ما قبل الالتحاق بالمدرسة، وقد يحدث في مرحلةٍ لاحقة، لكن غالباً مايكون قبل سنوات المراهقة المبكرة، وتؤدي هذه السلوكيات إلى ضعفٍ كبيرٍ في العلاقات العائلية والأنشطة الاجتماعية.
وقد ذُكرت في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية -والذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية- قائمةٌ بمعايير تشخيص هذا الاضطراب، وتتضمن هذه المعايير الأعراض الانفعالية والسلوكية التي تستمر أكثر من ستة أشهر:
- الغضب والمزاج الانفعالي:
كثرة الغضب وسهولة إثارته وسرعة الانزعاج من الآخرين.
- السلوك الجدلي والندّي:
يجادل غالباً البالغين ويعاند بحماس ويرفض الانصياع لطلبات البالغين وقواعدهم ويزعج الآخرين ويضايقهم عمداً ويلومهم على سلوكه وأخطائه.
- محب للانتقام:
يكون حاقداً أو محباً للانتقام، وقد مارس السلوكيات الانتقامية مرتين على الأقل خلال الستة أشهر الماضية (3).
التشخيص:
لا توجد أدواتٌ مصممةٌ خصيصاً لتشخيص الاضطراب، ولكن يمكن أن تساعد الاستبيانات المتعددة في تشخيصه في أثناء تقييم الحالات النفسية الأخرى، فغالباً ما يصاحب هذا الاضطراب نقصٌ في الانتباه وفرطٌ في النشاط واضطراب السلوك واضطراب المزاج، بما في ذلك القلق والاكتئاب، ولكي يُشخَّص الطفل بالاضطراب يجب أن توجد لديه أربعة أعراضٍ على الأقل من الأعراض السابقة، وأن يكون قد استمر ذلك مدةَ ستة أشهر -على الأقل- لُوحظ فيها تراجع في أدائه الدراسي والاجتماعي (2).
الوقاية:
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من هذا الاضطراب، ومع ذلك يمكن أن تساعد التربية السليمة والإيجابية والعلاج المبكر على تحسن السلوك ومنع تدهور الوضع.
ويمكن أن يساعد العلاج على استعادة تقدير الطفل لذاته (3).
العلاج:
يتضمن العلاج في المقام الأول التدخلات العائلية، ولكنه يمكن أن يشمل أنواعاً أخرى من العلاج النفسي وتدريب الطفل، إضافةً إلى تدريب الوالدين أيضاً، ومن الضروري علاج أية مشكلاتٍ تظهر مع هذا الاضطراب، مثل اضطراب التعلم. ولا تستخدم الأدوية عادةً وحدها لعلاج الاضطراب إلا إن كان الطفل يعاني اضطراباتٍ نفسية مثل نقص الانتباه وفرط الحركة والقلق أو الاكتئاب.
تدريب الوالدين لعلاج الاضطراب:
يساعد اختصاصي الصحة العقلية على تنمية مهارات تربيةٍ منضبطةٍ وإيجابية، وفي بعض الحالات قد يشارك الطفل في هذا التدريب حتى يطور جميع أفراد الأسرة أهدافاً مشتركةً لكيفية معالجة المشكلات.
- العلاج بالتفاعل بين الأبوين والطفل: إذ يوجه المعالج الأبوين في حين يتفاعلون مع طفلهم في أثناء العلاج. وإحدى هذه الطرائق هي جلوس المعالج خلف مرآةٍ وتوجيه الوالدين باستخدام سماعة الأذن من خلال إستراتيجياتٍ تعزز سلوك طفلهم الإيجابي، ومن ثم يتعلم الوالدان أساليباً تربويةً أكثر فعالية، وتتحسن جودة العلاقة بين الطفل ووالديه، وتقل السلوكيات المثيرة للمشكلات.
- العلاج النفسي الفردي والعائلي: يتعلم فيه الطفل إدارة الغضب والتعبير عن مشاعره بطريقةٍ صحية أكثر.
- التدريب المعرفي على حل المشكلات: ويهدف إلى مساعدة الطفل على تحديد أنماط التفكير التي تؤدي إلى المشكلات السلوكية وتغييرها.
- تدريب المهارات الاجتماعية: الذي يساعده على أن يصبح أكثر مرونة، وأن يتعلم كيفية التفاعل بإيجابية وفعالية أكثر مع أقرانه.
- نمط الحياة والعلاجات المنزلية: ويمكن البدء في الابتعاد عن المشكلات السلوكية لهذا الاضطراب عن طريق ممارسة هذه الإستراتيجيات:
- تقدير سلوكيات الطفل الإيجابية ومدحها.
- عرض السلوك الذي تريد أن يكتسبه الطفل.
- تجنب الصراع على السلطة.
- وضع الحدود عن طريق إعطاء تعليماتٍ واضحةٍ وفرض عواقب معقولة.
- إعداد روتين من خلال تطوير جدول يوميّ للطفل.
- الترتيب لوقتٍ تقضونه معاً.
- العمل الجماعي (3).
المصادر:
2- M, R., S, A. and A, L., 2020. Common Questions About Oppositional Defiant Disorder. [online] PubMed. Available at: هنا [Accessed 6 May 2020].
3- 2020. [online] Available at: هنا [Accessed 6 May 2020].