الربو عند الأطفال
الطب >>>> طب الأطفال
نظرًا إلى قدرة الربو على إصابة الأطفال والبالغين على حدٍ سواء (1)، يوجد قرابة 300 مليون شخص في أنحاء العالم مصابون بالربو، ولكنه أكثر شيوعًا لدى الأطفال (2) بنسب تتراوح بين 16٪ لدى الأطفال ذوي أصحاب البشرة السوداء و7٪ لدى الأطفال ذوي أصحاب البشرة البيضاء (3)، في حين يكون البالغين أكثر عرضةً للوفاة بأربع مرات بسببه (2) من الأطفال.
تحدث معظم أعراض الربو في الليل (1) إثر دخول الُمحَسِّسَات المختلفة إلى الرئتين، وتشمل هذه الأعراض صعوبةً في التنفس، وصفيرًا متكررًا، وسعالًا وضيقًا في الصدر (2)، وتسبب هذه الأعراض الليلية عند الأطفال فقدان القدرة على النوم مع تناقص نوعيته، مما يؤثر في أنشطتهم اليومية، مثل الذهاب إلى المدرسة والأداء داخل الصف. وقد يسبب غياب الوالدين عن العمل، وتعطيل الحياة الأسرية. وينتج عن الربو الأكثر حدةً زيادة في التغيب عن المدرسة، مما يؤثر سلبًا في مستوى تعليم الطفل وربما على اختيار حياته المهنية مستقبلًا، وعلاوةً على ذلك، قد يؤدي الاستيقاظ الليلي المتكرر إلى الإصابة بالاكتئاب وحدوث مشكلات في الانتباه عند البلوغ.
إنَّ الهدف من علاج الربو هو السيطرة عليه عن طريق تحسين وظائف الرئة، والحد من تفاقم أعراضه الليلية والنهارية لتقليل القيود المفروضة على الأنشطة الحياتية اليومية بسببه. ولكن ثمة عدد محدود فقط من المرضى قادرين على السيطرة الكاملة، وقد يرجع ذلك إلى الخطأ في تشخيصه، أو وجود أمراض مصاحبة أو سوء تقنية الاستنشاق، ولكن في معظم الحالات يكون عدم الالتزام هو السبب الرئيسي لفشل العلاج. من ناحية أخرى، تهدف التدابير غير الدوائية إلى توعية الطفل لتجنب المحسسات مثل دخان التبغ وغيره (1)، ويمكن للكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) المستنشقة وغيرها من الأدوية منع نوبات الربو، في حين يمكن أن تخفف أجهزة الاستنشاق أو البخاخات الأعراض سريعًا (3)، وتسمح الأدوية الحالية للأطفال بأن يعيشوا حياة طبيعية إلى حدٍ ما، بما في ذلك المشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة البدنية والاجتماعية.
وعلى الرغم من تحسن الأعراض والحد من تفاقم الربو باستخدام الكورتيكوستيرويدات المستنشقة، لكننا ما زلنا غير قادرين على علاج المرض كليًّا (1).
المصادر: