فوائد الإجراءات الوقائيَّة لمكافحة انتشار (COVID-19) تحت منظار الدراسات
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
ما يزال العالم يشهد انتشار جائحة فيروس كورونا (COVID-19) الَّذي ينتج عن فيروس (SARS-CoV-2) وينتقل بين الأشخاص عندما يكونون على مسافة قريبة من بعضهم (1)، وعلى الرغم من الجهود البحثيّة الحثيثة؛ إلَّا أنَّه لم يُكتَشف علاج فعلي شامل للحالات كلَّها أو لقاح للفيروس، لذلك فإنَّ الوقاية والكشف المبكِّر هما أفضل طرائق السَّيطرة على انتشار المرض (2).
ونظراً إلى أهمية الوقاية في تقليل الانتشار؛ فقد قدَّمت منظَّمة الصحَّة العالمية (WHO) العديد من التَّوصيات لحماية الأفراد من العدوى، ومنها: تجنُّب التَّواصل مع الأشخاص مباشرةً، والحفاظ على التَّباعد الاجتماعي، وتجنُّب الازدحام والتجمُّعات والحفاظ على مسافةِ مترين على الأقل بين الأشخاص.
وأوصت المنظَّمة أيضاً بضرورة غسل اليدين أو تعقيمهما بمعقم كحولي وتجنّب المصافحة ولمس العينين أو الأنف أو الفم (2). وقد صُمِّم العديدُ من الدراسات التي تتناول أهمَّية الوسائل الوقائيّة وفاعليَّتها، وأشارت الأدلَّة المتاحة إلى أنَّ الحفاظ على التَّباعد بين الأشخاص مسافة متر واحد قد ارتبطت بانخفاض نسب العدوى، وأيضاً أظهرت أنَّ مسافة مترين قد تكون أكثر فعاليّة (1).
ومن المهم الإشارة إلى السؤال الآتي: متى يجب ارتداء الأقنعة الجراحية والأقنعة القماشية؟
يجب أن يرتدي مقدمو الرعاية الصحية والمصابون بفيروس كورونا الأقنعةَ الطبِّيةَ أو الجراحيَّةَ، وأيضاً الأفراد الذين يعتنون بشخص تأكَّدت إصابته بالفيروس.
وكذلك يجب أن يرتدي المسنون ممن تجاوزوا سنَّ الستين، وأيضاً من لديهم حالة صحيّة خاصة في حال وجودهم في المناطق التي تنتشر فيها الإصابات، ومن الصعوبة تطبيق قواعد التباعد المكاني أكثر من متر واحد.
أمَّا الأقنعة القماشية؛ فيمكن ارتداؤها من الأشخاص غير العرضيين في مناطق ينتشر فيها الفيروس، ولا يمكن تطبيق قواعد التَّباعد أكثر من متر على الأقل، وكذلك في أماكن العمل المزدحمة، أو مقدِّمي الخدمات في المطاعم، وكذلك يُستحسن ارتداؤها في وسائل النقل أو المتاجر وجميع البيئات المزدحمة (4).
تُشير الدِّراسات أيضاً إلى أنّ ارتداء قناع الوجه (الكمَّامة) يحمي الأشخاص من العاملين في المجال الصحي وغيرهم من الإصابة بالفيروسات التاجيَّة، وكذلك حماية العينين قد تكون لها فائدة إضافية في تجنِّب العدوى، ولكن أيَّاً من هذه الإجراءات الوقائية لم يؤمِّن حماية كاملة من الإصابة (1). وجرَّاء النقص الحادِّ في الأقنعة الجراحية و(N95) المقدَّمة للطاقم الطبي؛ أقرَّ مركز السَّيطرة على الأمراض (CDC) بأنّ الأقنعة القماشيَّة تؤمن الحماية للأفراد في المجتمع، فيما تكون الأقنعة الجراحية وأقنعة (N95) لمقدِّمي الرعاية الصحيَّة (3).
تُقدِّم أقنعة الوجه حمايةً مقبولةً ومُجديةً من الإصابة، إذ وُجِد أنَّ أقنعة (N95) تؤمِّن حماية من العدوى لكلٍّ من أفراد المجتمع ومقدمي الرعاية الصحية على حدٍّ سواء، ودون وجود اختلافات في فاعليتها ضمن البيئتين. في حين أشارت بعض الدراسات إلى أفضليَّة أقنعة الوجه (N95) من حيث الوقاية على الأقنعة الجراحية (1).
أما الأقنعة القماشية؛ فهي تخفض انتشار العدوى من الأفراد الحاملين للفيروس دون علمهم (خاصة ممن لا تظهر عليهم أعراض)، ومن السَّهل العثور عليها ويمكن غسلها واستخدامها مرات متكررة (3).
في الختام؛ لا بدَّ من التَّذكير أن الالتزام بإجراءات الوقاية خير من المعاناة من أعراض الإصابة، وهنا يكون الوعي هو السلاح الأقوى في كبح انتشار الوباء.
المصادر: