لقاح جامعة أكسفورد ضد (COVID-19) يعطي نتائج واعدة ويدخل المرحلة الثالثة من التجارب السريرية
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
وقد بُلِّغ سابقًا عن قدرة هذا اللقاح على توليد مناعة تجاه ذات الرئة الفيروسي في قرد المكاك الريسوسي (الرِّيص) (rhesus macaque)، وحماية ضده (2). وقد نشر قبلًا فريقٌ بحثيٌّ صينيٌّ عن تجربة للقاح الأحادي الجرعة مُحمَّل بالفيروسات الغُدانيَّة من النمط الخامس (adenovirus-5-vectored vaccine) وكان جيد التحمل من الأفراد، إضافة إلى أنه يُحفِّز استجابة مناعية منتجة للأضداد التي تحيّد (neutralise) فيروس (SARS-CoV-2)، ومناعة خلوية أيضًا. (2,3)
وأُجريت دراسةٌ أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية عن لقاح يستعمل جزيئات نانوية من الشحوم لتوصيل جزء من المادة الوراثية (mRNA) للفيروس،وكان جيدَ التحمل من الأفراد أيضًا، وأعطى استجابة مناعية منتجة للأضداد.(2)
ولقاح أوكسفورد (اللقاح ChAdOx1 nCoV-19) يتكون من فيروس مُهندَس جينيًّا يصيب قردة الشامبانزي بالزكام، ومعدَّلٌ ليعبر عن البروتين السكري السطحي لـ (SARS-CoV-2) (بروتين الشوكة spike كاملًا)، ويكون غير قادر على التضاعف. (2,4)
وقد شارك في هذه التجربة السريرية 1077 فرد؛ إذ تلقى قرابة نصف المشاركين لقاح (ChAdOx1 nCoV-19)، في حين تلقى باقي المشاركين لقاح المكورات السحائية المترافق (MenACWY). وكانت ردات الفعل الموضعية والجهازية أكثر شيوعًا عند المجموعة التي تلقَّت اللقاح (ChAdOx1 nCoV-19)، فشملت ألمًا معممًّا وشعورًا بالحمى، وعرواءات (ارتعاشات)** وآلامًا عضلية، وصداعًا وتعبًا عامًا، ولكن أغلب هذه الأعراض قد خُفِّفت باستعمال الباراسيتامول. (2)
إذًا؛ ما القيمة المضافة من هذا البحث؟ وماذا تعني الأدلة المتوفرة حاليًّا؟
بلغت الاستجابة الخلطية (إنتاج الأضداد) ذروتها في اليوم 28 بعد التلقيح، في حين ظهرت الاستجابة الخلوية بحلول اليوم الرابع عشر عند المشاركين جميعهم. وحُفِّز إنتاج الأضداد عند الأفراد العشرة الذين تلقوا جرعة ثانية جميعهم، فلوحظ وجود مناعة خلوية وخلطية فعالة عند هؤلاء الأفراد بعد الجرعة الثانية.
يمكن أن يستعمل لقاح فيروس (SARS-CoV-2) لمنع العدوى والمرض والموت الناتجة عنه في أنحاء العالم، مع تحديد الجمهرات العالية الاختطار بوصفها أولوية لتلقي اللقاح؛ كالعاملين في المشافي والمتقدمين في السن.
ولم يُحدَّد الارتباط بعدُ بين المناعة المحفزة بهذا اللقاح والحماية من (SARS-CoV-2)؛ فالتمنيع بـ (ChAdOx1 nCoV-19) أعطى استجابة خلطية وخلوية سريعة ضدَّ الفيروس مع استجابة معززة بعد الجرعة الثانية؛ لكنَّ التجارب السريرية القادمة واشتمالها على المتقدمين في السن لا تزال ضرورية. (2)
تعمل جامعة أكسفورد مع شركة الصيدلانيات الحيوية العالمية (AstraZeneca) على تطوير اللقاح باستمرار، وإنتاجه على مقاييس كبيرة، واحتمالية توزيعه مع خطط للتطوير السريري والإنتاج على المستوى العالمي. وقد دُعم المشروع بتمويل حكومي جديد بلغت قيمته 84 مليون جنيه إسترليني للمساعدة على تسريع تطوير اللقاح. (1)
وتجري التجربة بمرحلتها الثالثة الآن في البرازيل وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة، وستُختبَر فعاليةُ اللقاح في جمهرات متنوعة من الأفراد. (2)
إن نتائج الدراسة واعدة، ولكن لا يمكن الجزم بمدى قدرة هذا اللقاح على حماية الأفراد من الإصابة بـ (COVID-19) قبل انتهاء الدراسة بمراحلها كافة. فلنحترم الطريقة العلمية للتوصل إلى الحل، ولحين توفر لقاح مناسب؛ لا تزال أساليب الوقاية ضرورية وحرجة.
** الشعور غير المرغوب فيه بالبرودة، والمصاحب بارتفاع الحرارة.
المصادر: