نجاح فلم ل"الفريد هاتشكوك" في كشف الوعي لدى مريض بعد 16 عاماً من غيبوبته...
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
• ولكن الآن، فقد استخدم الباحثون في جامعة ويسترن في كندا أحد أفلامه للكشف عن الوعي لدى مرضى في حالة غيبوبة. كان أحد هؤلاء المرضى في حالة غيبوبة تامة ولا يستجيب لمدة 16 عاماً.
• نُشرت نتائج هذه الدراسة في التقارير الدورية الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، ومن الباحثين الذين أجروا الدراسة خريجة الدكتوراه لورينا ناسي Lorina Naci و Adrian Owen أدريان أوين العضو في جمعية علم الأعصاب المعرفي والتصويري الكندية.
• أشار الباحثون إلى أن المرضى الواعين ولكن غير القادرين على الكلام أو إظهار سلوك طوعي غير قادرين على التفاعل مع الآخرين، ولذلك فإنه من المستحيل تحديد إذا كان هؤلاء المرضى واعين أم لا، ويعتقدون أنه بذلك قد شُخص العديد من المرضى بالخطأ على أنهم في غيبوبة تامة وفاقدين للوعي!!
• ضمن أحد تجاربهم تمّ عرض فيلم قصير لألفريد هتشكوك لمجموعتين؛ إحداهما لأشخاص أصحّاء وأخرى لمرضى غير متجاوبين، حيث عرض الفيلم وهم بداخل جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي في مركز ويسترن لرسم المخططات الوظيفية والاستقلابية.
• كان الفيلم عبارة عن مشهد قصير من أفلام هيتشكوك مدته 8 دقائق فقط، وبالرغم من أنهم قاموا بتعديل المشاهد، قال الباحثون أنهم أبقوا على مشهد الرصاص في القصة، الذي يتكلم عن طفل عمره 5 سنوات يجد مسدس عمه محشواً بالرصاص ويلعب فيه في منزله وأمام الناس دون أن يدرك خطورة الموقف.
• يعتقد الفريق أنّ عدد المرضى الذين تم تشخيصهم خطأً على أنّهم فاقدو الوعي قد يكون كبيراً جداً.
• صرّح الباحثون بأنهم قد اختاروا هذا المشهد من أفلام هيتشكوك بالتحديد بسبب حياديّته من حيث العمر والجنس، وجاذبيته واسعة النطاق وحبكته الرائعة.
• وأضاف الباحثون إلى أنّ نسخةً أطول من الفيلم كانت قد نجحت في تحفيز نشاطات الدماغ القوية عند المتطوعين الأصحاء.
• بعد الاطّلاع على نتائج مسح الأدمغة، وجد الفريق أن دماغ مريض غير متجاوب منذ 16 عاماً أظهر استجابة ملحوظة خلال مشاهدة الفيلم، وذلك يحاكي بشدة أدمغة المتطوعين الأصحاء.
• تقول ناسي وزملاؤها أنّ المريض لم يكن متيقّظاً فحسب خلال مشاهدة الفيلم، بل فهم كامل الفيلم.
• تضيف ناسي:
• وجدنا في أول مرة أن المرضى بمستويات غير معروفة من الوعي يمكنهم رصد وتحليل المعلومات من بيئتهم تماماً كما يفعل الأفراد الأصحاء.
• نعلم الآن أنّ واحداً من كل خمسةٍ من هؤلاء المرضى كان قد شُخِّص بالخطأ على أنّه فاقد الوعي، وهذه التقنية الجديدة تظهر لنا إلى أن المعدّل أعلى من ذلك.
• يقول الفريق أن نتائجهم تملك أدلة قوية على وجود فعاليات واعية سليمة عند المرضى المتأذّين دماغياً.
• "لا تحدد هذه الطريقة إن كان المريض واعياً أم لا فحسب، بل يمكنها معرفة إذا كان المريض يفكر أيضاً"، يقول أوين.
• وتملك هذه الطريقة أيضاً آثاراً عملية وأخلاقية على العناية بهؤلاء المرضى وتحسين مستوى حياتهم.
• يأمل الفريق بأن هذه الطريقة سوف تساعد الباحثين في فهمٍ أفضلَ للمرضى غير المتجاوبين أو المشخّصين خطأً على أنهم فاقدو الوعي، في حين أنهم فقط غير قادرين على التجاوب.
المصدر:
هنا