المعلومات الزائفة.. وباء العصر (عناصرها ومراحلها)
منوعات علمية >>>> العلم الزائف
(1).
إذا أردنا التفكير في حلول للحد من هذه المعلومات الزائفة التي تلوّث أخبار "السوشال ميديا" وتمنعها من أداء وظيفتها الأساسية في نشر الأخبار الصحيحة، فلا بدّ من التفكير في المشكلة نفسها للوصول إلى حل مُجدٍ.
فمثلاً، لنفكّر بالأشخاص الذين يُعدّون هذا النوع من المحتوى المضلل، ما الذي يدفعهم لذلك؟ أي فئة من الناس يستهدفون؟ وكيف تصل منشوراتهم إلى الجماهير بهذا القدر من السرعة؟ وما الذي يدفع الناس لإعادة نشر هذا النوع من المنشورات؟ (2).
تحدثنا في الجزء الأول من هذه السلسلة عن المصطلحات الرئيسية التي تصف أنواع "فوضى المعلومات Information Disorder"، ونتوجّه اليوم للتعرّف إلى مصطلحات جديدة يُعدّ فهمها أساساً للإجابة عن الأسئلة الواردة أعلاه؛ مصطلحاتٌ تتحدّث عن "عناصر elements" فوضى المعلومات، وأخرى تتحدّث عن "مراحل Phases" انتشار هذه المعلومات، وهذا ما تُوضحه الصورة المرفقة.
تكمن أهمية النظر في المراحل المختلفة لـ "فوضى المعلومات" جنباً إلى جنب مع عناصرها في الصلة الوثيقة بينهما؛ فإنّ العميل الذي يُعِدّ المحتوى يختلف اختلافاً جوهرياً عن العميل الذي ينتجه، وحالما تُوزَّع الرسالة، يُعاد إنتاجها ويُعاد توزيعها بحلقة لا نهائية بواسطة عملاء مختلفين تحفّزهم أمور مختلفة، فمثلاً يمكن توزيع منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل العديد من المجتمعات؛ مما يؤدي وصول رسالتهم إلى وسائل الإعلام الرئيسية ومن ثمّ إعادة توزيعها على المجتمعات الأخرى.. وهنا تماماً تكمن أهمية دراسة هذه المصطلحات؛ إذ لا يمكن فهم هذه الفروق البسيطة إلا بتحليل عملية انتشار المعلومات (2,3).
لا يبدو أمر الحد من هذه الظاهرة بسيطاً، ولكنه في غاية الأهمية، سنتطرق في منشورنا القادم إلى بعض السبل التي تساعدنا على كشف المعلومات الزائفة.
المصادر:
2- Ireton C, Posetti J. Journalism, 'fake news' & disinformation. France; 2018. Available from: هنا
3- Derakhshan, PhD C, Wardle H. INFORMATION DISORDER : Toward an interdisciplinary framework for research and policy making. the Council of Europe; 2017. Available from: هنا
4- Wardle C. Misinformation Has Created a New World Disorder [Internet]. Scientific American. 2019 [cited 11 June 2020]. Available from: هنا