الموسيقا العربية (قالب اللونجا)
الموسيقا >>>> موسيقا
تخبرنا الموسيقا الكثير عن ثقافات الشعوب المختلفة، فهي الجسر الواصل بين الثقافات والأفكار المختلفة التي تصلنا بالطريق للتعرف إليها على نحو أوسع.
الموسيقا العربية الكلاسيكية: هي الموسيقا التي ظهرت بين العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، والتي بدأت بحركة تجديد ثبّتَ قواعدها "السيد درويش" في مصر (3).
للموسيقا العربية عناصر رئيسية كأي نوع من أنواع الموسيقا، وأهمها التكوين اللحني الذي يشكل سِمة مميزة تجعل من يسمعها يتعرف إليها مباشرةً (1)؛ إذ تُقسم الموسيقا العربية على نحو عام إلى قسمين: موسيقا غنائية (ترتبط بالكلمات مثل القصيدة والموشح.....) وموسيقا آلية (2).
عموما، هناك بعض الاختلافات الجوهرية بين الموسيقا العربية والغربية، تمنح كلاً منها خصائص ثقافية خاصة بها، وهذه الاختلافات موجودة في كل من العناصر الموسيقية، الإيقاع والميلودي (اللحن)،أو على الأقل في أحد منها، ويمكن تمثيل هذا الاختلاف في البناء الموسيقي والأشكال الموسيقية (1).
ومن أهم هذه الاختلافات هو وجود نوتة "الربع تون" في الموسيقا العربية، إضافة إلى آلاتها المتميزة مثل العود والقانون والناي.... (3).
توصف الموسيقا العربية عادةً على أنها موسيقا صوتية أحادية الخط، وبعض القطع الموسيقية تكون مستمدة من الأشكال التركية مثل اللونغا، والبشرف، والسماعي.
إضافة إلى الإيقاع لكونه أحد العناصر الموسيقية التي تمنح كل نوع موسيقي صفته المميزة، ويمكن تحديده في الموسيقا العربية بمجموعة من الأزمنة المركبة التي يمكن العثور عليها أيضاً في الموسيقا الغربية (1).
سنتخصص في هذا المقال في الصيغة البنائية لقالب اللونجا وأهم الأسس التي بني عليها.
بدايةً، المقام اصطلاحًا يدل على مجموعة من الأصوات الموسيقية المحصورة بين صوت وتكراره (جوابه)، أي هو تتابع سلمي من درجة حتى الدرجة الثامنة لها (2).
نستخدم هذه المقامات ضمن قوالب معينة منها قالب اللونجا (2).
قالب اللونجا: هو لون خفيف من ألوان التأليف الآلي في الموسيقا العربية، ذو تركيب لحني رشيق، ومن ميزاته: الانتقال المفاجئ، والقفزات اللحنية والسرعة في الأداء، واللونجا مصطلح تركي يُعزف في نهاية الفواصل التركية والعربية (2).
نشأ هذا القالب في بلاد البلقان ثم انتقل إلى تركيا نتيجة الاحتلال العثماني لها، ويتميز اللونجا بإبرازه مدى مهارة العازف وقدرته على الأداء والسيطرة على آلته الموسيقية (2).
يتشابه بناء اللونجا مع البشرف؛ إذ تتكون اللونجا عادةً من أربعة أقسام كل منها يسمى "خانة" وجزء خامس يتكرر بعد كل خانة يسمى "التسليم"، وأحياناً تتكون اللونجا من ثلاث خانات يكون فيها التسليم هو الخانة الأولى وتنتهي اللونجا به أيضاً (2).
التركيب الفني لقالب اللونجا:
الخانة الأولى: تكون عادةً استعراضاً للحن المقام الأصلي، بحركة سريعة، نشطة وجذابة.
التسليم: جملة رشيقة التكوين.
الخانة الثانية: تظهر فيها على النغمة بعض التحويلات المباشرة من عائلة المقام الأصلي نفسه.
الخانة الثالثة: استعراض لحني لدرجات الجواب، وفيها انتقالات لحنية سريعة ومفاجئة تستلزم مهارة عالية من العازف والملحن في آنٍ معاً.
الخانة الرابعة: استعراض للمقام الأصلي بجمل موسيقية متتابعة وتتميز بأدائها البطيء (2).
إن قالب اللونجا من القوالب الآلية المهمة التي تسهم في رفع تقنيات أداء العازف على الآلات وخاصة العود والقانون، لما تتميز به من رشاقة وسرعة وخفة (2).
على الرغم من التشابه بينهم لكن اللونجا تختلف عن البشرف والسماعي بأنها توزن على إيقاعات بسيطة مثل إيقاع الفوكس"٢/٤" (3).
بذلك نكون قد استعرضنا اللونجا ونشأتها وتركيبها البنائي الموسيقي، وإليكم إحدى أشهر مؤلفات اللونجا للاستمتاع بها: لونجا نهاوند رياض السنباطي على الرابط التالي:
هنا
المصادر: