الحلم كامتداد للواقع
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
واليوم يدعم معظم علماء النفس فرضية الاستمرارية التي تفترض أن الأحلام هي استمرار لما يحدث في اليقظة(1).
فما هو الحلم ولماذا نحلم؟ وما هي فائدة الأحلام وكيف نفهمها؟
ما هو الحلم؟
يتضمن الحلم الصور والأفكار والعواطف التي تُختَبر في أثناء النوم، يمكن أن تكون الأحلام انفعالية جداً أو عاطفية إلى غامضة جداً أو عابرة أو مُربكة أو حتى مملة، وبعضها مبهج والآخر مخيف أو حزين، وقد يكون للأحلام سرد واضح بينما يبدو أن العديد من الأحلام لا معنى لها على الأطلاق.
لماذا نحلم وما الفائدة من أحلامنا؟
من المرجح أننا نتذكر الأحلام الأكثر وضوحاً وهي التي تحدث في أثناء حركة العين السريعة REM ولا نذكر تلك التي تحدث خلال حركة العين غير السريعة non-REM، وتوفر هذه الأحلام تعزيز للذكريات ومعالجة العواطف والتعبير عن رغباتنا العميقة والتدرب على مواجهة الأخطار المحتملة، ويقترح كثيرون أننا نحلم بسبب مزيج من هذه الأسباب وغيرها بدلاً من التمسك بنظرية مفردة، وبينما يعتقد كثير من الباحثين أن الحلم ضروري للصحة العقلية والعاطفية والجسدية، يقترح البعض الآخر أن الأحلام لا تخدم أي غرض حقيقي على الإطلاق(3).
كيف نفهم أحلامنا؟
في محاولة لفهم الأحلام بأسلوب أكبر اعتمد باحثون بتصميم طريقة لاختبار فرضية الاستمرارية على نطاق واسع، عن طريق تحليل الأحلام ولكن عملية تحليل الأحلام تستغرق وقتاً طويلاً بالنسبة إلى علماء النفس الذين يجب عليهم تقطيع مذكرات الأحلام إلى أجزاء والبحث عن الموضوعات والأنماط فيها، ولتسريع هذه العملية تم إنشاء خوارزمية تُحلل تلقائياً أكثر من 24000 تقرير لأحلام تم تجميعها من موقع Dreambank.net
وعلى ذلك اعتمدوا ما يلي:
1-صياغة خمس فرضيات ترتبط على وجه التحديد بعلاقة حياة اليقظة بالحلم.
2-التصميم والتحقق من صحة أداة قادرة على تسجيل تقارير الأحلام تلقائياً.
3-تسجيل تقرير 24000 حلم.
وبالنظر لهذه الأحلام تم وضع خمس فرضيات:
1- أحلام الإناث تتميز بالعواطف بدلاً من التفاعل وبمستوى أقل من العدوانية.
2- أحلام المراهقين تتميز بالعواطف السلبية، تليها التفاعلات الجنسية في حياة البالغين المبكرة.
3- احلام المحاربين القدامى تتميز بالمشاعر السلبية والعدوانية.
4- أحلام المكفوفين تتميز بشخصيات وخيالات تتعلق بمقدمي الرعاية في الواقع.
5- الأحلام خلال أوقات العدوان المجتمعي تتميز بالعدوانية.
و بالاستفادة من نظام ترميز الأحلام تم تقسيم الأحلام إلى فئات عشر هي:
الشخصيات (الناس والحيوانات) والتفاعلات (التفاعلات الاجتماعية مثل التقبيل) والعواطف (الحزن) والأنشطة(تجربة بدنية وحسية) السعي (نجاح وفشل) وسوء الحظ (المصائب) والأشياء والعناصر والطعام والماضي.
بعد ذلك تأتي مرحلة معالجة الأحلام واختبار فرضيات البحث الخمسة ، وجد الباحثون أن معظم تقارير الأحلام كانت في الواقع استمرار لما يختبره الحالمون في الحياة الواقعية، ففي الواقع تميل النساء في أحلامهن إلى أن يكن أكثر ودّاً وأقل عدائية من الرجال، ولدينا المحاربين القدامى الذين شهدوا مستويات غير مألوفة من العدوان كذلك الأفراد في الولايات المتحدة الذين شهدوا العدوان في 1960. كل هذه النتائج تدعم فكرة أن هناك بالفعل استمرارية بين ما يعانيه الأفراد في الحياة الحقيقية وما يحلمون به، ومن المثير للاهتمام أن المكفوفين الذين كانوا من المتوقع أن يحلموا بطرق مشابهة لعامة الناس كانوا يميلون إلى الحلم بشخصيات خيالية(2).
بالنهاية من الصعب ربط الأحلام بحياة اليقظة دون معرفة المزيد عن الحالم ويشير الطبيب النفسي بجامعة هارفرد روبرت ستيكجولد ويتأمل الباحثون أن يقدموا يوماً ما رؤى خوارزمية فورية من تقارير الأحلام على نطاق واسع ربما في هيئة تطبيق على الهاتف، الذي سيساعد على تنمية البيانات وتسهيل استخلاص النتائج(1).
هناك العديد من النظريات والفرضيات عن الأحلام بدلاً من افتراض صحة فرضية واحدة فقط، يعتقد العديد من الباحثون أن الغرض من الحلم هو على الأرجح خليط من العوامل المقترحة في مجموعة متنوعة من نظريات الأحلام.
وسواء أن كانت أحلامنا امتداد لواقعنا أو لأ علينا أن نحلم بحرية وألا نتعامل مع أحلامنا بخوف أو سرية علينا دوماً مشاركة هذه الأحلام مع أشخاص مختصين أو أشخاص محط ثقة.
المصادر:
2. Fogli A, Aiello L, Quercia D. Our dreams, our selves: automatic analysis of dream reports | Royal Society Open Science [Internet]. Royalsocietypublishing.org. 2020 [cited 13 September 2020]. Available from: هنا
3. Cherry K. Experts Weigh in With 7 Theories About Why People Dream [Internet]. Verywell Mind. 2020 [cited 13 September 2020]. Available from: هنا