العودة إلى المدرسة و COVID-19
علم النفس >>>> الصحة النفسية
تعد جائحة فايروس كورونا المستجد وما تلاها من حجر منزلي حالةً غير مسبوقة في العصر الحديث، فمن الصعب قياس التأثير الكامل لهذا الوضع في كل من الصحة العقلية والجسدية للأطفال والشباب (2).
ومن المحتمل أن يكون المعلمون والإداريون في المدارس على دراية بالصدمات والتجارب المؤلمة التي مر بها التلاميذ خلال فترة الحجر الصحي، ومع ذلك يجب تحديد مجموعة من التحديات التي قد تواجهها المدارس عند عودة التلاميذ للتأكيد على أهمية الصبر والمرونة ودعم الموظفين، ومن الأمثلة على هذه التحديات:
1. الخسارة والحرمان:
سيكون لبعض الأطفال أقاربٌ أو أصدقاء ماتوا في أثناء الحجر الصحي؛ بسبب فايروس كورونا أو أمراض أخرى، أو لديهم قريب أو صديق يعاني مرضًا خطيرًا في المشفى، أو أنواع أخرى من الخسارة كخسارة آبائهم أو أمهاتهم عملَهم، أو ربما اضطرارهم إلى الابتعاد عن شخصيات مهمّة في حياتهم مثل أجدادهم.
وبصرف النظر عن نوع الخسارة، سيختبر الكثيرون شعورًا بالحزن، والطريقة التي يستجيب بها الأطفال لمشاعر الفقد والحزن هذه تختلف اختلافًا كبيرًا فقد يبدو البعض حزينًا أو منعزلًا، والبعض الآخر قد يبدو قلقًا أو غاضبًا.
أما بالنسبة للأطفال والشباب الذين كانوا يتلقَّون دعمًا لمشكلات صحية سواء أكانت عقليةً أم جسدية، فمن المحتمل أنهم فقدوا هذا المصدر المهم من الدعم، فقد بيّن استطلاع حديث أجرته Young Minds أنَّ 80٪ من الشباب الذين يعانون مشكلاتِ الصحة النفسية شعروا أن حالتهم ساءت خلال الأسابيع الأولى من جائحة فايروس كورونا.
2. تجارب صعبة في المنزل:
أمضى عديد من الأطفال والشباب الحجرَ المنزلي في بيئات منزلية صعبة، ومن المحتمل أن تكون هذه الظروف الصعبة قد تضخمت بسبب بقاء العائلات في المنزل معًا، في حين قد يواجه أطفال آخرون هذه التجاربَ الصعبة لأول مرة التي قد تشمل مثلًا: العنفَ المنزلي، وسوءَ المعاملة أو الإهمال، والجوع، ونقص التغذية..
حجم التحدي ليس واضحًا بعد، ولكن منظمة Refugee الخيرية أعلنت أن نسبة المكالمات إلى خط المساعدة الخاص بهم المتعلق بموضوع العنف المنزلي قد زادت بنسبة 700٪.
3. عدم المساواة:
تعدّ المجموعة الواسعة من التجارب التي مر بها الأطفال والشباب في أثناء الحجر المنزلي تحديًا في حد ذاته، وستظهر نتائج عدم المساواة الذي حدثت خلال فترة إغلاق المدرسة في المستقبل المنظور، إذ ستتسع الفجوات في التحصيل والصحة البدنية والعاطفية.
4. عدم اليقين:
سيشعر بعض الأطفال بالقلق إزاء إمكانية حدوث إغلاق آخر، إضافةً إلى نقص ثقتهم في البالغين في حياتهم؛ لأنهم رأَوهم يكافحون للاتفاق على كيفية إدارة الأزمة؛ لذلك قد يتضاءل شعورهم بأنهم يستطيعون الاعتماد عليهم للحفاظ على سلامتهم.
5. الصداقات والتنمر:
إن طبيعة الأزمة نفسِها -حول مرض معد- فرصةٌ قويةٌ لظهور التنمر، ومن المحتمل أن تظل إجراءات التباعد الاجتماعي وغسل اليدين ضروريةً لبعض الوقت ويمكن أن توفر وقودًا للتنمر حول "العدوى" المحتملة.
6. الشعور بأمان أكثر في المنزل:
يعدُّ إغلاق المدرسة بالنسبة لبعض الأطفال بمثابة فترة راحة مرحب بها، فبالنسبة لهم التحدي ليس ما حدث في أثناء فترة إغلاق المدرسة ولكن احتمالية العودة، خاصةً بالنسبة للتلاميذ الذين يعانون صعوباتٍ جسديةً وتعليمية والذين يمكن تلبية احتياجاتهم بسهولة في المنزل (3).
✨ ومن الضروري أن يحافظ المدرّسون على صحتهم النفسية لكي يكونوا أكثر قدرة على التعامل ودعم الأطفال وهذه بعض النصائح التي من الممكن أن تساعد:
1- فكر بالأشياء التي تساعدك في تحسين مزاجك وتجعلك أقلَّ توترًا، ووفر لها وقتًا كافيًا.
2- حاول الحفاظ على الأساسيات قدر المستطاع: كتناول الطعام والحصول على قسط كافٍ من النوم.
3- حاول تحديد مجموعة من الأشخاص بإمكانك أن تكون صادقًا ومنفتحًا معهم حول مشاعرك.
4- إذا كان بإمكانك أن تجري محادثةً مع مديرك حول مخاوفك، فقد يساعد ذلك في فهم ما تمر به وتقديم الدعم لك.
5- حاول إيجاد طريقة ما لتشتيت انتباهك لتخطي بعض الأوقات الصعبة، فقد تكون سماعات الرأس في الطريق، أو مجرد خمس دقائق من الهدوء قادرة على المساعدة في التأمل أو الاستمتاع بالهواء النقي.
6- تعامل مع الآخرين بلطف وعقل متفتح وحاول ألا تحكم على ردود أفعال الآخرين بقسوة فالناس لديهم أسبابهم الخاصة ودوافعهم ومخاوفهم التي تشغل بالَهم.
7- حاولوا تدوين الأشياء التي تشعرك بالامتنان. أنت تؤدي مهنة التدريس لسبب ما والأسباب التي تركز على جاذبية العمل مع الأطفال قد تكون الأكثرَ أهميةً الآن على الرغم من أن التحديات صعبة.
8- تذكر أنَّ هذه فترة تكيف للجميع، أنتم لستم أبطالًا خارقين، أنتم أشخاص محترفون ولكن في ظروف استثنائية، وستتغير القواعد ويتعلم المجتمع المدرسي ويتكيف مع الوقت (4).
المصادر: