متلازمة أضداد الشّحوم الفوسفوريّة
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة سريرية
متلازمة أضداد الشّحوم الفوسفوريّة (الفوسفولبيدات) (Antiphospholipid syndrome - APS) هي اضطرابٌ مناعيٌّ ذاتيٌّ، يُشكّل فيه جهاز المناعة أضداداً تجاه الخلايا السّليمة في الجسم، ويُحدِث ردَّ فعلٍ التهابيٍّ، وتُسمّى الأضداد المتشكّلة بالأضداد المضادّة للشّحوم الفوسفوريّة (Antiphospholipid Antibodies). 1- Antiphospholipid syndrome (APS) [Internet]. nhs.uk. 2018 [cited 9 October 2020]. Available from: هنا
وتزيد ردّة الفعل المناعيّة السّابقة قابليّة تشكُّل خُثاراتٍ دمويّةٍ لدى المصابين في أماكن مختلفة من الجسم؛ فقد تَحدُث في:
1. الدّماغ مؤدّيةً إلى مشاكلَ في التّوازن والحركة والرّؤية والكلام والذاكرة.
2. المشيمة لدى الحوامل فنتيجةً لذلك تزيد خطورة حدوث الإجهاض التّلقائي (miscarriage).
3. الأوعية الدّمويّة الموجودة في السّاق والمسمّاة (Deep Vein Thrombosis - DVT)؛ مسبِّبةً وذمةً واحمراراً.
4. قد تصل هذه الخثرات نهايةً إلى الرئتين فتُسبِّب صمّاتٍ رئويّةٍ (Pulmonary Embolism - PE).
وتبقى الأسباب المؤدّية إلى هذه المتلازمة غير محدّدةٍ؛ ولكن يُعتقد أنها قد تكون عواملَ وراثيّةً أو هرمونيّةً أو حتّى بيئيّةً. وتصيب المتلازمة النّاس في مختلف الأعمار؛ ولكن غالباً ما بين عمر 20 إلى 50 سنة، وتصاب بها الإناث أكثر من الذكوربنسبة 3 إلى 5 أضعاف، وتُشخّص المتلازمة بإيجاد الأضداد الذّاتيّة المضادّة للشّحوم الفوسفوريّة في دم المريض (1).
وفي حال لم تُعالج المتلازمة قد تحدث مضاعفاتٌ ناتجةٌ عن وجود الخثرة في أحد الأوعية الدّمويّة، وتعتمد شدّتها على حجم الخثرة والعضو الذي تؤثّر فيه، مثل: السّكتة الدّماغيّة، والفشل الكلويّ، والمشاكل القلبيّة الوعائيّة، والمشاكل الرّئويّة، والمضاعفات في الحمل (2).
وتعتمد خطّة العلاج الأساسيّة للمتلازمة على إعطاء مضادات تخثّر (anticoagulant)؛ وأكثرها شيوعاً الهيبارين الذي يُعطى حقناً، والوارفارين على شكل حبوب (يجب أن تكون جرعاته مضبوطةً جيداً)، ويستغرق أياماً لإحداث التّأثير، وهو يُعدّ من فئة حاصرات فيتامين ك (vitamin K antagonists-VKAs)، وهي أدويةٌ تشبه من النّاحية البنيويّة الفيتامين (K)، وتعمل بوصفها مثبطاً تنافسيّاً (competitive inhibitors) لِلأنزيم المسؤول عن تحويل الفيتامين (K) من شكله غير الفعّال إلى شكله الفعّال؛ إذ يُعدّ الفيتامين (K) الفعّال ضروريّاً لتشكيل البروتينات اللّازمة لتشكيل الخُثارات الدمويّة. ويُستعمل الوارفارين أيضاً على نطاقٍ واسعٍ لعلاج تشكّل الخثرات، والوقاية من حدوث السّكتات أو الصّمّات؛ ولكن له العديد من الآثار الجانبيّة غير المرغوبة، فمثلاً قدرته على عبور الحاجز المشيميّ والوصول إلى الجنين قد يُحدِث نزوفاً قاتلةً، وإجهاضاتٍ في حالات الحمل، وكذلك قد يُسبّب تنخّراً، أو تكلّساً في الشّرايين والصّمّامات ، وقد يتداخل مع تأثيرات أدويةٍ أُخرى أيضاً، ويُسبّب أذىً كلويّاً، وغيره؛ لذلك يجب ضبط الجرعة جيّداً وإجراء التّحاليل اللازمة عند استعمال الوارفارين (5).
ويُستعمل دواء (Rivaroxaban) لعلاج (DVT) أي الخثرات في الشرايين العميقة (وتحدث عادةً في السّاق)، وفي علاج الصّمّة الرّئويّة (PE) وهي خثرةٌ في الرّئة، وكذلك يمكن استعماله وقائيّاً لمنع حدوث (DVT) أو (PE) لاحقاً بعد إتمام العلاج الأوّليّ، ويُستعمل للوقاية من حدوث السّكتات والخثرات الخطيرة لدى الأشخاص الذين يعانون ارتجافاً أُذينيّاً (حالةٌ من عدم انتظام ضربات القلب) (3). وهو دواءٌ من فئة مثبّطات العامل العاشر المفعّل (Factor Xa inhibitors)، ويتميّز بأنّه لا يحوي (antithrombin III) ليعطي تأثيراته المضادّة للتخثّر، ثمّ إنّه لا يحتاج إلى إجراء اختبار زمن الثرومبوبلاستين المفعّل (activated partial thromboplastin time - APTT) لتقييم حركيّة الدواء بعد الإعطاء بخلاف الوارفارين (4).
وقد أُجريت دراسةٌ سريريّةٌ عشوائيّةٌ لإثبات فعاليّة دواء ريفاروكسابان مقارنةً بالوارفارين (بجرعةٍ مضبوطةٍ) واستعماله في علاج هذه المتلازمة؛ لكن النّتائج أظهرت أنّ الدواء ليس لديه فعاليّة أكبر، إضافةً إلى أنّ خطر حدوث الخثرات النّاكسة لدى المصابين أكثر بضعفين من الوارفارين المستخدم.
وتُوبع في الدراسة مجموعتان من المرضى (الأولى معالجةٌ بالوارفارين، والثّانية معالجةٌ بالريفاروكسابان) مدّة ثلاث سنواتٍ، وفي خلالها كانت نسبة حدوث الخثرات النّاكسة لدى المرضى المعالجين بالريفاروكسابان 11%، في حين كانت لدى المرضى المعالجين بالوارفارين 6.3%، وكذلك كانت نسبة حدوث السّكتة (stroke) أعلى لدى المعالَجين بالريفاروكسابان. وخلصت هذه الدراسة إلى أنّه لا يُنصح باستعمال دواء ريفاروكسابان لعلاج متلازمة (APS)؛ إذ يبقى العلاج التّقليديّ المستعمل (وهو مضادات التّخثّر طويلة الأمد مع حاصرات فيتامين ك (vitamin K antagonists-VKAs) هو الأفضل؛ ولكن نسبة حدوث خثراتٍ ناكسة لدى المرضى المعالَجين بواسطة الوارفارين عاليةٌ نسبيّاً من 2% إلى 5%؛ لذلك ما يزال إيجاد مضادّ التّخثر الأمثل -الذي يمنع حدوث الخثرات النّاكسة وبنفس الوقت لا يترافق بالنزوفات- تحدّياً علاجيّاً للباحثين (6).
المصادر:
2- Antiphospholipid syndrome - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2019 [cited 9 October 2020]. Available from: هنا
3- Drugs H. Rivaroxaban: MedlinePlus Drug Information [Internet]. Medlineplus.gov. 2020 [cited 9 October 2020]. Available from: هنا
4- DrugBank [Internet]. Drugbank.ca. 2020 [cited 9 October 2020]. Available from: هنا
5- DrugBank [Internet]. Drugbank.ca. 2020 [cited 9 October 2020]. Available from: هنا
6- Rivaroxaban Misfires in Antiphospholipid Syndrome [Internet]. Medscape. 2019 [cited 9 October 2020]. Available from: هنا