قراءة في كتاب (أشهر فلاسفة التاريخ): كيف غيرت الفلسفة عالمنا؟
كتاب >>>> الكتب الأدبية والفكرية
أفلاطون ( ق.م347 - 427 Plato)
مؤسس الفلسفة المثالية الأفلاطونية -وهي تختلف عمَّا تُعرف به الفلسفة المثالية الألمانية مؤخرًا- وهو تلميذ الفيلسوف سقراط، وقد اعتمد أفلاطون في نشر أفكار فلسفته أسلوبَ الحوار؛ إذ كانت كتابات أفلاطون في أغلبها محاوراتٍ بطلها الرئيس سقراط، وهي في الوقت ذاته شخصية أفلاطون.
وبحسب نظرية أفلاطون الأخلاقية يُفترض بأنَّ رغبة البشر السعادة، ولكنَّ الناس لا يسعون نحو الفضيلة؛ لأنَّهم لا يعرفون بأنَّ الفضيلة تعني السعادة.
وقد تميز أفلاطون بالنزعة المنطقية متأثرًا بفيثاغورث، وكذلك بالنزعة الروحية متأثرًا بسقراط. ومن جهة أخرى، تأثر عددٌ من الفلاسفة بأفلاطون من أمثال الفيلسوف أفلوطين الذي كان لفلسفته أثر كبير في المسيحية، وظهر ذلك جليًّا في مؤلفات الفيلسوف سانت أوغسطين.
ديوجين (ق.م323 - 405 Diogenes)
آمن الفيلسوف ديوجين (هنا) بأنَّ الفضيلة تظهر في الأفعال وليس في النظريات، ويُعرَف عنه بأنَّه كان يحتقر تقاليد المجتمع ويعيش في برميل كبير، فكان يؤمن بأنَّ السعادة لا تنتج عن المادة؛ ولذلك عدَّ التواضع والفقر فضيلةً.
وفي نظرته إلى السعادة كان يعتقد ديوجين بأنَّ التطور الصناعي للمجتمعات لا يمدُّ الإنسان بالسعادة؛ بل تكمن في العودة إلى الطبيعة.
وكان يُعرَف عن ديوجين احترامه الكبير للفيلسوف سقراط، وبسبب ذلك وصف أفلاطون ديوجين بأنَّه "سقراط مجنون".
جان جاك روسو (Jean-Jacques Rousseau 1712- 1778 )
يُعدُّ أحد أكبر أدباء ومفكري وسياسيِّ فرنسا والعالم، ويُعدُّ من أهم رواد مدرسة العقد الاجتماعي التي ساهمت على نحوٍ كبير في بروز الديمقراطية وإعطاء السلطة للشعب عوضًا عن إعطائها للفرد المُستبِد.
ونظرية العقد الاجتماعي تُعدُّ من أهم النظريات؛ كونها أحدثت قطيعةً بين السياسة واللاهوت في أوروبا وما جسده من استبداد عن طريق سطوة كهنة الكنيسة، وهكذا أدَّت هذه النظرية دورًا مهمًّا وحاسمًا في التقليل من نفوذهم.
وكان يرى روسو أنَّ الغاية من تربية المواطن الحصولُ على الحرية والفضيلة، والتربية تصنع السياسة والمواطنين؛ لأنَّ كل مواطن هو سياسي.
ولا يمكن أن تكون هناك وطنيةٌ دون حرية، ولا حرية دون فضيلة.
مونتيسكو (Montesquieu 1689-1755)
تعود أهمية هذا الفيلسوف إلى كونه أول من أوجد مبدأ فصل السلطات بصفته مبدأً ثابتًا لإقامة النظام الديمقراطي.
وقوام هذا المبدأ هو التوازن؛ إذ توقف السلطة بالسلطة، ويجب أن يُفصَل بين الهيئات الوسيطة واللامركزية أيضًا؛ وذلك لمنع الوقوع في الاستبداد في حال وقوع السلطات جميعها في يد واحدة ممَّا يؤدي إلى دولة مستبدة ونظام شمولي.
ومن ناحية أخرى على أساس أنَّ مونتيسكو نفسه رجلٌ حرٌّ؛ فهو يطالب بإتاحة المجال لكل إنسان أن يتمتع بهامش حريته، وينفتح بحسب مقدراته وتلبيتها لإرادته وتطلعاته، وبذلك يتحقق التوازن الذي يدعو إليه مونتيسكو.
ابن رشد (Ibn Rushed 1126- 1198)
يُعدُّ الفيلسوف ابن رشد أكثر فيلسوف ومفكر إسلامي نال شهرة عالمية؛ إذ نهل منه مفكرو الغرب قرونًا عدة، بينما أُهين ونُفِي وأُحرقت كتبه في الشرق.
كان يؤمن بأنَّ الفلسفة هي الطريق للوصول إلى الله وتكامل العلم والدين، وكان مفهوم العقل عند ابن رشد هو الذي اعتمدت عليه أفكار النهضة الأوروبية، وتحديدًا ما قاله في إعطاء الأولوية للعقل، حتى سماه الغرب بــ(سلطان العقول والأفكار). ولابن رشد معركة فكرية مع فيلسوف كبير آخر وهو أبو حامد الغزالي، وقد ردَّ على ما جاء في كتابه الشهير (تهافت الفلاسفة) بكتابه (تهافت التهافت).
رينيه ديكارت (Rene Descartes 1596-1650)
ما يشهد به للفيلسوف والرياضي الفرنسي ديكارت بأنَّه نزل بالفلسفة من برجها العاجي كي تستقطب عامة الناس، وليكتسب شعبية أكثر؛ ولذلك كانت بعض العبارات التي يعرفها عامة الناس من أشهر أقوال ديكارت: " أنا أفكر إذًا أنا موجود".
اعتمد ديكارت التفكير والشك على أنهَّما المبدأ بعد فصله عن اللاهوت وجَعْله أصل الوجود والخاصية الأساسية التي تميز الإنسان عن بقية الكائنات.
ويقوم المشروع الديكارتي على إثبات التعالي الوجودي للإنسان والذات البشرية على حساب بقية الكائنات، وبهذا يمثل ديكارت نقطة تحول جذري في تاريخ الفلسفة والعلم خاصةً في ميادين الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والبصريات.
إيمانويل كانط (1724-1804 Immanuel Kant)
يُعدُّ كانط مؤسس الفكر الغربي الحديث؛ إذ ساهم في تدشين عصر التنوير الأوروبي، ويُعدُّ موقف كانط من المعرفة أكثر ما يميز فلسفته، فالمعرفة لديه تتألف من عنصرين: مادة وصورة.
وهو يحصر المعرفة فيما يأخذه من الخارج وما يضيف إليه الفكر.
وقد أكد كانط أنَّ إنسانية الإنسان جديرة بالاحترام؛ لأنَّ الإنسانية نفسها هي كرامة، وبيَّن أنَّ أعمق فرائض الإنسان احترامُ كرامة الإنسانية في شخصه.
أما فيما يخص موقف كانط من قضية الأخلاق، فتُعدُّ فلسفته إسهامًا غنيًّا في صياغة الفلسفة الأخلاقية، فهو يتفكَّر على الدوام في هوان الكائن البشري وفي عظمته أيضًا.
فريدريك نيتشه (1844- 1900 Friedrich Nietzsche)
إنَّ أهم ما يميز فلسفة نيتشه رفضُ التعاطي بالإنسان ومعه على قاعدة القيم والأخلاق التقليدية، فهو قد تجاوز ذلك بإبداع مصفوفة أخلاقية خاصة به، فالإنسان الذي لا بدَّ من تجاوزه هو إنسانُ القيم البالية.
وإنسان نيتشه هو إنسان الخير والشر كما يراهما العقل، وتقييم الخير والشر عليه أن يكون " تقييمًا أرضيًّا وليس فوق أرضي (غير ميتافيزيقي)".
وقد عُرِف عن نيتشه نظرية (الإنسان المتفوق)؛ أي الإنسان المحارب الذي يجنِّد قواه وطاقاته الإثباتية كلها في الصراع من أجل التطور والتجاوز.
وقد دعا إلى تبنِّي إرادة القوة حسب مفهومه، وأخذت هذه العبارة كثيرًا من التحليل والجدل حتى وقتنا هذا.
كارل ماركس (Karl Marx 1818- 1883)
يُعدُّ الفيلسوف والسياسي والمنظِّر الاجتماعي كارل ماركس مؤسسَ الفلسفة الماركسية، ويُعدُّ مع صديقه فريدريك إنجلز مؤسسي الفكر الشيوعي الذي أصبح يُعرف فيما بعد بالاشتراكية العلمية.
فماركس صاحب مقولة "الدين أفيون الشعوب" كان يعدُّ أنَّ الدين لا يشجع الفكر الحر الذي ينتج؛ بل يبقيهم كالمخدرين دون طموح للتقدم والتغيير.
ومن أهم كتب ماركس كتاب (رأس المال) الذي بيَّن فيه أنَّ دراسة الاقتصاد عن طريق قوانين الجدل (الديالكتيك) تعطيه ارتباطًا وثيقًا بالفلسفة الماركسية؛ إذ أعاد ماركس تعريف الاقتصاد بتفاصيله من السلع وقوانين العرض والطلب وتطور العلاقات الاقتصادية.
جان بول سارتر (Jean-Paul Sartre 1905-1980)
كان سارتر فيلسوفًا وأديبًا وكاتبًا مسرحيًّا وسينمائيًّا، ولكنَّ أهم ما يميزه طرحُه الفلسفة الوجودية؛ إذ تقوم هذه الفلسفة على نظرة إلى الإنسان الفرد الذي ترى أنَّ "وجوده" أهم صفاته، وأنَّه غايةٌ في حدِّ ذاته، ولا أهداف "ما ورائية" لوجوده؛ بل هو الذي يحدد أهدافه بنفسه.
وكان إدراك الحرية ووعيها الخطوةَ الأولى في فلسفة سارتر، ولكنَّ استخدام هذه الحرية وتصرفه بها هو الخطوة الثانية.
تأثر سارتر بالفيلسوف رينيه ديكارت؛ ففلسفته تبدأ من التأكيد المطلق على الوعي بالنفس، أنا بصفتي كائنًا مفكرًا موجودٌ.
وتأثر بفلسفة الفينومنولوجيا لإدمون هاسلر ومارتن هيدجر أيضًا.
معلومات الكتاب: