تأثير التعاون بين الآباء والمعلمين في تعلُّم الأطفال
المكتب الإعلامي >>>> حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
عندما يصل الطفل إلى عمرٍ يجب أن يبدأ فيه بالتعلم خارج المنزل؛ تبدأ مرحلةٌ جديدةٌ في حياة العائلة تتطلب مبادرةً تعاونيةً بين الوالدين في المنزل والمعلمين في الروضة أو المدرسة؛ لأنَّ الأطفال يتعلمون أفضل عندما يعمل البالغون وغيرهم من أفراد الأسرة والمجتمع معًا لتشجيعهم ودعمهم (2)، ولكن نظرًا إلى أن المجتمع أصبح أكثر تعقيدًا، فقد تدهورت هذه العلاقات؛ إذ لا يتوفر للمعلمين ولا للأهالي الوقت الكافي ليتعرف بعضهم إلى البعض، وفي مجتمعات عدة؛ لا يُشجَّع الأهل على قضاء الوقت في المدرسة ويُتوقَّع من المعلمين استشارة أفراد الأسرة فقط عندما يكون الطفل في مأزق (4).
في حين أن المدارس والأُسر لا تتفق في المواضيع جميعها؛ فإنّ وجود هدفٍ مشتركٍ واحدٍ على الأقل سيسهّل تطوير علاقة تعاونية. والاعتراف بأنّ المدرسة والمنزل يتشاركان في المسؤولية لتحقيق هذا الهدف يعزز العلاقة التعاونية بين الطرفين (1). وأظهرت الأبحاث أنّ التعاون بين المعلمين والأسر يُمكن أن يؤثر في الإنجازات الأكاديمية للطلاب والتلاميذ إضافةً إلى التنمية الاجتماعية (4).
وبذلك فالتعاون بين الأسرة والمدرسة هو وسيلةٌ فعالةٌ لدعم المشاركة الإيجابية وتمكينها للوالدين، والجمع ما بين موارد الأسرة والمجتمع لإثراء عملية تعلم الطالب، والمبادئ الأساسية للتعاون الفعّال بين الأسرة والمدرسة:
- الآباء والأسر هم المُربي الأول والدائم لأطفالهم.
- التعلم هو عملية تمتدُّ مدى الحياة وتحدث في أماكن متعددة.
- يزدهر التعاون بين المدارس والأهالي عندما يُقدَّر التنوع بين الأُسَر ونقاط القوة في كل أسرة، واستفادة المعلمين منهما.
- ينمو التعاون عن طريق تبادل الثقة والاحترام والمسؤولية (3).
مسؤولية المعلمين
ما الذي يستطيع المُعلمون تقديمه لتسهيل عملية التعاون مع الأهل وتحقيق أفضل النتائج؟
- استخدام إستراتيجيات تواصلٍ فعالةٍ في أثناء العمل مع الأهالي عن طريق الاستماع باهتمام إلى ما يُقلق الأسرة. ويجب أن يكون المعلمون على دراية بالكلمات التي يستخدمونها، وتجنّب المصطلحات اللغوية المعقدة وتفسير المصطلحات غير المألوفة عندما يشعرون بأن الأهل لم يفهموا الموضوع تمامًا (1).
- تقدير مساهمات الوالدين وأفراد الأسرة. وبالتأكيد لدى المعلمين خبرةً أكبر من معظم أفراد الأسرة، إلا أنّ الوالدين لديهما المعرفة والخبرة المكتسبة من العيش مع أطفالهما (1)، فيجب الاستماع للوالدَين باحترام والاستجابة لأفكارهما ورغباتهما تجاه أطفالهما (2).
مسؤولية الأهل
لأن المسؤولية تجاه الطفل وعملية التعليم هي مسؤوليةٌ مشتركة، يمكن للوالدين بذل المزيد من الجهود للتواصل مع معلمي أطفالهما وموظفي المدرسة بطرائق مفيدة، ومناقشة احتياجات أطفالهما واهتماماتهم لتنمية تعليمهم؛ لذا يمكنكم اتِّباع ما يأتي لمساعدة أطفالكم في تجربتهم التعليمية:
- بادروا بأول اتصال مع معلمي أطفالكم سواء عبر الهاتف أم شخصيًّا، لتتحدثوا معهم في بداية العام الدراسي قبل أن تساوركم أية مخاوف بشأن وضع أطفالكم في المدرسة.
- تحلّوا بالاحترام والاستعداد لمعرفة ما يفعله أطفالكم في المدرسة.
- تحدثوا مع المعلمين حتى عندما تكون أمور أطفالكم مستقرة. فعندما تحدث المشكلات؛ سيكون من الأسهل عليكم حلّها إذا كانت لديكم علاقة جيدة مع المعلم مسبقًا.
- أبلغوا المعلمين بالأمور المهمّة التي تحدث في حياة أطفالكم، يشمل ذلك حالات الوفاة في العائلة أو الطلاق وغيرها؛ إذ يُمكن أنْ تؤثّر هذه الأحداث في سلوك طفلكم في المدرسة وقدرته على التعلم، والتعرف إلى هذه الأحداث الكبيرة يساعد المعلمين على فهم التغييرات السلوكية للطفل وتقديم الدعم (2).
وبذلك يجب العمل دائمًا على فكرة أن الأهل والمدرسة كلاهما يريدان الأفضل للأطفال. وبصفتك أحد الوالدين؛ اعمل مع المعلمين جنبًا إلى جنب وتواصل معهم دائمًا لتعزيز عملية التعلم لطفلك (2).
المصادر: