رسالة من "هبة القواس" إلى "الباحثون السوريون"
المكتب الإعلامي >>>> حكوا عنّا
نص الرسالة:
"بيت مري، في 2014/8/26"
"الباحثون السوريون"
في زمن يبحث فيه السوريون عن أمنهم وقوتهم وبقائهم وعن طمأنينة ما، يبرز باحثون سوريون يبحثون عن الجوهر. يبحثون عم يقدمونه للسوريين والعرب من مادة علمية، موسيقية، فلسفية، أدبية وفنية... يبحثون عمّا يساهم في بناء الإنسان. لعلنا نكون في أمسّ الحاجة اليوم الى مادة تصل لشعوبنا تبني ما هدّمته الحروب والوسائل الإعلامية المستجدية للغرائز. وما هدّمه الاستفحال في الكبت النفسي انغلاقاً أتى أم انحلالاً... في زمن علا فيه صوت الغريزة في الدين والطائفة والمذهب وفي أصوات أشباه المغنين وفي تشويه الموسيقى والفنون وفي شبه السياسة وأشباه السياسيين... في هذا الزمن لا سبيل لنا إلا بإعلاء الثقافة وانفتاح العقل وإعلاء النفس إلى بعض من مراتب الروح.
نحن شعوب لا تقرأ، وقد ازددنا استفحالاً بالجهل المدقع فقتلنا أنفسنا وضللنا الطريق.
في هذا الزمن الباحث عن مأوى للروح الهاربة من كل هذا الجنون، يأتون بشعلتهم باحثون عن العلوم وفي العلوم بكافة مرافقها ومعارفها. علّ هذه الشعوب العظيمة بذاكرتها، الحاملة جينات التاريخ تستعيد وعيها من لاوعيها الجماعي العظيم، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بالثقافة.
الثقافة هي طريقة حياة، طريق نور، هي نبض الأرض في عروقنا. هي مستوعب تطوّر الإنسان وفكره البشريّ عبر التاريخ بكافة إنجازات هذا الإنسان الإيجابية العظيمة.
شكراً لكم أيها الباحثون السوريون فنحن بأمسّ الحاجة إلى تنقية الهواء من ابتذال السياسة في عالمنا...
نحن في أمس الحاجة الى الوعي...
في أمس الحاجة الى ما ينقذ بقايانا كمجتمع...
إن نشركم للعلوم وبطريقة مبسطة هو ما نحتاج إليه اليوم لردم الهوّة.
هو ما نحتاج إليه لمدّ جسور المعرفة الى شعوبنا التائقة إلى الأمل...
نحن في أمسّ الحاجة إلـى "باحثين" في جميع بلداننا العربية...
إلى "الباحثين العرب" ينتشرون وينشرون الوعي والعلوم...
مجتمعاتنا تائقة إلى معرفة تقترب من فكرهم بوسائل محبّبة. والشبكة المعلوماتية المتوّفرة اليوم تنتظر تقريب العلوم والموسيقى الكلاسيكيّة والفنون والآداب بكل الطرق الجاذبة.
نحن مجتمعات فرديّة. أفراد استطاعوا أن يحقّقوا وإن بمفردهم إنجازات كبيرة ومهمّة، مستمدّين عبقريتهم من جيناتهم الحاملة عبق التاريخ ومن مثابرة لا تعرف الكلل.
شكرا لكم جزيلاً، ولمبادرتكم حيث يعود بنا أمل التطور إلى مجتمع زاهٍ بأفراده المُنجزين.
شكراً لنشركم معارف الإنسان.
شكراً لمحاربتكم الحروب بالوعي.
فنحن بأمسّ الحاجة إلى كلمة الله في القلوب والعقول.
وحده النور في القلب والعقل سبيل.
وحدها المعرفة تجعلنا أقرب إلى إنسانيتنا.
هبة القواس".