قد يراودنا فضول لمعرفة السبب وراء كثرة أسئلة الأطفال، ويستفسرون عن أدق التفاصيل وبعض الأمور المسلَّم بها وربما أعقدها، و يرافق أسئلتهم خيال وتكهنات تتخطى حدود البالغين. 
 وبهذا يبدو أنّ الأطفال في أعوامهم الأولى يسبحون في عالمهم الخاص من التحليل الفلسفي، انطلاقًا من كون الفلسفة تنطوي على حب الحكمة والتفكير التحليلي.  
تباينت الآراء بين مؤيدة لهذه الفكرة ومعارضة لها…
وفقًا لعالم النفس السويسري جان بياجيه؛ إنّ معظم الأطفال غير قادرين على التفكير الفلسفي، ويعودُ هذا لعدم قدرتهم على "التفكير في التفكير"؛ وهو نوع من التفكير المعمَّق الذي يميز التفكير الفلسفي. 
ويرى الفيلسوف غاريث ماثيو أن هذه الاستنتاجات فشلت في رؤية التفكير الفلسفي لدى الأطفال، وقدّم عدة أمثلة لتأكيد قدرتهم هذه.. منها:
- سأل طفلٌ في عمر ست سنوات تقريبًا، أبي! كيف يمكن لنا أن نتأكد أن كلَّ شيءٍ ليس حلمًا؟
 بل وذهب بعيدًا ليثبت قدرة الأطفال على المناقشة الفلسفية المستمرة بإجراء مجموعة من التجارب المطوَّرة مع الأطفال، والتي أثارت بدورها نقاشًا حيويًّا فيما بينهم. 
و يرى أنَّ حقيقةَ الحدِّ من قدرة التفلسف لدى الأطفال تعودُ إلى تأثير البالغين فيهم، ما يجمِّد هذه النزعة الفلسفية في عقولهم، وهذا عن طريق وضع مفاهيم تقييدية للتفكير، وتدعيم لوجهات نظرهم الراشدة في عقول الأطفال؛ ما يحدُّ ويُقيِّد التفكير الفلسفي لديهم.
نظرًا لأهمية النقاش.. هل تدعم طفلك وتخوض معه حوارًا فلسفيًّا؟

المصادر:
محرّر من مقالنا: هنا