كاميرا بحجم لقمة، لماذا قد تحتاج ابتلاعها؟
الطب >>>> مقالات طبية
وتُنقل هذه الصور المحفوظة على المسجل إلى جهاز كمبيوتر يحتوي برنامجًا خاصًا يربط الصور معًا لإنشاء فيديو، فيستغرق الأمر من بضعة أيام إلى أسبوع أو أكثر لتلقي نتائج التنظير بالكبسولة (1).
ويتمتع هذا الإجراء بإنتاج صور عالية الدقة (512× 512 ميغا بيكسل)(3)، وبقدرة تكبير 8 أضعاف، والكشف عن الآفات الصغيرة (0،1-0،2 ملم)، فيمكنه ملاحظة الزغابات المعوية بسهولة في أثناء الفحص (4).
أُجري أول تنظير كبسولة عام 1999، وحصل على موافقة FDA لاستخدامه في الممارسة السريرية عام 2001 (3).
وقد أصبح التنظير الداخلي بالكبسولة منذ إدخاله بالممارسة السريرية هو الإجراء الأول للفحص في بعض أمراض الأمعاء الدقيقة، فقد أحدث ثورة في التصوير غير الباضع للأمعاء، وقد تطورت هذه التقنية في غضون سنوات قليلة وأصبحت أداة ثمينة لفحص الأنبوب الهضمي بأكمله تقريبًا، إذ توسعت مجالات تطبيقه لتشمل أيضًا أمراض المري والقولون. ويمكن تفسير هذا الاهتمام الكبير به لطبيعته غير الغازية، وتوفير راحة للمريض، والوصول إلى مناطق لا يمكن أن الوصول إليها عبر التنظير التقليدي (4).
كما ذكرنا، يستخدم التنظير بالكبسولة لتقييم المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والقولون، إذ تُتناول الكبسولة ومن ثم تنتقل عبر المريء إلى المعدة ومن خلال العضلة البوابية إلى العفج فالصائم والدقاق وبعدها إلى القولون، ومن ثم تخرج في أثناء حركة الكولون (3).
ويوصى بإجراء التنظير بالكبسولة من أجل:
يجب أن يستعد المريض قبل إجراء التنظير بالكبسولة وذلك عبر عدة خطوات: كالتوقف عن تناول الطعام والشراب قبل 12 ساعة على الأقل - يمكن في بعض الحالات استخدام المليِّنات قبل التنظير لتفريغ الأمعاء الدقيقة-، والتوقف عن تناول الأدوية مع الإجراء لمنع حدوث أية تداخلات، ومن المهم بعد ابتلاع الكبسولة عدم ممارسة التمارين الشاقة أو رفع الأشياء الثقيلة (1)، ويكتمل الإجراء بعد حوالي 8 ساعات أو عندما تُرى الكبسولة في المرحاض نتيجة حركة الأمعاء (1).
ويختلف الجهاز الهضمي لكل شخص عن الآخر، فمن الممكن اكتمال خروج الكبسولة في غضون ساعات لأيام، لكن في حال عدم رؤية الكبسولة في المرحاض بعد حوالي أسبوعين يجب إعلام الطبيب من أجل إجراء صورة أشعة سينية لمعرفة ما إذا كانت الكبسولة لا تزال في الجسم أو لا (1).
وعلى الرغم من أن التنظير بالكبسولة قد شهد تطورات كبيرة خلال مدة زمنية قصيرة منذ إدخاله في الممارسة السريرية لكنَّ استخدامها يحمل عديدًا من المحددات، إذ يعد التنظير بالكبسولة تقنية بصرية بحتة دون القدرة على الحصول على عينات خزعات أو إجراء مناورات علاجية، والعيب الأكثر أهمية عدم قدرة المشغل على التحكم بحركة الكبسولة في أثناء عبورها الأنبوب الهضمي، والكبسولات الموجودة حاليًّا غير قادرة على تحديد موقع الآفات أو تحديدها بدقة، وقد يصعب التصوير بسبب وجود فقاعات أو مواد غذائية؛ وعلى العكس التنظير التقليدي لا يمكن إجراء تنظيف أو شفط أو نفخ هواء للحصول على صور أفضل، وتُشغل الكبسولات عبر بطاريات محدودة العمر قد تنفد قبل اكتمال الفحص، ومن الممكن أن يُغفل تصوير الآفات في العفج والصائم القريب بسبب العبور السريع للكبسولة. أخيرًا يحمل التنظير بالكبسولة تكلفة مرتفعة وقد يستغرق الأمر أكثر من ساعة لقراءة فحص مدته 8 ساعات (4).
ولسوء الحظ لا يمكن لأي من الكبسولات الموجودة حاليًّا إجراء العلاج، لكن تُطوّرحاليًا كبسولات من أجل إيصال الأدوية إلى مناطق مرضية معينة من الأنبوب الهضمي، و يفيد من ذلك عدد من الحالات المرضية مثل استخدام دواء لإرقاء (تخثير) الآفات النازفة أو تطبيق ستيرويد موضعي (drug delivery). ومن المحتمل خلال الخمسة عشر عامًا القادمة أن يحل التنظير بالكبسولة مكان التنظير التشخيصي التقليدي، وقد يسمح بتنفيذ معظم الإجراءات العلاجية دون ألم أو حاجة للتخدير (4).
بالتأكيد، هناك عديد من مضادات الاستطباب لاستخدام التنظير بالكبسولة، فمثلًا؛ تسبب اضطرابات البلع صعوبة في تناول الكبسولة، ويجب ألّا تخضع النساء الحوامل للتنظير بالكبسولة نظرًا لعدم وجود دراسات عن سلامته لدى هذه الفئة من المرضى (3)، كذلك يجب الحذر من استخدامه لدى مرضى السكري أو الذين لديهم جراحة بطن كبرى سابقة، ولا ينبغي أن يخضع المرضى للتصوير بالـ MRI حتى تخرج الكبسولة (5).
يعد التنظير بالكبسولة آمنًا عامةً، لكن من المضاعفات النادرة جدًا انسداد الأمعاء، ويُشك بحدوثه بملاحظة حدوث انتفاخ أو ألم في البطن أو غثيان أو إقياء أو حمى أو مشكلة بالبلع عند التنظير (2)، ويجب إزالة الكبسولة التي تسبب أعراضًا أو علاماتٍ تشير إلى انسداد عبر الجراحة أو عبر إجراء التنظير الهضمي التقليدي بناء على مكان توقف الكبسولة (1). ويكون خطر احتباس الكبسولات أكبر لدى المرضى الذين يعانون تضيقات أو نواسير أو انسدادات معروفة أو مشتبه بها؛ لذا يمنع استخدام التنظير بالكبسولة لدى هؤلاء المرضى بسبب خطورة حدوث الانسداد (3).
أخيرًا: من أجل معلومات أكثر عن تركيب الكبسولة وآلية عملها يمكنكم قراءة مقالنا السابق: هنا
المصادر:
2-Singeap A-M، Stanciu C، Trifan A. Capsule endoscopy: The road ahead. World J Gastroenterol. 2016 Jan 7;22(1):369–78. doi: 10.3748/wjg.v22.i1.369
3-Endoscopy: Background، Indications، Contraindications. 2020 Jan 21 [cited 2020 Dec 29]; Available from: هنا
4-Robertson KD، Singh R. Capsule Endoscopy. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2020 [cited 2020 Dec 29]. Available from: هنا
5-Capsule Endoscopy | Michigan Medicine [Internet]. [cited 2020 Dec 29]. Available from: هنا