زراعة الكبد في سوريا أصبحت واقعاً.
نجاح أول عملية زراعة كبد وأملٌ بالمزيد.

التقينا اليومَ الدكتور ‘فادي ريّا’ أحد المشاركين في عمليةِ زراعة الكبد، الأولى من نوعها محلياً، والتي أجريت يومَ السبت 6/2/2016 في مشفى الأسد الجامعي بدمشق.

• يقول الدكتور فادي عن هذه الخطوة التي تعتبر إنجازاً في تاريخ سوريا:
"تعتبر هذه العمليةُ أولَ عملية زراعةِ كبد في سوريا، ولأولِ مرةٍ في تاريخِ زراعة الكبدِ في العالم والتي يفوق عمرها أكثر من خمسين عام، تجرى تقنيةُ (زراعة كبدِ مساعدٍ، تُعتبَر هذه التقنية صعبةً مقارنةً مع تلك التي يتم فيها أخذ الكبد من مريض متوفى دماغياً)."
• ويكمل:
"لأول مرّة تتمّ في بلد خارجَ أوروبا وآسيا وإفريقيا عمليةُ زراعةِ كبدٍ دون مساعدة أجنبية."
"لأول مرة في التاريخِ سابقاً ولاحقاً تُجرى عمليةٌ كهذه بتقنياتها العالية وتعقيداتها الجراحية في بلدٍ يمر بالظروف الصعبة التي تمرّ فيها سوريا حالياً سواء كانت أمنيةً أو اقتصاديةً صعبةً في ظلّ غياب العديد من الأدوية والأجهزة والتقنيات اللازمة لهكذا عمليات".
• كيف تمت العملية؟
"تم قطعُ الجزءَ الأيسرَ من كبدِ قريبِ المريض (مُتبرِّع حي)، وزرعِها للطفلِ البالغ من العمر 11 سنة، والمُصابِ بمرضٍ استقلابي ولاديّ يَرفع مستويات البيلروبين في الدم ويدعى (كريغلر نجار النمط 1*)".
"تمّت العمليةُ بخبرةٍ وطنية بحتةٍ بتكاملِ وتعاضدِ فريقٍ متكامل من مشفى الأسد الجامعي من أطباءَ وممرضين وإداريين وصولاً إلى النجاح الباهر الذي يُعتبر إعجازاً علمياً للأسباب سابقة الذكر".
"كانت تكلفةُ العملية أقلُّ بحوالي عشرةِ أضعافٍ من تكلفتها في خارج البلد، واستغرقت أشهراً عديدة من الدّراسة وصولاً إلى إجراء العمل الجراحي الذي استغرق حوالي 10-12 ساعةً، ونستطيعُ اعتبارَها قد نجحت بمجرد أن انتهت العملية بسلام، و- ككلّ العمليات الجراحية - ما قد يحصل لاحقاً سيكون من مُضاعَفات واختلاطات العمل الجراحي".

• تُعتبر هذه العملية بدايةً لمشروعِ زراعةِ الكبد في سوريا من الآن فصاعداً التي أصبحت واقعاً، وفي هذا الصدد عبّر الدكتور فادي عن أملِه بتلقّي المساعدة الحقيقية لهكذا مشروع طبّيٍّ ضخم من جهات القطاع الصحي المعنية سواء الحكومية أم الخاصة.
• وفي هذا الصدد يقول الدكتور فادي:
"بدأت زراعةُ الأعضاء في سوريا عام 1979 بزراعةِ الكليةِ والتي أصبحت سوريا رائدةً فيها على مستوى العالم، ولكن للأسف بقينا أكثرَ من ثلاثين عاماً حتى جاءت خطوة زراعة الكبد، على أملِ تطويرِها وتوسيعِ نطاقها لتشملَ زرع الأعضاء الأخرى مثل البنكرياس والقلب والرئة، والتي تحتاجُ إلى اهتمام حقيقي من الموجودين في مراكز صنع القرار".

• وبعد لقاء أهل المريض أعربوا عن فرِحِهم بهذا الإنجاز على أملِ أن ينهي معاناةَ طفلهم ويكونَ خطوةً لعمليات مماثلة قد تكون الفرصة الوحيدة في الشفاء لبعض المرضى.

• نذكر أسماء الكادر الطبي الذي قام بإجراء العمل الجراحي، نقلاً عن ‘الأستاذ الدكتور محمد علي النحاس’:
ضمّ الفريق الذي كان بإدارة الأستاذ الدكتور محمد الأحمد وبتسهيل وتشجيع من مدير المشفى أ.د حسام الدين شبلي والسيد معاون المدير للشؤون الطبية أ.د جهاد عابدين:
▪ جراحة عامة وزراعة كبد: أ.د محمد الأحمد، د. فادي ريا، أ.د بيان السيد، د.علاء حانوت.
▪ جراحة أوعية دموية: أ.د محمد علي النحاس، د. عمار محمد، د. أحمد خضور.
▪ تخدير: أ.د نجوى رقماني، د. عبد اللطيف أحمد.
▪ أمراض الكبد: أ.د أيمن علي.
▪ أمراض الكلية: أ.د قصي حسن.
▪ مخبر: أ.د فوزة منعم، د. سامر محمود، د. أكثم اسكندر، د. ربيعة النحاس، د. وفاء حبال، د. زكية الحارث.
▪ أشعة: د. أيهم ديب، د. تيسير مرعي.
▪ ومجموعة من طلاب الدراسات العليا.
▪ الكادر التمريضي: السيد سام شوحاكر، والآنسة شروق.

*كريغلر نجار هو مرض وراثي نادر يسبب ارتفاع مستويات البيليروبين في الدم، دون حدوث انحلال للدم، حيث للبيليروبين دورٌ في انحلال الدم عادةً، ويعاني المريض "الرضيعُ غالباً أو الطفل" فيهِ من اصفرارِ لون الجلد والملتحمةِ والأغشية المخاطية.
يمكنكم متابعة معلومات أكثر عن اليرقان في المقال التالي:
هنا