كيف يُعقل استخدام مضاد جرثومي في إصابات فيروسية!
الكيمياء والصيدلة >>>> تأثير أدوية
ويتمتع الـAZM بعمر نصفي طويل لكونه يتوزع توزعاً كبيراً في الأنسجة؛ خاصة في الرئتين ولوزتي الحلق والبروستات. وعادة ما يعطى فمويَّاً، ولكن تتوفر أشكال حقنية منه للمرضى غير المتحمِّلين للدواء الفموي، ويعطى الأزيترومايسين للبالغين والأطفال فوق الستة أشهر (1,3,5).
يُستَطبُّ الـAZM في علاج إنتانات الجهاز التنفسي البكتيرية مثل ذات الرئة، وفي علاج الإنتانات الهضمية والبولية التناسلية والجلدية وداء لايم****، إضافة إلى أنه يفضل على غيره من الماكروليدات في علاج بعض الإنتانات المنتقلة عن طريق الجنس (2,3,5).
ويعد الصاد الحيوي الأكثر أهمية في الوقاية من الإنتان البكتيري الثانوي المرافق للإصابة بفيروس كورونا المستجد أو العلاج من هذا الإنتان، وقد رجَّحت بيانات حديثة أن أحد أنواع البكتيريا (Prevotella) المتواجدة في الفلورا الطبيعية للرئتين قد تكون متورطة في إمراضية فيروس SARS-CoV-2؛ إذ إنها قد وُجدت بكميات كبيرة وغير طبيعية عند مرضى الحالات الشديدة. ويشكل الـAZM أهم العلاجات المرجحة للإنتانات المتسببة بالـPrevotella؛ فهو يخفض من الالتهاب المحرض بهذه الجراثيم (1,2).
إضافة إلى خصائصه المضادة للجراثيم؛ دلَّ عدد من الدراسات المجراة في الزجاج (in vitro) وعلى حيوانات التجربة أنّ للماكروليدات تأثيرات مُعدِّلة للاستجابة المناعية ومضادة للالتهاب؛ فقد لوحظ أن الـAZM يحد من تفاقم الأذية في الأمراض التنفسية المزمنة، فضلاً عن أنه أبدى فعالية مضادة للفيروسات في الزجاج و/أو في العضوية الحية على عدد من الفيروسات مثل Zika ، Rhinovirus، فيروس الإنفلونزا N1H1، الإيبولا، إضافة إلى فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2)؛ فهو يعمل على خفض دخول الفيروس إلى الخلايا، ويعزز الاستجابة المناعية ضد الفيروسات عن طريق آليات عدَّة (1-3).
أمَّا فيما يخص تحمُّل الأزيترومايسين؛ فهو دواء جيد التحمل نسبياً، ومن آثاره الجانبية الشائعة الحدوث: الصداع والدوار بالإضافة إلى الانزعاج الهضمي الذي قد يترافق مع غثيان أو إقياء أو إسهال، وهذه الآثار بمجملها عكوسة، وتتراوح شدتها بين الخفيفة إلى المتوسطة. وقد يترافق استعماله مع حدوث آثار جانبية خطيرة؛ مثل تطاول فترة QT؛ مما قد يؤدي إلى حدوث لانظميات قلبية، ومع ذلك فإنه الماكروليد الأقل تداخلاً مع الأدوية التي تؤدي إلى تطاول فترة QT، والأضعف تثبيطاً لأنزيمات السيتوكروم، وهو آمن نسبياً في الحمل والإرضاع، ولكنه قد يسبب إسهالاً عند الرُّضع (5-1,3).
وبناء على ما سبق؛ نلاحظ أن حرائك الـAZM وتحمله الجيدَين يساهمان في كونه علاجاً مفيداً وفعالاً لعدد من الإنتانات الجرثومية، ويوجد العديد من البراهين والحجج التي تدعم فعاليته في علاج الإصابة بفيروس كورونا المستجد؛ بما فيها تأثيراته المضادة للفيروسات والمعدلة للاستجابة المناعية، ولكن لابد من إجراء المزيد من الدراسات السريرية للتحقق من فعاليته بوصفه علاجاً وحيداً للمصابين بهذا الفايروس (3,1).
وأخيراً؛ لابد من التنويه إلى أن الاستخدام غير الضروري والمضبوط للصادات الحيوية قد يؤدي إلى ظهور المزيد من السلالات الجرثومية المقاومة وتطورها؛ مما قد يفاقم الوضع الحالي ويزيد من خطورته (6,3).
*الماكروليدات: أحد مجموعات الصادات الحيوية التي تضم الكلاريترومايسين Claithromycin الأزيترومايسين Azithromycin والأريترومايسين Erythromycin، وهي تعمل على تثبيط النمو الجرثومي (7).
**الجراثيم الإيجابية والسلبية الغرام: طريقة لتصنيف الجراثيم بناء على اللون الذي تكتسبه بعد تطبيق ملون خاص هو البنفسجية المبلورة (8).
***الريبوزوم Ribosome: جسيم يتواجد بأعداد كبيرة في الخلايا الحية، ويعد مسؤولاً عن اصطناع البروتين (9).
****داء لايم: ينتقل إلى الإنسان عن طريق عضة القراد الأسود الأرجل الحامل للعدوى، وتتظاهر الإصابة على هيئة صداع وترفع حروري وتعب، بالإضافة إلى طفح جلدي مميز يطلق عليه اسم حمامي هاجرة (10).
لمعلومات أكثر فيما يتعلق بمقاومة الصادات الحيوية؛ اطلع على مقالنا الآتي هنا
المصادر: