فقر الدم وحلوله التغذوية
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
يوجد عدد كبير من أشكال فقر الدم، ولكل منها أسبابه الخاصة، إذ يمكن أن يكون فقر الدم مؤقتًا أو طويل الأمد، ويمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد، وتتراوح علاجات فقر الدم تبعًا لشدة المرض من تناول المكملات الغذائية إلى الخضوع لإجراءات طبية، فقد تتمكن من التغلب على بعض أنواع فقر الدم عن طريق اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع (1-3).
الأعراض:
تختلف علامات فقر الدم وأعراضه حسب السبب، وعمومًا قد تتضمن العلامات والأعراض تعبًا ووهنًا عامًا، وشحوبًا أو اصفرارًا في الجلد، مع عدم انتظام ضربات القلب، وضيق التنفس، والدوخة أو الدوار، وبرودة اليدين والقدمين، والصداع.
بدايةً يمكن أن يكون فقر الدم خفيفًا جدًا على نحو غير ملحوظ، لكن الأعراض تتفاقم مع تفاقم فقر الدم (1-3).
أنواع فقر الدم:
- فقر الدم اللاتنسجي Aplastic anemia
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد Iron deficiency anemia
- فقر الدم المنجلي Sickle cell anemia
- الثلاسيميا (فقر دم حوض البحر المتوسط) Thalassemia
- فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات Vitamin deficiency anemia
- فقر الدم الناجم عن الالتهاب Anemia of inflammation
- فقر الدم المصاحب لمرض نخاع العظام Anemias associated with bone marrow disease
- فقر الدم الانحلالي Hemolytic anemias
- إضافةً إلى أنواع أخرى
وسنتناول في هذا المقال كلًّا من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وفقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات، كونهما الأكثر تأثرًا بالحالة التغذوية (1-3).
أولًا - فقر الدم الناجم عن نقص الحديد:
تبلغ الحاجة اليومية من الحديد للإنسان الطبيعي 8 ملغ للرجال والسيدات بعد سن الـ 51، و18 ملغ للنساء، و27 ملغ للحوامل، و9 ملغ للمرضعات، كذلك تبلغ 11 و15 ملغ للمراهقين من الذكور والإناث على التوالي (4).
وفي حال كان المدخول اليومي غير كافٍ، فإن الجسم لن يكون قادرًا على إنتاج خلايا دم حمر جديدة، لذا قد يوصي الطبيب في حال فقر الدم الناجم عن عوز الحديد بأقراص الحديد التي لا تستلزم وصفة طبية بغية تجديد مخازن الحديد في جسمك، مع تحديد الجرعة الصحيحة لك.
ولتحسين فرص امتصاص جسمك للحديد الموجود في الأقراص قد يُطلب منك:
- تناول أقراص الحديد على معدة فارغة - إذا أمكن- وذلك لارتفاع فعالية امتصاصها عند تناولها على معدة فارغة. ولكن نظرًا لأن أقراص الحديد يمكن أن تزعج معدتك، فقد تضطر إلى تناولها مع وجبات الطعام.
- لا تتناول الحديد مع مضادات الحموضة، فالأدوية التي تخفف أعراض الحرقة على الفور يمكن أن تتداخل مع امتصاص الحديد، لذلك ينصح بأخذ الحديد قبل ساعتين من تناول مضادات الحموضة أو بعد أربع ساعات.
- تناول أقراص الحديد مع فيتامين C الذي يحسن امتصاص الحديد، ويوجد بكثرة في الحمضيات وعصائرها بأنواعها، والفلفل، والفراولة، والبروكلي، والملفوف، والقرنبيط، والطماطم، وفي مكملات فيتامين C أيضًا (5).
- لا يمكن تصحيح نقص الحديد بين عشية وضحاها، قد تحتاج إلى تناول مكملات الحديد عدة أشهر أو أكثر لتجديد مخزونك من الحديد، وعمومًا ستبدأ في الشعور بالتحسن بعد أسبوع أو نحو ذلك من العلاج (1,2).
المصادر الغذائية الأكثر وفرة للحديد:
المصادر الحيوانية (الحديد الهيمي heme iron): اللحوم (الحمراء والبيضاء)، وكبدة البقر أو الدجاج، والسردين المعلب، والتونا.
المصادر النباتية (الحديد اللاهيمي non-heme iron): حبوب الفطور المدعمة، والفاصولياء، والشوكولا الداكنة، والعدس، والسبانخ، والبطاطا غير المقشرة، والجوز، والأرز والخبز المدعم (4,6).
وتعد كفاءة امتصاص المصادر الحيوانية أعلى من المصادر النباتية وذلك لاحتواء المصادر النباتية على مواد مثل حمض الفيتيك والتانينات والتي تمنع امتصاص الحديد الموجود فيها (6).
ثانيًا - فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات:
وخصوصًا فيتامين B12، وتحدث الإصابة بهذا النوع من فقر الدم إذا لم يحصل الشخص على كفايته من هذا الفيتامين في النظام الغذائي، ومصادره هي الحليب والبيض واللحوم، ومن المرجح أيضًا أن تكون نسب هذا الفيتامين منخفضة لدى كبار السن بسبب انخفاض كفاءة امتصاصه مع التقدم في العمر، لذا يزداد احتمال إصابتهم بهذا النوع من فقر الدم، كذلك الأمر لدى النباتيين الذين تفتقد أطعمتهم لهذا الفيتامين. ويحدث امتصاص الفيتامين B12 في الأمعاء بمساعدة بروتينٍ تصنعه المعدة يسمى "العامل الداخلي IF"، ويمكن أن تلاحظ حالات فقر الدم من هذا النوع عندما تكون الكمية التي ينتجها الجسم من العامل الداخلي غير كافيةٍ أيضًا، ويُشار إليه عندها بـ "فقر الدم الخبيث" (3,7).
ومن العوامل المؤهبة للإصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات:
1. الإصابة بمرض مناعي ذاتي يجعل جهازك المناعي يهاجم الخلايا التي تنتج العامل الداخلي في المعدة.
2. الخضوع لعملية جراحية لإزالة جزء من المعدة (حيث يتكون العامل الداخلي) أو الأمعاء، أو الإصابة بالدودة الشريطية.
3. الإصابة بمرض يؤثر في امتصاص الأمعاء للعناصر الغذائية، مثل داء كرون أو فيروس نقص المناعة البشرية AIDS أو بعض أنواع العدوى.
4. وجود بعض البكتيريا الضارة في الأمعاء.
5. تناول بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية والأدوية المضادة للتشنج.
6. الإدمان على الكحول (1,7).
كيف يُعالج فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات تغذويًا؟
تبلغ الجرعة اليومية من فيتامين B12 كميةً قدرها 2.4 مكغ للرجال والنساء فوق سن الـ14، و2.6 مكغ للحوامل، و2.8 مكغ للمرضعات (8).
وعادةً ما يكون علاج فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين B12 سهلًا ويحتاج اتباع الحمية الغذائية المناسبة وتناول بعض مكملات الفيتامينات. ويمكن اللجوء إلى تناول لحم البقر والكبد والدجاج الأسماك والمحار والسلمون وسمك التونة وحبوب الفطور المدعمة والحليب قليل الدسم واللبن والجبن والبيض، والخمائر الغذائية المدعمة وحليب الصويا أو الأرز المدعم. وقد يوصي طبيبك بتناول مكمل فيتامين B12 أيضًا على هيئة حبوب صيدلانية (8,7).
المصادر:
2. Anemia - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2019. Available from: هنا
3. Understanding Anemia - Diagnosis and Treatment [Internet]. WebMD. 2021 . Available from: هنا
4. Iron [Internet]. The Nutrition Source. 2021 . Available from: هنا
5. Vitamin C [Internet]. The Nutrition Source. 2021 . Available from: هنا
6. Top Iron-Rich Foods List [Internet]. WebMD. 2021 . Available from: هنا
7. What Is Vitamin B12 Deficiency Anemia? [Internet]. WebMD. 2020 . Available from: هنا
8. Vitamin B12 [Internet]. The Nutrition Source. 2021 . Available from: هنا