الأحداث الطقسية المتطرفة Weather Extreme Events
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
يُعرّف الحدث الطقسي المتطرف بأنه الحادثة التي يحدث فيها أن تكون قياسات الطقس أو المُناخ أو الظروف البيئية قريبة من الحدود العليا أو الدنيا للقياسات التاريخية. يشمل ذلك درجة الحرارة أو كميات هطول الأمطار وما يمكن أن يحدث بعدها من فيضاناتٍ أو شدةٍ وطول فترات الجفاف.
ويُمكن أن تُعرّف على أنها القياسات التي تُسجَّل في نطاق 5% أو 10% من القياسات التاريخية أو بمدى بعدها عن المعدل الطبيعي أو بتكراريتها أو احتمالية حدوثها (1).
ماذا عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟!
شهدت المنطقة بالفعل العديد من الظواهر الطقسية المتطرفة ويشمل ذلك موجات الجفاف المدمرة في الجمهورية العربية السورية ما بين عامي 1998-2000 و 2007-2010 ومثيلتها في المملكة المغربية ما بين عامي 1980-1994. ويندرج تحت ذلك الجفاف المسجل في منطقة القرن الإفريقي (الصومال وجيبوتي وإريتريا) في عام 2011 وموجة الجفاف المسجلة في لبنان والأردن عام 2014. إضافةً إلى ذلك أُثبِتَ حدوث العديد من التغيرات المهمة في الخصائص المناخية عن طريق العديد من الدراسات والأبحاث على المستويين الإقليمي والمحلي (2).
إلا أن الأسوأ لم يأتِ بعد، إذ تشير التوقعات إلى أن النصف الثاني من القرن الحالي سيشهد موجات حرٍّ شديدة وغير مسبوقة متضمنًا درجات حرارة عالية قد تستمر لعدة أسابيع مما يشكل تهديدًا على الحياة البشرية كما نعرفها. إذ من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 56° مئوية في بعض المناطق.
بحسب الدراسة ذاتها من المتوقع أن يعود ذلك بالضرر على ما يقارب نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي من المتوقع أن يبلغ عددهم حوالي 600 مليون نسمة سيعيش معظمهم في المناطق الحضرية (3).
إضافةً إلى ذلك؛ أشارت إحدى الدراسات التي بحثت في التغيرات المستقبلية في الخصائص المناخية والظواهر المتطرفة المرتبطة بها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى حدوث زيادةٍ في عدد موجات الحر ومدتها وشدتها إضافةً إلى إمكانية تعرض منطقة الشمال الشرقي للبحر الأبيض المتوسط (سواحل بلاد الشام) إلى موجات جفاف. ناهيك عن حدوث تغيرات وتناقض في كميات هطول الأمطار. مما يدعم فرضية استضافة المنطقة لبؤرِ ساخنةٍ وجافةٍ في نهاية القرن الحالي (2).
لا يقتصر الأمر على منطقة الشرق الأوسط فحسب، إذ توجد العديد من الأمثلة على الأحداث الطقسية المتطرفة في الأعوام الماضية في مناطق أخرى من العالم. منها موجة الأعاصير المدارية المتتالية التي دمرت شرق الكاريبي في عام 2017 وما حدث من شللٍ للإنتاج الزراعي في كافة أنحاء القارة الأوروبية في عام 2018 بعد أن عانت القارة من فصل ربيع بارد ورطب وفصل صيف حار وجاف أكثر من المعتاد (4).
لا يمكن حتى الآن الجزم بأن الاحتباس الحراري هو المسؤول الأوحد عن أيٍّ من هذه الأحداث المتطرفة. إلا أن الأبحاث الأخيرة بينت أن التغير المناخي ساهم بجعل حدوث الأحداث الطقسية المتطرفة أكثر احتمالًا أو أكثر شدةً أو أطول من ناحية المدة، ليس ذلك فحسب، بل ذكرت العديد من الدراسات الحديثة أن بعض الأحداث الطقسية المتطرفة المرتبطة بدرجات الحرارة لم تكن لتحدث لولا ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب بها الإنسان (1).
في خضم هذه المعمعة الطبيعية، يبقى أملنا في أن توقظ صرخات أنصار البيئة أصحاب القرار في العالم للبدء في وضع حدٍّ لما يمكن أن يصبح عصيّاً على الحل في المستقبل قبل أن يفوتنا قطار الوقت.
المصادر: