أظهرت الصور من المركبة الفضائية كاسيني تشكل جسم جليدي صغير ضمن حلقات كوكب زحل، مما يكون بداية لتشكل قمر ( تابع ) جديد لزحل ، وتوفر لنا الصور الأخيرة أدلة على كيفية تشكل بعض الأقمار المعروفة للكوكب .
يظهر في الصور الاضطرابات على حافة الحلقة الخارجية الأبعد، وواحدة من هذه الاضطرابات أكثر إشراقا بـ 20 مرة من المناطق المحيطة بها، كما يتواجد بعض النتوءات غير الاعتيادية عند حافة الحلقة والتي تكون بالعادة ذات مظهر مصقول ، ويعتقد العلماء أن هذه التأثيرات سببتها جاذبية جسم ما في مكان قريب ، ومن غير المتوقع أن يتضخم هذا الجسم بشكل اكبر بل انه من الممكن أن ينهار ، ولكن عملية التشكل هذه ستساعدنا على تطوير فهمنا لكيفية تشكل أقمار زحل الجليدية بما فيها قمر تيتان المتواري خلف غلافه الجوي الكثيف وقمر انسيلادوس الذي يختزن محيط من الماء تحت طبقته الجليدية، تلك الأقمار التي قد تكون تشكلت فيما مضى من حلقات سابقة وأكثر ضخامة ، كما يوفر لنا معلومات اضافيه عن كيفية نشوء الأرض والكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي .
و "بيغي" Peggy هو الاسم الغير رسمي للقمر الجديد لزحل والذي لا زال صغيرا جدا بقطر لا يتجاوز كيلو متر واحد فقط، يذكر أن مدى أحجام أقمار زحل الجليدية يعتمد على قربها من كوكب زحل فالأبعد عن الكوكب هو الأكبر،و العديد من أقمار زحل تتشكل أساسا من الجليد من نفس المكونات التي تشكل حلقات زحل وبناء على هذه الحقائق وغيرها من المؤشرات فقد افترض الباحثون مؤخرا أن هذه الأقمار تشكلت من الجزيئات الجليدية للحلقات، ثم ابتعدت عن الكوكب ومن الممكن أنها قد اندمجت في طريقها مع أقمار أخرى لتأخذ شكلها النهائي .
المركبة كاسيني سوف تقترب من الحلقة الخارجية لزحل في أواخر عام 2016 لتتيح لنا مشاهدة حدث مثير حول ولادة القمر الصغير ( بيغي ) ما يشكل فرصة لدراسة التشكل والتقاط صور واضحة له . ومن المحتمل أن تكون عملية تشكل الأقمار من حلقات زحل انتهت بولادة التابع بيغي وقد لا نشهد ولادة مماثلة بعد الآن ولهذا السبب العلماء يحاولون الاستفادة و التعلم من كل الملاحظات عن تشكل هذا القمر .
وخلص العلماء إلى نظرية تقول أن زحل كان يملك منذ فترة طويلة نظام من الحلقات اكبر وأكثر عددا ، وساهمت في ولادة أقمار كتلك الموجودة لديه حاليا ، ما أدى لاستنفاد عدد من تلك الحلقات، لذلك فان الأقمار التي تشكلت في وقت أبكر هي الأكبر والأكثر بعدا.

المصدر:
هنا