كتابة الورقة البحثيّة: المناقشة (Discussion)
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> كتابة الورقة البحثية
يُبرِزُ هذا القسم قدرةَ الباحث على التّفكير النقديّ في قضيةٍ ما، وتطويره حلولاً إبداعيّة لمشكلةِ البحث بناءً على نتائجِه (Results)، وتفسيرها منهجياً وفقاً للأدلة وصياغتها بوضوحٍ وعمق (1).
تهدفُ المناقشةُ إلى تفسيرِ ووصفِ أهميةِ النتائج الخاصّة بالباحث (1,2) في ضوء ما كان معروفاً بشأن مشكلة البحث التي يُحقَّق فيها، فتُوضِّح رؤىً جديدة لها اعتماداً على النتائج (1).
ترتبطُ المناقشة - غالباً - بالمقدِّمة (Introduction) من خلال أسئلةِ البحث أو الفرضيات التي طرَحَتْها والدراسة المرجعية التي أعدَّها الباحث مُسبقاً، إلّا أنها لا تُكرِّر المقدمة أو تُعيد ترتيبها؛ بل تسعى لتوضيح أهميّة نتائج البحث الحالي في تطويرِ إدراك القارئ لمشكلة البحث واستكمالِ ما توقّفتْ عنده الدراسات السابقة (1)، وتوضيح مُساهمة البحث في سدّ الثغرات الموجودة في مجال الدراسة (1,2). إضافةً لإمكانيّة إشارته - من خلال النتائج - إلى ثغراتٍ جديدة في الدراسات المرجعية لم يسبق أن كُشِف عنها مسبقاً أو وُصِفَت وصفاً كافياً (1).
تبدأُ المناقشةُ بفقرةٍ تمهيدية، تُعالِج سؤالَ البحث وفرضيّاتِه بأدلةٍ محددة من النتائج (1-3)، وعند وجودِ عدة تفسيراتٍ محتمَلة لنتيجةٍ ما؛ يُفضَّل ذكرُ كلّ تفسير على حدة (1,2) بعيداً عن الانحياز أو الفرضيّات المسبَقة (1)، إذ يساهمُ تقديم التفسيرات البديلة لنتائج البحث وتقييمها في إتاحة المزيد من فرص البحث (2).
ويُشار إلى الدراسات المرجعية السابقة - بالتوازي مع تفسير النتائج - وكيفيّة ارتباط نتائج البحث الحالي بالنتائج المرجعية، فيُقارِن الباحث نتائجه بنتائج دراساتٍ مماثلة من حيث نقاط التشابه والاختلاف (1-3)، ويناقِش سبب الاختلاف عند وجوده (مثال: الاختلاف في طرائق البحث (Methods) أو تصميمِ التجربة أو موقع الدراسة أو غيرها) (2)، دون إغفالِ إبراز النقاط الجديدة التي قدّمها البحث ومناقشتها، وكيفية مساهمتها في حلّ مشكلته (1,3)، إضافةً إلى ذكر المحاذيرِ التي تتعلق بالبحث بوضوح ومناقشتها بإيجاز (1,2).
تتمثّلُ الفقرة الأخيرة من المناقشة بخاتمةٍ موجزة، تُذكَر فيها نقاط القوة في البحث بأسلوبٍ موضوعيّ فتُلخِّصُ نتيجته وتقدِّم رؤية جديدة لها في كيفيّةِ الاستفادة من هذه النتائج تطبيقياً (1)، أو تقترح توصيات يمكن أن تساعد في تحسين النتائج في الأبحاث اللّاحقة (1)، وتُشير إلى الأسئلةِ المهمة التي نشأت عنها.
قد يلجأُ بعضُ الباحثين إلى تحديد قيودِ البحث (1,3) ونقاطِ ضعفه (2) بأسلوبٍ نقديٍّ ذاتيّ (1)، إضافةً إلى إمكانيّة إحاطةِ القارئ بالاتجاهاتِ المستقبليّة أو التطبيقاتِ المُحتَمَلة التي يمكن أن تنشأ عن نتائج البحث الحاليّ والتي قد تحتاج الإثبات أو النفي في بحثٍ لاحق (1,3).
ويمكن إجمال النقاط التي يجب الانتباه إليها عند كتابةِ قسم المناقشة بما يأتي:
أهمّ الأخطاءِ الشائعة التي يُفضَّل تجنّبُها أثناء كتابة قسم المناقشة:
_ إدراجُ جميعُ الدراساتِ المرجعية ضمن قسم المناقشة، بدلاً من مناقشةِ النتائج فقط بأسلوبٍ موجز واضح ومدعّم بالأدلة العلميّة المناسبة.
_ الاستشهادُ بمراجعَ كثيرةٍ دون وجود رابط مهم بين المرجِع المقدَّم، والقسم الذي يضمّ هذا المرجع المقتبس منه (3).
_ إعادةُ ذِكر نتائج البحث دون ربطِها بالتفسير.
_ تقديمُ نتائجَ جديدة في قسم المناقشة.
_ تكرارُ التوصّيات في كل من قسمَي المناقشة والخاتمة.
_ فصلُ النتائج في قسمين، وتقديم تفسيرٍ سطحيٍّ لها مما يُكرِّر قسم النتائج في الورقة البحثية، بدلاً من التركيزِ على تفسيرها.
_ استخدامُ المصطلحات دون توضيحِها (1).
أخيراً؛ لا بُدّ من الإشارةِ إلى مساهمةِ ملاحظاتِ الأقران ذات الصلة في تحسينِ جودة الورقةِ البحثيّة وزيادة خبرة الباحث في المناقشة (3)، وتوصية العديد من الباحثين بضرورةِ إعادة قراءة الورقة البحثيّة من وجهةِ نظر المراجعين (Reviewers) للإجابةِ عن جميعِ الأسئلة التي قد تحتاج إلى توضيح أثناء الكتابة.
تدقيق لغوي: Duaa Aliessa
المصادر:
2. Turbek SP, Chock TM, Donahue K, Havrilla CA, Oliverio AM, Polutchko SK et al. Scientific Writing Made Easy: A Step-by-Step Guide to Undergraduate Writing in the Biological Sciences. The Bulletin of the Ecological Society of America [Internet]. 2016 [cited 19 November 2021];97(4):417-426. Available from: هنا
3. Sanli Ö, Erdem S, Tefik T. How to write a discussion section?. Turkish Journal of Urology [Internet]. 2013 [cited 19 November 2021];39(1):20-24. PMID: 26328131. Available from: هنا