نقص تأكسج الدم الصامت: ورطة كبيرة لمرضى COVID-19
الطب >>>> معلومة سريعة
عادة ما يعاني مرضى COVID 19 في الحالات المتوسطة للشديدة ضيقًا بالتنفس بسبب الإصابة الرئوية التي يحدثها الفيروس، ويمكن أن يتبين وجود نقص تأكسج الدم عند فحص العلامات الحيوية لهؤلاء المرضى (2)، إلا أن وجود نقص تأكسج في الدم بدون أي شكاية من ضيق في التنفس هو أحد الجوانب المحيرة لداء COVID-19، فحسب دراسة أُجريَت في مدينة ووهان الصينية على مرضى عانوا إصابات تُعدُّ شديدة، تبيَّن أن 19% من المرضى قد عانوا ضيقًا في التنفس، في حين 62% من مجموع المرضى ذوي الإصابات الشديدة لم يشتكوا من وجود أي ضيق في التنفس، إضافة إلى عدم وجود ذات الشكاية عند 46% من أولئك الذين انتهى تقدم المرض عندهم إما بالتهوية الآلية الغازية أو الوفاة، وتدعى هذه الظاهرة بـ {نقص التأكسج الصامت} (3).
تُعدُّ ظاهرة نقص تأكسج الدم الصامت حالة حرجة، وذلك لما تصاحبه من خطر الانتقال بسرعة إلى الإصابة التنفسية الشديدة التي قد تنتهي بتوقف القلب والجهاز التنفسي والوفاة. ونظرًا لعدم ظهور أعراض جادة على المرضى تستدعي التدخل الطبي المشدد، وعدم وجود شكاية من ضيق في التنفس التي تعبر عن حاجتهم إلى الإمداد بالأوكسيجين الإضافي، يمكن تفسير هذه الظاهرة بإصابة الفيروس للمستقبلات التي تستشعر نقص تأكسج الدم في الجسم (3).
عند حدوث نقص تأكسج في الدم، تنقل المستقبلات الحسية الموجودة في الجسم هذه المعلومات إلى الجهاز العصبي، ليبدأ بمقاومة هذه الظاهرة كآلية دفاعية عن الأعضاء التي يمكن أن تتأثر بنقص التأكسج. يتنبه الجهاز التنفسي ليبدأ شعور ضيق التنفس وتطور حالة من {الجوع للهواء}. أما في ظاهرة نقص التأكسج الصامت، يصيب الفيروس الميتاكوندريا الموجودة في الخلايا العضلية الملساء للشريان الرئوي من جهة والجسم السباتي -مستقبل كيميائي يكشف تغيرات الضغط الجزئي للأوكسيجين- من جهة أخرى(4,3)، وتعرف الميتاكوندريا بأنها التراكيب المسؤولة عن تأمين معظم الطاقة التي تحتاجها الخلية لتفاعلاتها الحيوية، فعند إصابتها تتعطل وظيفة المستقبلات الحسية لنقل المعلومات المتعلقة بنقص تأكسج الدم. إضافة إلى ذلك، يصيب الفيروس الأعصاب المسؤولة عن استشعار نقص تأكسج الدم بسبب حدوث عاصفة سيتوكينات شديدة التي تُعرَف بأنها حالة التهابية جهازية شديدة. ويمكن أن تكون إصابة المستقبلات بسبب تأثير مباشر من الفيروس (5,3).
إن تفسير هذه الظاهرة وأخذها بعين الاعتبار عند أي مريض مصاب بـ COVID-19 يمكن أن يقلل من خطورة الوقوع في اختلاطات هذا المرض وإنقاص نسبة حدوث الوفيات.
المصادر:
2- Hypoxemia Symptoms [Internet] U.S: Mayo Clinic [updated 2018 Dec 1; Cited 2021 Dec 7] Available from: هنا
3- Machado-Curbelo C. Silent or ‘happy’ hypoxemia: an urgent dilemma for COVID-19 patient care. MEDICC Review [Internet]. 2020 [Cited 2021 Dec 7];22(4):85–6. Available from: هنا
4- Forbes J, Menezes R. Anatomy, Head and Neck, Carotid Bodies [Internet]. U.S: StatPearls [updated 2021 Aug 1; Cited 2021 Dec 7]. PMID: 32965908. Available from: هنا
5- Fajgenbaum DC, June CH. Cytokine Storm. The New England Journal of Medicine [Internet]. 2020 [Cited on 2021 December 7];383(23):2255-73.Available from: هنا