على صعيد داء آلزهايمر .. الحديد في قفص الاتهام !
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
أصاب ألزهايمر رئيس الولايات المتحدة Ronald Reagan، وعانت منه Hazel Hawke حتى وفاتها عام 2013، كما أن الكاتبة والإعلامية Anne Deveson تعاني من تطور تدهوري لداء ألزهايمر، أشيع أنواع العته، وهو مجموعة اضطرابات تصيب التفكير والذاكرة.
يصعب تشخيص داء ألزهايمر في مراحله المبكرة، كما أنه يفتقر للعلاج الفعال، ولكن يطمح الباحثون إلى تسهيل تشخيصه وعلاجه، إذ ينكب باحثون من جامعة التكنولوجيا في سيدني ومن معهد Florey للعلوم العصبية والصحة العقلية في ميلبورن ومن Icahn School of Medicine في نيويورك على البحث عن أي مؤشرات حيوية قد تساعد في تشخيص داء ألزهايمر.
يقول الدكتور Dominic Hare، عالم الكيمياء العصبية من جامعة التكنولوجيا في سيدني: "يتطور داء ألزهايمر ببطء وله العديد من التأثيرات على الجسم، ومن الصعوبة بمكان عزل الأسباب عن النتائج"، ويضيف "إذا تمكنّا من تحديد سبب حدوث المرض، سنتمكن من التدخل لتخفيف الأعراض أو حتى إيقاف العملية المرضية".
حتى الآن، يتم تشخيص داء ألزهايمر من خلال الاستشارة السريرية الدقيقة فقط، ولا يمكن تأكيد التشخيص إلا بعد الوفاة عن طريق فحص الدماغ.
الجديد في الأمر أن وجهة الدكتور Hare ورفاقه كانت نحو الدم للحصول على أية أدلة للمرض بدلاً من الدماغ، إذ عنون الفريق مشروع بحثه باحتمالية كون "الحديد" هو المؤشر الحيوي والمتهم المسؤول عن إحداث ألزهايمر.
يشير الدكتور Hare إلى أن "الجسم يستخدم المعادن كالزنك والنحاس والحديد في تسهيل التفاعلات الحيوية التي يريدها، ولكن في حالة المرض، تصبح هذه التفاعلات غير مرغوب بها"، مضيفاً أن للحديد دورًا هامًّا في التقدم بالسن، وأن التقدم بالسن من أهم عوامل الخطورة في داء ألزهايمر، حيث يصيب العته واحدًا من بين 4 أشخاص فوق سن 85، 75% منهم مصابون بداء ألزهايمر.
وفي هذا الصدد، يذكر البروفيسورPerminder Sachdev ، المدير المساعد لمركز شيخوخة الدماغ الصحية (Healthy Brain Aging) في جامعة NSW، أن المعادن ارتبطت فيما سبق بإحداث داء ألزهايمر، إلا أن النتائج لم تكن مقنعة بما يكفي.
وبشكل أدق، يدرس فريق الدكتور Hare بروتين الترانسفيرين المسؤول عن حمل الحديد المتجول في الدم، والذي يسبب الخلل في عمله تراكم الحديد في الدماغ، حيث يساهم الحديد في تكوين اللويحات (تعرقل نقل السيالة العصبية بين الخلايا) والعقد الدماغية (تقتل الخلايا).
ولتقصي نشاط بروتين الترانسفيرين، تضافرت جهود العديد المؤسسات البحثية المذكورة في دراسة هي الأضخم من نوعها فيما يخص داء ألزهايمر، حيث تم جمع عينات الدم لمرضى ألزهايمر ومقارنتها بعينات لأشخاص أصحاء.
تُظهر النتائج أن مرضى ألزهايمر لديهم مستويات منخفضة من الحديد في الدم مقارنة بالعينات السوية، في حالة مرتبطة بفقر الدم لأسباب مجهولة، كما أظهرت الدراسة أيضا أن مستويات الترانسفيرين لدى كلا الطرفين كانت متساوية، إلا أن كمية الحديد المحمول على الترانسفرين في دم مرضى ألزهايمر كانت أقل منها لدى الأشخاص الأصحاء، والاستنتاج: أن الترانسفيرين غير قادر على نقل الحديد الفائض من الدماغ بكفاءة.
يختم الدكتور Hare قائلاً: "خطوتنا التالية هي دراسة البروتين الرابط للنحاس – سيريولوبلازمين – لتداخله مع عمل الترانسفرين"، وأضاف "جمع هذه القطع مع بعضها البعض سيساهم في الوصول لطريقة تحفظ جودة الحياة لمرضى ألزهايمر، ربما من خلال إبطاء سير المرض أو حتى إيقافه".
المصدر:
هنا
حقوق الصورة:
Photo credit: jomilo75، "Tiger tops،" via Flickr. CC BY-NC-ND 2.0