يشير مصطلح الحدائق الرأسية أو الجدران الخضراء إلى جميع أشكال الجدران التي تغطي النباتاتُ سطحَها، وتعود فكرة الحدائق الرأسية إلى ما يقارب 2500 عامٍ قبل الميلاد عندما بنى الملك "نبوخذ نصر الثاني - II Nebuchadnezzar" حدائق بابلَ المعلقة إحدى عجائب العالم القديم (1).
أنواع الحدائق الرأسية: 1-نظام الواجهات الخضراء: تتكون من نباتاتٍ متسلقةٍ يمكن تثبيتها على الجدران الموجودة أو بنائها لتكون قائمةً بذاتها لدعم هيكل المبنى، ولها نوعان:
نظام العريشة المعيارية: يُصمَّم لإبقاء الواجهة الخضراء في خارج سطح الجدار كي لا تلتصق المواد النباتية بالمبنى، وبالتالي يوفر بيئة نموٍّ مقيدةٍ للنباتات (1).
نظام الشبكة المعدنية: تُستخدَم عادةً لدعم النباتات المتسلقة بطيئة النمو التي تحتاج إلى دعمٍ إضافيٍّ لتنمو بسرعةٍ أكبرَ (1). استُخدِمَ هذا النظام في مبنى المكاتب Ex Ducat في مدينة (ريميني - Rimini) في (إيطاليا - Italy)؛ يتكون المبنى من خمسة طوابقَ بواجهةٍ منحنيةٍ مقابلةٍ للشارع مغطاةٍ بطبقةٍ من النباتات الخضراء المتسلقة والمدعَّمة بشبكةٍ فولاذيةٍ ممتدةٍ على كامل طول المبنى (2).
Image: archdaily
2-الجدران الحية (Living wall): تتكون من إطارٍ معدنيٍّ وطبقة PVC وطبقةٍ هوائية، فهي لا تحتاج إلى تربة، وتدعم مجموعةً متنوعةً من النباتات والسراخس والشجيرات القزمية، وعلى الرغم من كونها تناسب مختلف البيئات المُناخية إلا أن اختيار الأنواع الأفضل يتوقف على المُناخ السائد. تستخدم نظام ريٍّ وتغذيةٍ أتوماتيكيًّا مما يسهل عمليات الصيانة، وتحتاج إلى رعايةٍ أكثرَ من الواجهات الخضراء بسبب تنوعها ومدى كثافة الغطاء النباتي فيها (1).
أنواع الجدران الحية:
جدران المناظر الطبيعية: وهي تطورٌ للمناظر الطبيعة، وأداةٌ إستراتيجيةٌ للعمارة الحية، وتكون مائلةً في معظم الأحيان بخلاف الجدران الشاقولية، وتُستخدَم للتقليل من الضجيج وتثبيت المنحدرات.
جدران الحصيرة النباتية: تتكون من طبقتين من النسيج الصناعي مدعمَةً بإطارٍ وغشاءٍ مقاومٍ للماء نظرًا لمحتواها العالي من الرطوبة بحيث يمنع وصولها إلى جدران المبنى.
جدران المعيشة المعيارية: تتكون من ألواحٍ مستطيلةٍ أو مربعةٍ تحوي وسط نموٍّ لدعم نمو النباتات (1).
ما فوائد الحدائق الرأسية؟
تحسن المظهر العام للمباني والصورة المرئية بصورةٍ ملحوظةٍ وتزيد من قيم الممتلكات من خلال تحوُّلها إلى معالمَ يمكن التعرف إليها (1).
تساهم بإطالة عمر المبنى وتحسين متانته وتوسيع نطاق الخدمة؛ إذ تحمي الحدائق الرأسية جدران المباني من الأشعة فوق البنفسجية والأمطار الحمضية، وتقلل من تقلص مواد البناء الناتجة عن تقلبات درجات الحرارة وتمددها (1).
توفر الجدران الخضراء حاجزًا يقلل الضوضاء والاهتزازات الخارجية بصورةٍ كبيرةٍ في داخل المنازل وأماكن العمل (1).
توفر الحدائق الرأسية تقدمًا بيئيًّا فوريًّا من جهة تقليل الاحتباس الحراري والمركبات العضوية المتطايرة في المدن الملوثة؛ إذ تعمل بوصفها منقياتٍ حيويةً تحسِّن جودة هواء المدينة، وقد تبيَّن أن كل 1 قدمٍ مربعٍ من الجدار النباتي تقوم بتصفية الهواء لقرابة 100 قدمٍ مربعٍ من المساحة المحيطة (1).
تمنع الغبار و تتسبب بانقراض الكائنات الدقيقة الضارة؛ إذ إن الغرف التي تحتوي نباتاتٍ تحوي نسبةً أقل بقرابة 50٪ إلى 60٪ من العفن والبكتيريا المحمولة مقارنةً بالغرف التي لا تحتوي نباتات، وهي بنموها العمودي أقل قابليةً للأمراض والآفات وبالتالي لا تحتاج إلى المبيدات الحشرية (1).
تساهم الحدائق الرأسية بتحسين جودة الهواء في داخل الأبنية وجعله صحيًّا أكثر، فهي تمتص الغازات الساخنة وتساهم بخفض درجة الحرارة في داخل وخارج المبنى إذ يمكن للنباتات على الجدران أن تساعد في تبريد المباني في الصيف وعزلها في الشتاء كعازلٍ طبيعيٍّ للهواء الساخن والبارد وتوفير الطاقة في المباني (1).
تمتلك النباتات القدرة على تحسين الحالة النفسية والذهنية وتخفيض مستويات التوتر وزيادة الإنتاجية في أماكن العمل (1).
استخدُمِت النباتات في (مشروع مصنع في الغابة - Factory in the Forest) في ولاية (بينانغ - Penang) الماليزية بهدف الوصول إلى أقصى اتصالٍ ممكنٍ بالطبيعة؛ إذ تشكِّل الغابة واجهة المبنى وتتدرج مع ارتفاعاته بما يؤمِّن وصولَ الموظفين مباشرةً إلى حدائق الأسطح سواءً بغرض الاجتماعات أو الاستراحة والتأمل فقط.
Image: Lin Ho Photography
8. إضافةً إلى مظهرها الجذاب فهي تحمل مياه الأمطار وتوفر الغذاء والمأوى للحياة البرية؛ إذ تنجذب إليها الطيور والفراشات والنحل (1)، ويمكن استثمار الحدائق المعلقة في المنازل لتوفير الأمن الغذائي للأسرة بزراعة النباتات الصالحة للأكل بدلًا من نباتات الزينة كما في منزل Veranda House في (إندونيسيا - Indonesia) حيث تخلق الزراعة الحضرية ضمن نطاق السكن أسلوب حياةٍ صحيٍّ للسكان (4).
Image: M. Ifran Nurdin
بعد التعرف إلى فوائد الحدائق الرأسية؛ هل يمكنك تخيل كيف يمكن أن تغير شكل مدننا إلى الأفضل؟ وهل تفكر بزيادة النباتات الخضراء في محيطك سواءً في المنزل أو في مكان العمل؟
المصادر:
1_Timur Ö, Karaca E. Vertical Gardens. In: Özyavuz M, ed. by. Advances in Landscape Architecture [Internet]. London: IntechOpen; 2013 [cited 12 March 2022]. Available from: هنا 2_Green Facade Building | Mario Cucinella Architects [Internet]. Mario Cucinella Architects. [cited 17 August 2021]. Available from: هنا 3_Factory in the Forest, Penang | Design Unit [Internet]. Designunit.com.my. [cited 17 August 2021]. Available from: هنا 4_Rumah Beranda – #BH_ANTproject on d’SIGN NET TV, 10 March 2016 issue [Internet]. Sigitkusumawijaya.com. [cited 18 August 2021]. Available from: هنا