بروس ويلس والحبسة الكلامية
الطب >>>> أمراض المشاهير
فما الحبسة؟ وما أعراضها؟ وهل لها مضاعفات خطيرة؟ تابعوا معنا.
الحبسة (Aphasia) هي اضطراب في فهم اللغة وصياغتها ينجم عن تلف القشر المركزي الخاص باللغة في الدماغ الذي يقع في نصف الكرة المخية المسيطر- في النصف الأيسر من الكرة المخية عند معظم البشر- ويمكن أن تتراوح الأعراض من ضعف خفيف إلى فقدان كامل لأي مكونات أساسية للغة مثل عدم القدرة على استخدام الدلالات والقواعد والأصوات وحتى الصرف والنحو (2).
ويجدر الإشارة إلى أن الحبسة لا تُعَدُّ مرضًا بحد ذاتها، بل هي عارض (3) قد ينجم عن تلف منطقة أو أكثر من مناطق اللغة في الدماغ. غالبًا ما يكون سبب إصابة الدماغ هو السكتة الدماغية؛ إذ تحدث السكتة الدماغية عندما تؤدي جلطة دموية أو تسريب أو انفجار في الأوعية الدموية إلى قطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ وتموت خلايا الدماغ عندما لا تتلقى إمداداتها الطبيعية من الدم الذي يحمل الأكسجين والعناصر الغذائية المهمة. أما الأسباب الأخرى لإصابة الدماغ هي الضربات الشديدة على الرأس وأورام الدماغ والجروح الناتجة عن طلقات نارية والتهابات الدماغ والاضطرابات العصبية التقدمية مثل مرض الزهايمر(4).
وهناك فئتان من الحبسة: الطليقة وغير الطليقة. ويوجد عدة أنواع داخل هذه الفئات. يؤدي تلف الفص الصدغي للدماغ إلى حبسة فيرنيكا -أكثر أنواع الحبسة الطليقة شيوعًا- ويتحدث الأشخاص المصابون بها بجمل طويلة وكاملة، لكن ليس لها معنى.
أما النوع الأكثر شيوعًا من الحبسة غير الطليقة هو حبسة بروكا التي تصيب المرضى الذين لديهم ضرر يؤثر تأثيرًا أساسيًا في الفص الجبهي للدماغ. في هذا النوع، يفهم المصابون الكلام ويعرفون ما يريدون قوله، لكنهم كثيرًا ما يتحدثون بعبارات قصيرة يتلفظون بها بجهد كبير.
وهناك نوع آخر هو الحبسة الشاملة التي تنتج عن تلف أجزاء واسعة من مناطق اللغة في الدماغ، فيعاني الأفراد المصابون صعوبات شديدة في التواصل، وقد تكون قدرتهم على التحدث أو فهم اللغة محدودة للغاية.
ويوجد أيضًا أنواع أخرى من الحبسة ينتج كل منها عن تلف مناطق لغوية مختلفة في الدماغ.
وفي بعض الأحيان، قد ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ مؤقتًا ويعود بسرعة. عند حدوث هذا النوع من الإصابات -الذي يسمى نوبة نقص تروية عابرة- قد تعود القدرات اللغوية في غضون ساعات أو أيام قليلة (4).
يعتمد تشخيص الحبسة على الفحص السريري والفحص المفصل للحالة العقلية، وكما ذكرنا أن الحبسة عارض أكثر من كونها مشكلة سريرية؛ لذلك تعتمد الفحوص المخبرية المطلوبة على الفيزيولوجيا المرضية الكامنة المسببة لهذا العارض.
ويُستعان أيضًا بالتصوير العصبي كالتصوير الطبقي المحوسب والرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لتحديد سبب الحبسة وتشخيصها.
ويُعَدُّ تخطيط الدماغ الكهربائي مهمًا لدى المصابين بالاختلاجات، كما أن الاختبار العصبي النفسي وتقييم علاج النطق مفيدان في توجيه علاج الحبسة (3).
إضافة إلى ذلك، يختبر الطبيب قدرة المريض على فهم اللغة وإنتاجها من خلال الإجابة على أسئلة وتسمية الأشياء وإجراء محادثة (4).
ومن المهم معرفة أن المرضى الذين يعانون الحبسة يصبحون غير قادرين على التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم الأساسية، وكثيرون منهم لديهم وعي سليم. وبسبب هذا العجز قد يصابون بالإحباط ويشعرون أنهم فقدوا السيطرة على حياتهم ويشعرون بالعزلة، ما سيؤدي إلى حدوث اكتئاب حاد لديهم (2).
يعتمد علاج الحبسة على سبب حدوثها كتطبيق الإجراءات العلاجية المختلفة لمرضى السكتة الدماغية الحادة وتطبيق العلاج المضاد للفيروس عند مرضى التهاب الدماغ الناتج عن الإصابة بالهربس البسيط.
وبالطبع يبقى علاج النطق واللغة حجر الأساس لمرضى الحبسة. أما العلاج الدوائي لا يزال تجريبيًا ولم يظهِر فوائد واضحة بعد.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الدعم النفسي مهم، فالعديد من مرضى الحبسة لديهم اكتئاب وثبت أن مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية تساعد في حل المشكلات العاطفية والسلوكية (3).
المصادر:
2-Le H, Lui MY. Aphasia [Internet]. US:StatPearls; [Updated 2022 Apr 30]. Available from: هنا
3- Kirshner S H. Aphasia. US: Medscape; [updated 2022 Mar 30; cited 2022 jul 22]. Available from: هنا
4- Aphasia. Bethesda: National Institute on Deafness and Other Communication Disorders; 2015 Dec [updated 2017 Mar 6; cited 2022 jul 22] .Available from: هنا