سلسلة ما هو السرطان - الحلقة الثانية عشر - المعالجة الكيميائية للسرطان
الطب >>>> السرطان
ما هي المعالجة الكيميائية؟
المعالجة الكيميائية تعني حرفيّاً العلاج الدوائي. في علاج السرطان، يُطلق مصطلح المعالجة الكيميائية chemotherapy على الأدوية السامّة للخلايا cytotoxic (التي تقوم بقتل الخلايا). قد يحتاج المريض دواءً كيماوياً واحداً أو مزيجاً من عدة أدوية. يوجد أكثر من 100 دواء مختلف حالياً، ويجري تطوير أدوية جديدة يومياً. أدوية المعالجة الكيميائية هي أحد أنواع الأدوية السرطانية، ويمكن استخدامها مع أنواع أخرى كالأدوية البيولوجية.
يعتمد اختيار المعالجة الكيميائية لمريض ما على:
• نوع السرطان.
• مكان السرطان البدئي.
• مظهر وشكل الخلية السرطانية تحت المجهر (درجة التمايز).
• انتشار السرطان من عدمه.
• الحالة الصحية العامة للمريض.
التأثيرات الجانبية للمعالجة الكيميائية:
كيف تسبّب المعالجة الكيميائية الأعراض الجانبية؟
تقوم المعالجة الكيميائية بقتل الخلايا المنقسمة. تنقسم الخلايا السرطانية بشكل أسرع من الخلايا الطبيعية، ولذلك يقوم العلاج الكيميائي بتدمير الخلايا السرطانية.
لكن بعض الخلايا الطبيعية تنقسم بشكل سريع أيضاً، وهذا يحدث في الأنسجة التي تحتاج لدعم مستمر بخلايا جديدة، كالجلد والشعر والأظافر. يمكن للمعالجة الكيميائية أن تدمّر هذه الخلايا وبالتالي ستظهر الأعراض الجانبية، إلا أنّ الأنسجة المتأذّية يمكنها أن ترمّم نفسها وتعود لحالتها الطبيعية (بعد انتهاء المعالجة).
من المهم أن نتذكر أنّ المريض لن يعاني من جميع الأعراض الجانبية. بعض الأشخاص يعانون من أعراض خفيفة، وأحياناً تكون الأعراض الجانبية سيئة، ولكن علينا أن نتذكر أنّ:
• معظم الأعراض الجانبية قصيرة الأمد.
• ستختفي الأعراض عند انتهاء العلاج.
• هناك أدوية تخفف من هذه الأعراض.
سنقوم الآن باستعراض أشيع الأعراض الجانبية للمعالجة الكيميائية وباختصار:
التعب والوهن العام:
سيشعر المريض بالتعب أثناء تلقّيه المعالجة الكيميائية، والذي سيسوء مع تقدّمه بالعلاج؛ قد يستمر التعب لبضعة أشهر بعد انتهاء المعالجة حيث سيشعر المريض بالضعف وبالافتقار إلى الطاقة. تدعى هذه الحالة بالخمول أو النُّوام lethargy.
على مستوى الجهاز الهضمي:
بعض الأدوية تجعل بطانة الفم حسّاسة ومؤلمة وقد تسبب ظهور تقرّحات فيها، وبعضها يغيّر الإحساس بالطعم. بعض الأدوية تخرّش مخاطية الأمعاء مسبّبةً الإسهال وبعضها الآخر تسبّب الإمساك.
على مستوى خلايا الدم (نقي العظم):
عادة ما تحدّ الأدوية الكيماوية من قدرة نقي العظم bone marrow على اصطناع الخلايا الدموية بشكلٍ كافٍ، حيث يقوم نقي العظم باصطناع:
• الكريات البيض التي تحارب العداوى (أو الإنتانات infections).
• الكريات الحمر التي تحمل الأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
• الصفيحات التي تساعد في تخثّر الدم ومنع النزف.
تنخفض كريات الدم في أثناء المعالجة الكيميائية، وعند انخفاض تعداد الكريات البيض سيصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بالعداوى. ومن الضروري أن يعلم فريق المعالجة بشكل مستعجل فيم إذا كنت تعاني من أعراض الالتهاب مثل:
• ارتفاع الحرارة.
• صداع.
• ألم في العضلات.
• سعال.
• التهاب البلعوم.
• حرقة بولية.
• الشعور بالبرد والارتعاد shivering (العرواءات).
عند انخفاض الكريات الحمر سيشعر المريض بالتعب وضيق النفس. وعند انخفاض الصفيحات سينزف المريض بسهولة. يمكن نقل كريات حمر أو صفيحات عند الضرورة.
على مستوى الشعر والجلد والأظافر:
بعض الأدوية الكيميائية تسبب تساقط بعض الشعر مما يجعله أقل كثافة، وبعضها يسبب تساقط الشعر من كل الجسم حتى الحواجب وأهداب الجفن. وهذه الأعراض مؤقتة، حيث يعود الشعر للنمو بعد أسابيع من انتهاء العلاج ، إلا أن سقوط الشعر أمر مزعج.
بعض الأدوية تجعل الجلد جافاً وحساساً وقد تسبب الطفح rash. سيجد المريض أنّ الجلد أصبح أكثر إحراقاً عند تعرضه للشمس وأكثر تأثراً بالمواد الكيميائية. بعض المرضى يجدون أن أظافرهم قد تغيرت أيضاً وأصبحت جافة وهشّة ومثلّمة ridged أو قد يظهر عليها خطوط بيضاء.
على مستوى الأعصاب :
تتسبب الأدوية الكيميائية بحدوث أذيّة في الأعصاب وخاصة أعصاب اليد والقدم. حيث يشعر المريض بالخدر والنمل وكأنه يشعر بوخز الدبوس أو الإبرة. ستتحسّن الأعراض عند انتهاء العلاج إلا أنها قد تستمر عدة شهور قبل أن تختفي.
بعض الأدوية تؤثر في السمع، وهذه الحالة تتراجع عند انتهاء العلاج، إلّا أنّ على الطبيب أن يخفض جرعة الدواء أو يغيّره في حال حصول ذلك.
على مستوى الكليتين والكبد والقلب والرئتين:
بعض الأدوية الكيميائية تسبب تغيرات في طريقة عمل هذه الأعضاء، وعادة ما يكون هذا الاضطراب مؤقتاً حيث تعود الأعضاء إلى طبيعتها عند انتهاء العلاج. قد تكون هذه التغيّرات عند بعض المرضى دائمة.
بعض الأدوية تزيد من خطورة تشكّل الخثرات الدموية (الجلطات clots)، لذلك في حال أصيب المريض بزلّة تنفسية (قد تشير إلى صمّة رئوية pulmonary embolism) أو تورّم في الساق (قد يشير إلى التهاب وريد خثري) فعليه أن يراجع المشفى على الفور.
على مستوى الحياة الجنسية والخصوبة:
تؤثّر المعالجة الكيميائية على الحياة الجنسية، حيث يشعر المريض بالتعب وبفقدان الرغبة الجنسية.
بعض الأدوية تؤثر على الخصوبة، لذلك في حال أراد المريض الإنجاب فعليه أن يناقش هذا الأمر مع الطبيب قبل البدء بالعلاج.
المصادر:
هنا
هنا
الحلقات السابقة:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا