وفاة المخرج الفرنسي جان لوك غودارد
الفنون البصرية >>>> عالم السينما والتلفاز
مع مسيرة استمرت أكثر من نصف قرن، كان هناك ثابت واحد في أعماله جميعها هو أن كل فيلم جديد هو دراسة لعلاقة الشكل مع الفكرة مع تطور الشكل والأسلوب وتغير الأفكار، لكن بحثه ودراسته العلاقةَ بينهما بقي هو ذاته (2).
ولد غودارد في باريس عام 1930 لعائلة برجوازية، لكن عاش طفولته في سويسرا، ودرس لاحقًا علم الأعراق في جامعة السوربون، ويقال: إنه قضى وقت في السينما أكثر منه في الصف، وبدأ هناك الكتابة عن الأفلام التي يشاهدها (3,2)، وتحالف مع مجموعة من الفنانين وكوّنوا لاحقًا نواة الموجة الفرنسية الجديدة (2).
في ال1960 عرض غودارد فيلمه الأول (Breathless)، لكنه على الرغم من كونه متأثرًا بأفلام رجال العصابات الهوليودية، فإنه قد ثار على مسلمات السينما وصدم النقاد والمشاهدين وصنّاع الأفلام بأسلوبه الارتجالي والكاميرا المحمولة على نحوٍ إنفعالي واستخدام القطع المونتاجي المفاجئ عن عمد، ليصبح غودارد بعد هذا الفيلم الممثل الرسمي للموجة الجديدة (2).
خلال الستينيات أصبحت أفلام غودارد أكثر راديكالية في الشكل، الأمر الذي نراه في (A Woman is a Woman) 1961 وفيلم (contempt) 1963، وراديكالية في المضمون، كما في (Pierrot le fou) 1965 و (Masculine Feminine) 1966، حتى عام 1968 عندما تخلى تمامًا عن صناعة الأفلام التجارية، وكوّن مجموعة صنع أفلام يسارية تحت اسم (Dziga Vertov) وصنعوا معًا أفلامًا تعكس مبادئ هذه المجموعة ومعتقداتها، مثل (Vladimir and Rosa) 1970 و (Tout va bien) 1972
(2).
في كل أعماله التي تلت حافظ غودارد على التزامه بالبحث في العلاقة التكافلية بين الشكل والمضمون، وتميزت أفلامه اللاحقة بنوع من الجمال الشكلي الذي يناقض التوتر الكامن في المضمون، من هذه الأفلام (Passion) 1982 و (Prénom Carmen) 1983 و فيلمه الوثائقي الطموح الذي تكون من ثماني أجزاء، تناول خلاله كل أفلام القرن العشرين العظيمة (Histoire(s) du cinéma) والذي اكتمل عام (2) 1998، أما آخر فيلم له فكان (The Image Book) وصدر عام 2018 (4).
بين عامي 1960 (2,3) و2018 (4) استطاع المتمرد غودارد وبكل خيار إخراجي وسردي من حركة الكاميرا لأسلوب القطع وبكل كلمة نطقها ممثلوه الثورة مجددًا ومجددًا على ما قد يراه بعضهم من مسلمات السينما ومزق كل كتب القواعد، وأعاد كتابتها من جديد، ليترك للمشاهدين عشرات الأفلام من أفضل ما أنتجته السينما الفرنسية، و لصناع الأفلام مجالًا أكبر وأفقًا أوسع، بعد أن حطم جدران ما هو سائد واخترق سقف ما هو متوقع.
المصادر:
2. Jean-Luc Godard [Internet]. Oscars.org | Academy of Motion Picture Arts and Sciences. [cited 13 September 2022]. Available from: هنا
3. The godard experience [Internet]. Carleton.edu. [cited 13 September 2022]. Available from: هنا
4. Jean-Luc GODARD - Festival de Cannes 2022 [Internet]. Festival de Cannes 2022. [cited 13 September 2022]. Available from: هنا