التخدير الموضعي
الطب >>>> الجراحة
ويمكن تقسيم التخدير إلى نوعين: تخدير عام وتخدير موضعي:
يؤثر التخدير العام في كامل الجسم، ما يجعل المريض فاقدًا للوعي وغير قادر على الحركة، وهو يُستخدَم في أثناء إجراء العمليات الجراحية على الأعضاء الداخلية أو التي تتطلب الكثير من الوقت إضافة إلى العمليات الغازية.
ويجري هذا النمط من التخدير إما عن طريق الحقن الوريدي أو الإستنشاق، وهو إجراء آمن جدًا، لكنه لا يخلو من بعض المخاطر خصوصًا على المرضى المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة مثل مرضى السكري.
أما التخدير الموضعي، فيُستخدَم لمنع الشعور بالألم في مساحة محدودة من الجسم؛ وهكذا يبقى المرضى واعيين خلال الإجراءات، ويُستخدَم قبل الإجراءات الجراحية لإحداث الخدر أو بعدها للتحكم بالألم وتسكينه. يعمل التخدير الموضعي على تسكين الجلد والنسيج تحت الجلد والأعصاب المحيطية لمدة تتراوح من 30 دقيقة إلى 12 ساعة أو أكثر وتعتمد هذه المدة على موضع التخدير ونوع المخدر المستخدَم وطريقة تحضيره (3-1).
سنركز في مقالنا على التخدير الموضعي ولنبدأ بآلية عمله:
يمنع التخدير الموضعي إزالة الاستقطاب من الغشاء العصبي عن طريق التداخل مع كل من تيارات الصوديوم والبوتاسيوم، ما يؤدي إلى حصر الأعصاب في جزء من الجسم ومنعها من إيصال الإشارات إلى الدماغ، ويحدث ذلك عن طريق استخدام المخدرات الموضعية التي تمنح فقدان حس عكوس في المنطقة المخدرة، وتُعدُّ المخدرات الموضعية أكثر أمانًا من المخدرات العامة.
تُصنَّف هذه المخدرات في مجموعتين: مجموعة الإستر مثل الكوكائين (أول مخدر موضعي والوحيد المتوافر توافرًا طبيعيًا) والبروكائين وتتراكائين ومجموعة الأميد مثل ميبيفاكين وبوبيفاكين وليدوكائين.
ويمكن استخدام هذه المخدرات بعدة طرائق مثل الحقن والبخاخات والمراهم والكريمات (6-4).
الاستطبابات
يُستخدَم التخدير الموضعي في الإجراءات الجراحية البسيطة كإزالة ضرس العقل والعمليات البسيطة على الجلد وبعض عمليات العين مثل الساد والخزعات.
وقد يُستخدَم المخدر الموضعي أحيانًا في أثناء العمليات الجراحية الكبرى عندما يكون من المهم أن يبقى المريض مستيقظًا خلالها مثل أنواع معينة من جراحة الدماغ أو لمنع الألم بعد عملية جراحية كبرى تُجرَى تحت تأثير التخدير العام (6).
التخدير الشوكي هو أول تقنية استُخدمَت للتخدير الموضعي؛ إذ تُحقَن المادة المخدرة في المسافة تحت العنكبوتية. ومن التقنيات الأخرى المستخدمَة:
الحصار العصبي المحيطي: وهو حقن مخدر موضعي لتخدير الأعصاب التي تصل إلى منطقة من الجسم ومثال عنه هو حصار الضفيرة العضدية الذي يوفر تخديرًا للطرف العلوي من الكتف حتى أطراف الأصابع. التخدير فوق الجافية: في هذا النوع من التخدير يُحقَن مخدر موضعي باستمرار من خلال أنبوب في منطقة أسفل الظهر تسمى الحيز فوق الجافية، وتُستخدَم هذه التقنية خصوصًا لتخفيف آلام المخاض وعند إجراء عملية قيصرية. إضافة إلى ذلك، قد يُستخدَم في أثناء عمليات استبدال الورك أو الركبة كبديل عن التخدير العام. وهنالك أيضًا تقنية حصار بيير، تقنية أبدت فائدتها في جراحة الأطراف قصيرة الأمد وتقوم على فصل تروية الطرف المطلوب بعصابة ثم حقن المخدر الموضعي ضمن الوريد، وهي مناسبة لجراحات مثل جراحة نفق الرسغ (8-5).
المضاعفات
المخدرات الموضعية آمنة للغاية والمضاعفات الخطيرة شديدة الندرة، لكن لا يخلو الأمر من بعض الاختلاطات، فهناك بعض التأثيرات الموضعية التي تتضمن الألم والتكدم والورم الدموي والعدوى وبعض المضاعفات العامة كالدوار أو تشوش الرؤية.
هناك بعض التأثيرات الخاصة ببعض التقنيات كتقنية التخدير الشوكي وتتضمن هذه التأثيرات: الألم أسفل الظهر والصداع التالي لثقب الجافية وحتى الغثيان والإقياء.
معظم هذه المشكلات تختفي مع الوقت، ولكن أحد أخطر الاختلاطات هو التسمم الجهازي بالمخدر الموضعي الذي على الرغم من أنه اختلاط نادر يحدث بنسبة أقل من 1 من كل 1000 مريض، فقد يكون مميتًا، لكن ملاحظة مقدم الرعاية الصحية العلامات باكرًا تمكنه من توفير علاج مبكر لتفادي تفاقم الحالة (6-2).
ماذا نختار التخدير الموضعي أم التخدير العام؟
سمع العديد منا قول أحدهم أنه في حال اضطراره لإجراء أي عملية، فإنه سيجريها غائبًا عن الوعي تحت التخدير العام، فالجراحة ليست تلك الرحلة البسيطة وهو حتمًا لا يريد أن يكون واعيًا في أثنائها.
لكن ما صحة اختيارهم؟
يؤمن العديد من أخصائيي التخدير والجراحين والممرضين والمرضى في أن العمليات الكبرى أكثر أمانًا إن أُجريَت تحت التخدير الموضعي عوضًا عن العام خصوصًا في حالة الناس المثقلين بالأمراض، وقد يبدو الأمر بديهيًا (لكن غير مثبتًا) أن الجراحات البسيطة على سطح الجلد من الأفضل أن تُجرَى تحت التخدير الموضعي. وركزت الكثير من الأبحاث -التي أُجريَت حول الفوائد المفترضة للتخدير الموضعي- على تقنية التخدير فوق الجافية، ففي إحدى هذه الدراسات لوحِظ انخفاض صغير في معدل الوفيات عند مجموعة التخدير الموضعي وذلك خلال 30 يومًا بعد الجراحة، لكن هذا ليس سبب مقنع وكافٍ لتبرير استخدام هذا النوع من التخدير بل هناك العديد من الأسباب المهمة لاستخدامها كتخفيض معدل الاختلاطات القلبية والتنفسية.
وعلى المدى الطويل وجدت احدى الدراسات أن هناك بعض الدلائل على انخفاض حوادث السكتة والاحتشاء عند مجموعة التخدير الموضعي مقارنةً مع مجموعة التخدير العام وذلك لمدة عام، إضافة إلى أنها تقلل من معدل حدوث التهاب الوريد الخثري، فتلك الفوائد المباشرة ليست إلا نصف القصة، فقد يكون هناك اختلافات أيضًا على المدى البعيد تتضمن نتائج أفضل على مستوى العجز المعرفي بعد العملية وجودة الحياة المتعلقة بالصحة وتكرار الإصابة بالسرطان.
وتقترح البيانات أيضًا أن التخدير الموضعي يقدم فوائد اقتصادية، إضافة إلى ذلك فإنه يوفر تسكينًا أفضل للألم وهذا سبب لوحده يبرر إستخدامه، فبقاء المريض واعيًا في أثناء الجراحة قد يساهم بتحسين النتائج. وبالتخدير الجيد لن يشعر المريض بأي ألم في أثناء أي إجراء، لكن قد يشعر ببعض الضغط أو حركات الجراح (6,9).
المصادر:
2. Wadlund DL. Local Anesthetic Systemic Toxicity. AORN Journal The offical voice of perioperative nursing [Internet]. 2017 [cited 2022 Oct 16];106(5):367-77. Available from: هنا
3. Garmon EH, Huecker MR. Topical, Local, and Regional Anesthesia and Anesthetics [Internet]. U.S: StatPearls ;[updated 2021 jan 1; cited 2022 Oct 16]. PMID: 28613644. Available from: هنا
4. Gmyrek R. Local and Regional Anesthesia [Internet]. U.S:Medscape; [Updated 2019 Nov 5; cited 2022 Oct 16]. Available from: هنا
5. Olawin AM, Das JM. Spinal Anesthesia [Internet]. U.S: StatPearls; [updated 2022 Jun 27; cited 2022 Oct 16]. PMID: 30725984. Available from: هنا
6. Local anaesthesia [Internet]. U.K:National Health Service NHS; [updated 2022 Jan 23; cited 2022 Oct 16]. Available from: هنا
7. Pester JM,Hendrix JM, Varacallo M. Brachial Plexus Block Techniques [Internet]. U.S: StatPearls; [updated 2022 oct 22; cited 2022 Nov 25]. PMID: 29262036. Available from: هنا
8. Kraus GP, Rondeau B, Fitzgerald BM. Bier Block [Internet]. U.S: StatPearls; [updated 2022 Jul 19; cited 2022 Oct 16]. PMID: 28613511. Available from: هنا
9. Bodenham AR, Howell SJ. General anaesthesia vs local anaesthesia: an ongoing story. British Journal of Anaesthesia BJA [Internet]. 2009 [cited 2022 Oct 16];103(6):785-9. Available from: هنا