آلاف الناجين من مرض الإيبولا يعانون من آلام مفصلية ومشاكل أخرى
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
الفيروس عبر التماسِّ مع سوائلِ جسمِ المصاب.
تكون الوفاةُ بسبب النزفِ المعمَّمِ في كاملِ الجسمِ داخلياً وخارجياً، حيث يدمر الفيروسُ الخلايا
المناعيةَ والصُّفيحاتِ الدمويةَ المسؤولةَ عن تخثُرِ الدم.
لا يوجدُ علاجٌ شافٍ حتى الآن، إنما يقوم العلاجُ الحاليُّ بتخفيفِ الأعراضِ كالنزفِ وضعفِ المناعةِ
نتيجةَ تخرّبِ الخلايا المناعيةِ، لذلك يعتمد الشفاءُ على العلاجِ الباكرِ وحالةِ الجهازِ المناعيِّ للشخص
المصاب.
إن الاكتشافاتِ الجديدةَ تدلّنا على الوسيلةِ التي ينبغي من خلالِها العنايةُ بالمرضى الناجين من الإيبولا
ومجتمعاتِهم، فإنّ فيروسَ الإيبولا يتركُ بصمةً لا يُمكِنُ محوُها على المرضى الذين نجَوا منه،
فالأبحاثُ التي جُمعَت من خِلالِ مراقبةِ عددٍ كبيرٍ من الناجين في غربِ أفريقيا تشيرُ إلى إصابةِ نصفِ
المصابين بالإيبولا بمشاكلَ بالمفاصلِ، وقد تتفاقم عند البعضِ بمشاكلَ بصريةٍ، ويُشير باحثونَ آخرون
إلى إمكانيةِ نقلِ الفيروسِ إلى أجنّةِ الناجياتِ اللواتي كنَّ حواملَ عند إصابتهنّ بالعدوى، حيث تم كشفُ
الفيروس في المشيمة. كما يمكن أن يتواجدَ الفيروسُ في السائلِ المَنَوِيِّ لمدةٍ أطولَ مما كان يُعتقد؛
معلوماتٌ كهذه تمنح العلماءَ والعاملين في المجال الصحّيِّ رؤيةً جديدةً عن كيفيةِ العنايةِ بالناجين من
الجائحةِ الأخيرة (سنة 2015) والأخطارِ المُحدِقَةِ بمجتمعاتِهم.
إن نتائجَ فحصِ السائلِ المنويِّ مثيرةٌ للاهتمام، بالرغم من كونِها مبدئيةً وليست حاسمةً، فلقد وُجِد أثرُ
الفيروسِ في السائلِ المنَويِّ بعد 284 يوماً من العدوى، وذلك ضمن دراساتٍ نُشِرَتْ من قِبل منظمةِ
الصحةِ العالميةِ في السابع من شهر آب لعام 2015. تضمنت هذه الدراسةُ عيناتِ سائلٍ منويٍّ من
100 ناجٍ من المرض في سيرا ليون، وتم تقديمُها لنَقدِها ومناقشتِها بعد أسبوعٍ من النشر.
أشارت دراساتٌ سابقةٌ إلى استمرار وجود الفيروسِ في خصيَتَيِّ الناجي، وإمكانيّةِ عزلِه من السائلِ
المنويِّ حتى مرور 82 يوماً من بدءِ الأعراضِ، وحديثاً تم اكتشافُ أثرٍ للمادةِ الوراثيةِ للفيروس –
الحمضِ النوويِّ– في السائل المنويِّ بعد مرور 199 يوماً من بدءِ الأعراضِ، وهذه فترةٌ طويلةٌ بعد
التعافي من المرض. تدلُّ المادةُ الجينيّةُ على وجود الفيروسِ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون مُعدِياً أو
قابلاً للانتقالِ من شخصٍ لآخر; حيث نحتاج إلى فيروسٍ كاملٍ وفعّالٍ لإنجازِ ذلك. إن هذا الاكتشافَ
الجديدَ لا يعني بالضرورةِ أن يكونَ الفيروسُ الموجودُ في السائلِ المَنويِّ مُعدياً بعد مرورِ 284 يوماً
من ظهورِ الأعراض.
بناءً على هذه النتائجِ يحاول بعضُ الباحثين من منظمةِ الصحةِ العالميةِ عزلَ العيناتِ الفيروسيةِ التي
استُخدِمَت في الدراسة، لمعرفة إن كان الفيروسُ حياً وقادراً على إعداءِ الآخرين؛ وبحسب دانيل
باوش Daniel Bausch، الطبيبِ المشاركِ في فريق منظمةِ الصحةِ العالميةِ للعنايةِ السريرية
الخاصةِ بفيروس الإيبولا، أنّ مثلَ هذه الاختباراتِ سوف تُشكِلُ تحدياً تقنياً وستتطلبُ معاييرَ سلامةٍ
بيولوجيةٍ عاليةً جداً غيرُ متوافرةٍ في غرب أفريقيا؛ لذا سيتم إرسالُ العيناتِ إلى مخابرَ ذاتِ درجةِ
حمايةٍ حيويةٍ من المستوى الرابعِ BSL4 (يتم تصنيفُ المخابرِ من الدرجةِ واحد، والتي تُعتبر أقلَّ
درجاتِ الحمايةِ، إلى الدرجة أربعة والتي تعتبر أعلى درجاتِ الحماية).
حالياً تحثُّ منظمةُ الصحةِ العالميةِ الناجين الذكورَ على الامتناع عن الممارسةِ الجنسيةِ أو استخدامِ
الواقي الذكريِّ خلالها، وذلك لمدة لا تقلُّ عن 6 أشهر تالية للتعافي من العدوى، ومع ذلك تدفعنا
المعلوماتُ الحديثةُ للتساؤل عمّا إذا كانت مدةُ 6 أشهر كافيةً للوقاية.
الملخص:
1. قد يسبّب الإيبولا مشاكلَ صحيةً باقيةً حتى في حال الشفاءِ من المرض.
2. تكمن الخطورةُ في أنّ المريضَ قد يكون معدياً بالطريق الجنسيِّ ولفترةٍ طويلةٍ نسبياً حتى بعد زوال
الأعراض.
3. ينتقل الإيبولا من الأمِّ المصابةِ إلى جنينِها.
4. لا تزالُ المعلوماتُ المتوافرةُ عن المرضِ غيرَ كافية.
المصادر:
هنا
هنا