اليوم العالمي لمرض السل؛ ما التحديات لمواجهة السل في سورية؟
الطب >>>> معلومة سريعة
يُعد 24 آذار اليومَ العالمي للسّل -أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية- الذي لا يزال أحد أهم مسببات الموت في أنحاء العالم، ويرتبطُ عادةً بالمجتمعات الفقيرة، وهو مسؤول عن أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالأمراض المعدية لدى البالغين، إذ إنه تظهر قرابة 10 ملايين حالة جديدة سنويًّا. تتنوع جوانبه من المرض المميت إلى القابل للعلاج. تشمل أعراضه السعال وألم الصدر والحمى وغيرهم،
إن تشخيص المرض في وقتٍ مبكرٍ، تساعدُ في علاجات فعالّة يمكن أن تجعل المريض قابلًا للشفاء.
ولا تزال السيطرة على المرض تشكل تحديًّا كبيرًا في أجزاء متعددة من العالم (1-3)، ومع ذلك، فقد خطت سورية خطواتٍ جديرةً بالملاحظة في مكافحة مرض السل من خلال عدة مبادرات مثل البرنامج الوطني لمكافحة السل عام 1991 وهيكل دعم التنمية التابع للأمم المتحدة في عام 2006. وقد أدت هذه الجهود إلى انخفاض معدلات الإصابة من 86 حالة جديدة لكل 100،000 فرد في عام 1990، إلى 23 حالة فقط لكل 100.000 فرد في عام 2006 (4).
منذ عام 2011، أسهمت عوامل عديدة في انتشار المرض مرة أخرى، بما في ذلك النزوح والاكتظاظ السكاني، وهو عامل خطر رئيسٍ لانتقال مرض السل، ونقص وسائل التعقيم والغذاء، والأضرار التي لحقت بالنظام الصحي وعدم توافر وسائل التشخيص (4)، على الرغم من الإبلاغ أن عدد الحالات الجديدة بلغ قرابة 3800 حالة في عام 2021، بمعدل حدوث 18 لكل 100.000؛ والتي تُعد أقل من سابقاتها (5)، إلا أن الانخفاض في عدد الإصابات الجديدة قد يكون بسبب تراجع طرائق الكشف عن المرض، على سبيل المثال لا الحصر؛ قد تتوفر طرائق التشخيص الجزيئي مثل Cepheid GeneXpert؛ في العاصمة دمشق فقط، لذلك قد يكون اكتشاف حالات جديدة في المحافظات الأخرى أمرًا صعبًا؛ لأن الاعتماد على التصوير الشعاعي وظهور الأعراض وحده لوضع التشخيص غير كافيين، ولا يكشف الإصابات المقاومة على العلاج. بالإضافة إلى قلة الخبرة في مجال مرض السل في سورية بعد عام 2011، عندما كان يُدار في الغالب من قبل أخصائيي علم الأمراض الصدرية الذين انخفض عددهم على نحوٍ حاد، ولم يبق سوى أقل من ستة علماء أحياء مجهرية في سوريا عمومًا.
يمثل التعامل مع مقاومة الإصابات لعلاج السل عقبة رئيسة في سورية، وخصوصًا في المناطق الشمالية الغربية حيث الظروف المثالية مواتية لتطور المقاومة. يُعد التغلب على هذه العقبة أمرًا صعبًا؛ لأن العلاج عملية طويلة الأمد تستغرق حوالي ستة أشهر وتتطلب الاتساق والدقة لتجنب تطوير المقاومة. على الرغم من الجهود التي يبذلها البرنامج الوطني لمكافحة السل، إلا أن نقص الكوادر المؤهلة، يُعد عقبةً كبيرةً في مواجهة هذا التحدي في سورية.
من جهةٍ أخرى، بعد أن كان إجراءً قياسيًّا في رعاية الرضع، تدهورت إدارة لقاح السل (BCG)، إذ أظهرت البيانات الأخيرة انخفاضًا من 99٪ في عام 2011 إلى 66٪ فقط في عام 2017.
أما في الوقت الحاضر، يجب أن تتجه الأولويات بالتخفيف من وطأة السل إلى توفير طرائق التشخيص الحديثة، وتوفير علاج السل، وتحسين طرق الوقاية والإدارة، بالتدخل على مستوى السكان مثل لقاح BCG والعلاج الوقائي للحالات الكامنة (4).
المصادر:
2. Furin J, Cox H, Pai M. Tuberculosis. The Lancet [internet]. 2019 [cited 2023 Mar 18];393(10181):1642-56. Available From: هنا
3. Basic TB Facts [internet]. USA: Centers for Disease Control and Prevention CDC; [updated 2016 Mar 20; cited 2023 Mar 18]. Available from: هنا
4. Abbara A, Almalla M, AlMasri I, AlKabbani H, Karah N, El-Amin W, et al. The challenges of tuberculosis control in protracted conflict: The case of Syria. International Journal of Infectious Diseases [internet]. 2020 [cited 2023 Mar 18];90:53-9. Available From: هنا
5. World Health Organization WHO. Global tuberculosis report [internet]. Switzerland: WHO; 2022 [updated 2022 Dec 15; cited 2023 Mar 18]. Available from: هنا