هل يشعر دماغ الشخص الأصم بالموسيقا؟!
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
وهل يجتمع الصمم مع الأصوات والأغاني والموسيقا؟!
مذهل إدراك أن مفتاح هذه الأحجية يكمن في قدرة أدمغتنا المدهشة على التكيّف، خاصةً الأدمغة الفتية للصُم، فقد وُجد أن أدمغة الصُم تعالج الاهتزازات المرافقة للكلام والموسيقا في القشرة السمعية التي تُعدّ مركزًا معالجًا للاهتزازات.
فعن طريق التجربة التي أجراها الدكتور (دين شيباتا - Dr. Dean Shibata) على مجموعة من الشباب الصم ومقارنتهم مع مجموعة من السامعين؛ إذ تطبق في هذه التجربة مجموعة من الاهتزازات المتقطعة على أيديهم، ثم استخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي (FMRI) لمقارنة التغيّرات في النشاط الدماغي، فلاحظ نشاطًا في منطقة دماغية صغيرة بحجم كرة الغولف في القشرة السمعية، إضافةً إلى النشاط الدماغي في الفص الصدغي في أثناء تطبيق الاهتزاز لدى الصُم، وعلى العكس لا يحدث هذا النشاط الدماغي عادةً لدى السامعين (1,2).
لذلك واعتمادًا على هذا المبدأ، يزود الصُّم عند حضورهم حفلًا موسيقي ببالون يمسكه الفرد بين يديه في أثناء العرض، فيتمكن من الشعور بالاهتزازات الموسيقية والتفاعل معها (2).
أما عن قدرة الصُم على التأليف والتلحين، فأكبر مثال على ذلك كان بيتهوفن وسيمفونيته التاسعة التي ما زالت تُذكر ليومنا هذا على أنها واحدة من أعظم الأعمال الموسيقية التي كُتبت على الإطلاق؛ فقد أنهى بيتهوفن تأليفه هذه السيمفونية بعد مضي ما يزيد عن عشر سنوات لفقدانه السمع (3).
ولم يخلو عصرنا الحالي من أشخاص مبدعين من الصُم، كـ(إيفلين غليني - Evelyn Glennie) أحد أشهر عازفي الإيقاع حاليًّا والحائزة عديدًا من جوائز الغرامي؛ إذ لم يمنعها الصمم التام بعمر الثانية عشر من تطوير حسها العالي للموسيقا، وإقامة مئات العروض سنويًّا مع أعظم الفنانين وقادة الأوركسترا.
فقد أوضحت غليني "أنها تسمع الموسيقا في أجزاء جسدها كافة" إذ يتحول جسدها على المسرح إلى غرفة تتضخم بها حواسها جميعًا وتعمل متناغمةً مع بعضها البعض (4).
المصادر: